أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس، أنّها تمكنت من دخول منطقة ريف دمشق لأول مرة منذ التوصل الى هدنة بين قوات النظام والمعارضة وتوزيع مواد اغاثية لأكثر من 4000 عائلة في مدينة برزة، فيما قال المتحدث باسمها في دمشق سيمون شورنو ان احتياجات السكان هناك "كبيرة"، وأعرب عن قلقه من الوضع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وأوضح بيان صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن قافلة إنسانية تتألف من 19 شاحنة، أدخلت مساعدات ومواد اغاثية الى مدينة برزة، في خطوة هي الأولى لها في منطقة ريف دمشق منذ إبرام اتفاق هدنة هناك في وقت سابق من هذا الشهر. وأشارت دافني ماريت، نائبة رئيس بعثة اللجنة الدولية في سوريا التي أشرفت على العملية، أن القافلة وصلت إلى برزة يوم أمس الأربعاء وسلمت المواد الطبية والمواد الغذائية، لافتة الى انّه سيتم توزيعها اليوم الخميس "على عدد من نقاط التوزيع التي يسهل الوصول إليها في المنطقة". ولفت شورنو في اتصال هاتفي مع وكالة "الأناضول" من العاصمة السورية دمشق الى أنّه تم توزيع مواد الإغاثة المخصصة للطوارئ على 4000 عائلة في مدينة برزة في اليومين الماضيين بعدما زار فريق من المتخصصين المنطقة قبل أسبوع واطلع على احتياجات السكان هناك. وأوضح شورنو أنّه تم توزيع الملابس والطعام والأغطية والأدوية، "لكن ذلك ليس كافيا لأن الاحتياجات كبيرة". وأضاف:"ليس فقط المصابون من يحتاجون للأدوية والرعاية الصحية بل أيضا من يعانون من امراض مزمنة". وأشار الى ان اللجنة لم تواجه صعوبات أمنية خلال مهمتها الانسانية، وقد نجحت بالدخول والخروج بأمان باعتبار أنّها كانت قد نسقت هذه العملية مع الأطراف المعنية وخاصة السلطات السورية. وقال:"نحن نحاول دخول كل مناطق العاصمة دمشق وخاصة معضمية الشام وداريا ومخيم اليرموك والغوطة وقد شكلت برزة الخطوة الأولى". ولفت الى ان اللجنة الدولية تواظب على تقديم طلبات للسماح لها بدخول مناطق حمص وحلب ولكنها لم تحصل على الضوء الأخضر بعد. وعقد طرفا الصراع خلال الفترة الماضية عدداً من الاتفاقات في ريف دمشق وحمص تضمنت وقفاً لإطلاق النار بين القوات من الجانبين مقابل السماح بإجلاء المدنيين وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تحاصرها قوات النظام. وأعرب شورنو عن قلق المنظمة الدولية حيال ما يحصل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والواقع في دمشق، واصفا الوضع هناك ب"الصعب جدا". وقال: "حتى الساعة لم نستطع الدخول ونحن نواصل المفاوضات التي لم تفض بعد الى النتائج المرجوة". ونجحت وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (الأونروا) بادخال مساعدات الى مخيم اليرموك الذي تحاصره قوات تابعة للنظام السوري منذ ما يزيد عن ستة أشهر، ما أدى إلى وفاة 100 شخص؛ جراء نقص المواد الغذائية والطبية في المخيم، بحسب منظمات حقوقية غير رسمية. ويعد مخيم اليرموك أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا؛ حيث كان يضم - قبل فرض الحصار عليه - نحو 500 ألف لاجئ فلسطيني؛ إضافة إلى سوريين يقطنون هناك وفق إحصاءات غير رسمية. ونزح عدد كبير منهم باتجاه لبنان ومناطق سورية أكثر أمناً؛ هرباً من قصف قوات النظام.