محيط : قتل حوالي عشرين شخصا معظمهم نساء كن ينظفن شوارع مقديشيو أمس الاحد، في انفجار قنبلة غداة اعلان عشرة وزراء من اصل 15 الاستقالة من الحكومة. ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، وقع الانفجار في حي كاي-4 جنوب العاصمة مقديشيو حيث وظفت منظمات محلية عشرات النساء لتنظيف الشوارع، مما خلف مشاهد مجزرة حقيقية في الشارع. وقال الشهود :" إن العاملات كن ينظفن الشارع عندما هز انفجار ضخم الحي، وتناثرت جثث النساء اشلاء، وتحدث الشهود عن سقوط نحو اربعين جريحا". وفي مستشفى المدينة، قال الطبيب ضاهر محمد محمود :" إن 47 جريحا نقلوا اليه بينهم خمسة توفوا متأثرين بجروحهم ما يرفع عدد القتلى الى عشرين على الاقل ". واضاف أنه اخطر اعتداء نشهده منذ اسابيع، ولم تتبن أي جهة الهجوم. واستمرت الحرب الكلامية بين جناحي الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس الوزراء حسن حسين عدي حيث تبادل الطرفان التراشق بالكلمات والاتهامات، وفي أول تعليق على الخلاف داخل الحكومة في مقديشيو عبر مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الخاص للصومال أحمد ولد عبدالله عن قلقه من انفجار الخلاف، وحث الجانبين على احتواء الموقف وحذر من خطورة انعكاسه على اتفاقية جيبوتي بين المعارضة والحكومة. وكشف مراقبون ومحللون ان هذه الاتفاقية هي الحاضر والغائب في الخلافات، لان جناح الرئيس الصومالي يسعى للالتفاف على اتفاقية جيبوتي التي تعتبر الإنجاز الأكبر لرئيس الوزراء الذي يحظى بدعم أوروبي وأممي ويتمتع بشعبية واسعة في جنوب الصومال خاصة بعد إطلاق زعماء ومشايخ قبيلة الهوية الذين اعتقلهم عمدة مقديشيو المقال محمد طيري الحليف القوي للرئيس الصومالي وإثيوبيا. ولم تستبعد إذاعة "حمروين" بأن تنتقل عدوى الانشقاق من التحالف المعارض الذي تعرض للتصدع في جدرانه، إلى الحكومة التي عتمت على تبايناتها على أثر ضغوط أمريكية إثيوبية وجيبوتية للخروج بموقف موحد اتجاه اتفاقية جيبوتي رغم تحفظات جناح الرئيس الصومالي على التحاور مع الإسلاميين. وتربط الأوساط الدبلوماسية ارتفاع حدة الخلاف نتيجة التحالفات التي تمخضت عنها اتفاقية جيبوتي حيث ظهر تنسيق قوي بين رئيس الوزراء والشيخ شريف الذي يطالب بعزل أمراء الحرب في مقدمتهم عمدة مقديشيو محمد طيري تمهيدا للوفاق الوطني، فيما يعتبر الرئيس الصومالي خطوات العزل تقليصا لنفوذه وتوجيه ضربة لحلفائه لترفع شعبية رئيس الوزراء الذي ينتمي إلى قبيلة الهوية التي تسيطر على مقديشو وجنوب الصومال، ويبحث لإيجاد مخرج للأزمة وتشكيل حكومة وفاق وطني ويقدم تنازلات في سبيلها.