هل تنجح تظاهرة القدس عاصمة الثقافة 2009؟ محيط: سميرة سليمان قدمت الفضائية الفلسطينية حلقة خاصة لمناقشة احتجاجات المثقفين الفلسطينيين علي تشكيل اللجنة التحضيرية للقدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 التي شُكلت مؤخراً بمرسوم رئاسي وأثارت احتجاجات واسعة حيث وصفت بأنها لجنة تأبين أكثر منها لجنة احتفال وأنها لا تلبي الحد الأدني من الطموح العام وأنها قد استثنت من تشكيلتها فلسطينيي الشتات وفلسطينالمحتلة عام 1948، وكان الشاعر محمود درويش قد اعتذر عن رئاستها التي أوكلت إليه عند تشكيل اللجنة. بحسب صحيفة "القدس العربي " استضاف الإعلامي محمود أبو الهيجاء في برنامجه "مغزي الكلام" كلاً من وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور ابراهيم ابراش والشاعر نجوان درويش الذي قدم موقفاً نقدياً يمثل وجهة نظر المثقفين الفلسطينيين الذين يعارضون تشكيلة اللجنة. وقد طالب الشاعر نجوان درويش بإعادة تشكيل اللجنة علي أسس ثقافية ومهنية ووطنية وأشار إلي وجود فساد في تشكيل اللجنة الحالية ووصفها بالصدمة المروعة وأنها مثل اللجنة لصنع الله إبراهيم مشيراً للرواية الشهيرة للروائي المصري التي تتحدث عن لجنة غامضة يقع البطل ضحيتها!. ووفق المرسوم الرئاسي، تتشكل اللجنة من: الرئيس محمود عباس/ الرئيس الأعلى للجنة ، الشاعر محمود درويش/ رئيس اللجنة ، د.حنان عشرواي/رئيسة المكتب التنفيذي للجنة ، المحامي أحمد الرويضي/مقرر اللجنة. ومن الأعضاء (ياسر عبد ربه، الشيخ محمد حسين، البطريرك ميشيل صباح، ناصر القدوة، إبراهيم أبراش وزير الثقافة، لميس العلمي وزيرة التربية والتعليم العالي، خلود دعيبس وزيرة السياحة والمرأة، محمد اشتية، مازن سنقرط، يحيي يخلف، وممثلين عن المؤسسات الأهلية والثقافية في مدينة القدس" 47 عضواً"). من جهته - كما جاء بجريدة "القدس" اللندنية - تحدث وزير الثقافة عن الرؤية الرسمية للفعالية، كما كشف أن وزارة الثقافة لم تُستشر في تشكيل اللجنة رغم أن قرار مجلس وزراء الثقافة العرب باعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 نص صراحة بحسب الوزير علي دور واضح لوزارة الثقافة الفلسطينية، وهذا ما لم يحدث، إذ لم يستشرها أحد، مما أثار علامات استفهام مضاعفة حول موضوع اللجنة وفعالية القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 برمتها إذا كانت البداية بهذه الطريقة. ويقول عايد عمرو بجريدة "الحياة الجديدة" - منذ البداية تحدثنا عن المعيقات التي ستكون في طريق الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية، وقلنا يومها بأننا لا نمتلك من مقومات الاحتفال شيئا، فلا كتب ولا ترجمات ولا افلام ولا اغان ولا حتى تاريخ، فالمدن التي يحتفى بها، والبلدان، تقوم بطباعة الكتب والدراسات التي تبين تاريخ هذا البلد وانجازاته على مر التاريخ، وليس فقط لمجرد تكريم الاسماء والسياسيين، قرأنا الاسماء ولكن باستثناء اسماء مثل الشاعر محمود درويش و الروائي يحيى يخلف وليانا بدر و سليمان منصور وباسم ابو سمية وثلاثة اخرين لا اذكرهم و جدت ان البقية لا يوجد لهم أي حضور ثقافي سواء على الصعيد المحلي او العربي، ومن قرأ الاسماء وجدها خالية من المثقفين الفلسطينيين في الشتات، فأسماء مثل خالد ابو خالد وعز الدين المناصرة ورشاد ابوشاور وحسن حميد وانيس صايغ ونواف ابو الهيجاء واحمد ابو مطر واسماء كثيرة في الشتات لم تذكر في اللجنة، وحتى الامانة العامة لاتحاد الكتاب تم تجاهلها، ونقابة الصحفيين ورؤساء تحرير صحف، ومثقفون من امثال محمود شقير. احتجاجات كثيرة واصوات ارتفعت، احتجاجا على تشكيل اللجنة، حتى ان مثقفين في الخارج اتصلوا ليعلنوا عن احتجاجاتهم متسائلين عن الطرق التي تم من خلالها استبعادهم من اللجنة نحن كما قلنا لسنا ضد الاسماء ولكننا ضد عملية الاستبعاد التي تمت. ويطرح سميح أبو زاكية وفق "شبكة فلسطين الإخبارية" - عدة أسئلة على اللجنة الوطنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية! منها: ماذا ستعملون من فعاليات لصناعة هذا الحدث التاريخي؟