بيروت: صدر مؤخرا عن دار الساقي للكاتب السورى ياسين رفاعية روايته الجديدة "أهداب"، وتقع فى 160 صفحة من القطع المتوسط. تصور الرواية مرحلة متقدمة من العمر مع ما فيها من ألم وحسرة ومن استكانة لا تلبث أن تهزها تجربة كأنها حلم يكاد لا يصدق وهو دخول فتاة دون العشرين حياة بطل الرواية السبعينى الوحيد. وبطل الرواية -على صعوبة حياته دون هذه الفتاة- شكر الله على ما اعتبره "نعمة" فى عمره هذا مع أن هذه النعمة بدت له فى ذاتها سيرا عكس سير الطبيعة، وودعها فى جو صداقة وبمرارة فى نفسه وهى تذهب إلى عريس ثرى ثراء عائلتها. والفتاة التى كانت تجهل معانى كلمات شائعة ذات دلالات خاصة لا تلبث ان تتحول الى معلمة لاستاذها الفنان الكبير فى الحياة والحب. نسمع هذا الحوار بينهما كما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية. قال لها متعجبا "من أين لك هذا الكلام؟ أين تعلمته..؟ اقتربت منى وكأنها امرأة تقترب من طفلها ووضعت راحتها على خدي..." قالت "يا مسكين.. الا تعرف اننى قرأت قبل شهر رواية "لوليتا".. كم هو الفرق بينك وبين بطلها.. بطلها معقد نفسيا.. وخاض حبا مرضيا تحول الى مأساة.. هذا لم يحصل بيننا. ثم انى صرت اقرأ كثيرا هذه الايام. قرأت "لمن تقرع الاجراس" و"الشيخ والبحر" وقرأت روايات احسان عبد القدوس ويوسف السباعي. اننا نتحدث فى المدرسة فى امور لا تعرفها حتى انت ايها الكهل العظيم.. اننا فتيات نتفتح عن كل ما هو غافل عنه انت وجيلك". ويختم رفاعية "اعرف. لم يبق لى الا القليل ولكن اذا ما اغمضت عينى يوما فسأغمضهما على فرح وسعادة. اذ اخيرا اراد الله ان يجمع طفولتى وشيخوختى فى حب واحد... وعندما اذهب سأذهب بهدوء واستسلام فكم كانت الحياة مع اهداب باهرة وساخرة..."