نظم الفنانون الموريتانيون مؤخرا تجمعا للموسيقيين والمسرحيين والسينمائيين تعبيرا منهم عن التضامن مع أهالي غزة في ظل العدوان الذي تشنه إسرائيل ضد سكان القطاع منذ ما يقارب الأسبوعين. وقد شهدت المظاهرة حدثا لافتا عندما قام ممثلون عن مجموعات الفنانين بحرق أدواتهم وآلاتهم تعبيرا منهم عن موت الفن واحتراقه بشكل نهائي في خضم المحرقة التي ينفذها "الكيان الصهيوني ضد سكان قطاع غزة ظلما وعدوانا". الفنانون الموسيقيون وفق فضائية "الجزيرة" القطرية قاموا بحرق بعض الأدوات الموسيقية، كما قام الفنانون التشكيليون بحرق بعض لوحاتهم، أما المسرحيون فأحرقوا قناعا مسرحيا، في حين قام السينمائيون بإحراق جهاز كاميرا، وكل ذلك للتعبير عن "موت الفن أمام الهمجية الإسرائيلية ضد سكان غزة". كما نظمت المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني ندوة في جامعة نواكشوط، تعرضت لأبعاد القضية الفلسطينية وما يجب القيام به لنصرة أهل غزة في الوقت الحاضر، وفي نفس الوقت أيضا شهدت مدن الداخل تظاهرات وفعاليات منددة بالمجازر الإسرائيلية ومطالبة بالقطع الفوري للعلاقات مع إسرائيل. كما دعا مثقفون جزائريون إلى إحياء القومية العربية، ورأى هؤلاء أنّ ما يحدث بغزة مدعاة إلى قيام عموم المثقفين العرب بدور حاسم على صعيد استنهاض مكامن القومية العربية، وألّح أدباء وشعراء على أنّ المشروع القومي الذي أصبح عرضة للنسيان، بإمكانه الإسهام بقوة في توحيد جهود الأمة والتعبير عن انشغالات المنتمين إليها. وفي أمسية تضامنية بالجزائر مع الشعب الفلسطيني تم خلالها تقديم عدة مداخلات وقراءات شعرية للتعبير عن الوجع الفلسطيني، ألّح نخبة من الأسماء الشعرية من الجزائروفلسطين و العراق، المشاركون على حساسية تحريك "انتفاضة ثقافية" من شأنها رسم واقع مغاير، وأوضحت رئيسة المنتدى الجزائري للإبداع الأدبي "عقيلة رابحي" أنّ المثقف مدعو لحراك نوعي وقول كلمته حيال المجازر الشنيعة والهمجية المسلطة على الأشقاء في قطاع غزة، ودعت رابحي إلى تكثيف مثل هذه اللقاءات للتحسيس بخطورة الوضع في غزة التي تتواصل بها المحرقة الصهيونية مخلفة المزيد من الضحايا الأبرياء. أيضا عبّر عدد من الشعراء العراقيين عن إعجابهم بأداء المقاومين الفلسطينيين في غزة وأشادوا بالموقف البطولي الجمعي لأبناء غزة بوقوفهم مع رجال المقاومة. وقال الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد كما نقلت عنه فضائية "الجزيرة" القطرية إن كلمة الشاعر مهما كانت متقدمة ومؤثرة، فإنها تقف مترددة أمام بوابة الوقفة الشجاعة والبطولية لمقاومي غزة، الذين تفوقوا على أداء الكلمة, وتقدم أداء المقاتل في الحرب الشرسة, إذ رسم المقاومون أبهى القصائد في تصديهم البطولي للهجوم العدواني الذي أرادت منه القوة العسكرية الإسرائيلية اقتلاع جذور المقاومة في فلسطين, وقتل الروح الوثابة في نفوس المقاتلين في كل مكان. ويضيف: القصيدة التي تكتب بحق المقاومين في غزة, يجب أن تكون بنفس قوة وبهاء وتألق هؤلاء الشجعان, الذين قلبوا الموازين وغيروا كثير من القناعات، وأعطوا الطلقة وصفها الصحيح في الزمن السيئ, وقال إن خزينه الشعري سيقول كثير عن ملحمة غزة. ويربط الشاعر عبد الواحد بين توقيت الهجوم على غزة والإهانة الكبيرة