، ماذا ستبنون من مؤسسات في فلسطين؟، ما هي المؤسسات التي ستبنى وتطلق بهذه المناسبة العظيمة؟، ما هي الوفود التي ستشكل للمشاركة في الفعاليات العربية بهذه المناسبة؟، ما هي الكتب الفلسطينية وعددها التي ستصدر في عام 2009 حول القدس؟، ما هي ابرز الفعاليات والأنشطة داخل القدس؟، ما هو شعار العاصمة وما هي ألوانه؟، ما هي البرامج الخاصة بالأطفال في هذه المناسبة؟، هل سنطلق "جوائز وميداليات القدس لعام 2009" للمبدعين الذين يعملون لإثراء الفعاليات الثقافية؟! كيف سينطلق الاحتفال الأول وبحضور الرئيس أبو مازن والقيادة السياسية الفلسطينية؟، وكيف سيكون حفل الاختتام وأين وكيف سينقل عبر الفضائيات؟. هل يمكن أن نجيب عن كل هذه التساؤلات عبر مؤتمر مركزي تقيمه اللجنة الوطنية للمهتمين بالقدس العاصمة الثقافية يدعى إليه أهل الخبرة والثقافة؟ وليكن هذا المؤتمر في رام الله. وفي النهاية يقول أبو زاكية أخشى أن يكون فقط عام 2009 هو عام إعلامي فقط تستغله إسرائيل في البناء وتهويد ما تبقى من القدس ونحن نستغله في المزيد من الشعارات عبر وسائل الإعلام والصحافة. وقال الرئيس أبو مازن، "نحن نعرف أن القدس بحاجة إلى أمور كثيرة، وهي تهود هذه الأيام، وتقضم قطعة قطعة، وبالتالي هناك لجان أخرى مختلفة نأمل أن تفعل، وهي للأسف كثيرة ولكنها لا تعمل"، ووجه أبو مازن دعوة لهذه اللجان بأن تعمل بشكل جماعي من اجل حماية القدس من التهويد. وقال إبراهيم ابراش، وزير الثقافة الحالي، للتلفزيون الرسمي، بأن "التحديات ستكون كبيرة جدا، ويبقى السؤال إلى أي مدى نستطيع إحياء الحالة الثقافية في القدس، في ظروف تعرضها للتهويد، وإلغاء الثقافة العربية والإسلامية فيها، ان ما يحدث ليست فقط محاولة احتلال ارض ولكن أيضا تغييب الهوية". واعتبر ابراش أن هذه التظاهرة، "قد تكون مناسبة للشعوب العربية التواقة لفعل شيء لفلسطين بعيدا عن السياسة، الثقافة عنوان لتوحيد الجهود للعمل من اجل القدس، السياسة قد تفرق، ولكن يمكن للثقافة أن توحد، ويمكن للثقافة أن تصلح أخطاء السياسة، وإذا كان العرب يختلفون حول البرامج السياسية، فانهم لن يختلفوا حول القدس". وهكذا تجري الأمور بين المسؤولين عن الثقافة الفلسطينية، وهم يستعدون للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، يتمنون ويأملون، ويفكرون ويتصورون، في ظل واقع فلسطيني صعب، فيه وزارة للثقافة في الضفة الغربية، وأخرى في قطاع غزة، بينما القدس، على ارض الواقع خارج أي ولاية ثقافية، او غير ثقافية، فلسطينية، القدس، التي اتخذتها إسرائيل عاصمة "موحدة وأبدية لها"، متحدية القرارات الدولية. تعتبر القدس مدينة مقدسة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث: اليهودية، المسحية، الإسلام، أورشليم مدينة مقدسة لليهود منذ القرن الرابع قبل الميلاد وتقول الشريعة اليهودية بأن أهم صلواتهم يجب أن تكون بالتوجه نحو القدس، أما بالنسبة للمسيحية فهي مكان كنيسة القيامة، أما بالنسبة للمسلمين فهي تحوي المسجد الأقصى ثالث أقدس مساجد عند المسلمين وأولى القبلتين قبل الصلاة باتجاه الكعبة، أيضا من القدس عرج النبي محمد صلي الله عليه وسلم إلى السماء. هذه الأهمية والقدسية الثلاثية الجوانب تجعل هذه المدينة دوما عبر التاريخ مركز اهتمام كبير لجميع أتباع الديانات التوحيدية وهي طالما جمعت اتباع هذه الديانات في ظلها، وطالما شهدت حروبا مختلفة للسيطرة عليها غالبا ما كانت تأخذ طابعا دينيا. ومن معالم القدس الأثرية المسجد الأقصى، مسجد قبة الصخرة، كنيسة القيامة، حائط البراق، وحارة المغاربة.