التي تلقتها أمريكا وإسرائيل بحذاء منتظر الزيدي، الذي قذفه في وجه الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش. واختتم حديثه بالقول "هكذا تحفز الطلقة والمدفع والصاروخ الشاعر ليطلق كلمته فخراً وابتهاجاً". أما الشاعر العراقي عباس جيجان فيؤكد أن "القصيدة المقاتلة ستبقى مساندة للمقاومين ومؤازرة لكل فعل بطولي". ويؤكد الجنابي أن الجميع يدركون أن هدف أمريكا في احتلال العراق هو حماية إسرائيل, ولكن انقلبت الطاولة على رؤوسهم, بعد أن انطلقت المقاومة في العراق, لتكون أسرع مقاومة في التاريخ وتواصلت المقاومة في فلسطين لتخيب آمال الأعداء، الذين توقعوا لها الخمود مع مرور الزمن, إلا أن المقاومين في غزة يثبتون بعد 60 سنة من احتلال أرضهم, أن الأجيال لن تتخلى عن حقها في طرد المحتلين. أيضا أعلن اتحاد المنتجين العرب أنه قرر بالتعاون مع جامعة الدول العربية تنظيم "يوم التضامن مع غزة" بمشاركة فنانين وإعلاميين و20 قناة فضائية من 9 دول عربية تتشارك في بث مشترك لمدة 12 ساعة، وذلك يوم 16 من الشهر الجاري. وقال رئيس اتحاد المنتجين العرب إبراهيم أبو زكري كما نقلت عنه صحيفة "العرب اللندنية": أن الهدف من هذه الخطوة إعلان حالة التضامن العربي من خلال انضمام المحطات الفضائية والأرضية العربية في برنامج إعلامي موحد وبث موحد يظهر للعالم أن العرب يتحدثون لغة واحدة وخطاب إعلامي واحد. وأضاف: يوم التضامن اختير مبدئيا الجمعة 16 يناير بهدف تشجيع المواطنين في جمع التبرعات المالية والعينية والدم عن طريق الهلال الأحمر فى مصر والأردن والإمارات وغيرها من الدول ليشعر أبناءنا في غزة بأننا معهم قلبا وقالبا. ومن المقرر أن يمتد البرنامج المقترح من الساعة العاشرة صباحا وحتى العاشرة مساء وقد تم اختيار عدد من مقدمي البرامج المتميزين في العالم العربي لتقديم البرنامج. وسيبدأ البث من القاهرة ثم ينتقل إلى دبي ويعود إلى القاهرة ثم بغداد ثم إلى غزة والعودة إلى القاهرة من جديد. والأسماء المرشحة للمشاركة تضم مجموعة من الإعلاميين المصريين والعرب. ومن الضيوف المقترحة أسمائهم الفنانون المصريون نور الشريف وصلاح السعدني وفاروق الفيشاوي وحسين فهمي وهاني شاكر ومحمد فؤاد وإيمان البحر درويش وعلي الحجار وخالد زكي ومحمود قابيل ومصطفى فهمي وليلى علوي والهام شاهين ويسرا وحنان ترك وسهير المرشدي والمغربية سميرة سعيد والتونسية لطيفة والسورية أصالة. ومن المثقفين والكتاب المصريين أسامة أنور عكاشة ويوسف القعيد ووحيد حامد وعلاء الأسواني ومكاوي سعيد ومن رجال الدين الدعاة نصر فريد واصل وعبد المعطي بيومي وسعاد الصالح وصفوت حجازي وعمرو خالد ومن ورجال الدين المسيحيين الانبا مرقص والانبا بيشوي والأنبا بسنتي. وتم الاتفاق مع المسئول في التليفزيون المصري أسامة الشيخ على توفير استديو بمدينة الانتاج الإعلامي وأحد قنوات النيل المتخصصة لبث البرنامج على الهواء مباشرة. ومن بين القنوات التي ستبث البرنامج قناة فلسطين وقناة صانعو القرار الإماراتية وقناة آفاق العراقية ومن المتوقع الحصول على موافقة كل من القنوات العراقية السومرية والشرقية والسلام والشبابية والفرات ومن مصر المحور ودريم والحياة والساعة وقنوات من السعودية وسوريا والأردن والسودان وتونس.