طالبت الحكومة الصومالية بخطة سلام دولية علي غرار الاستراتيجية التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في التعامل مع الوضع الأفغاني ووصفتها بأنها ستكون أكثر فاعلية وأرخص تكلفة من الجهود الحالية لمكافحة القرصنة في الصومال. وقال رئيس الوزراء الصومالي عمر عبدالرشيد علي شارماك في رسالة إلي صحيفة تايمز البريطانية: إن هذه الخطة لن تتكلف سوي ربع التكلفة التي تنفق علي جهود مكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية. وكتب رئيس الوزراء الصومالي في رسالته: لقد قبلنا.. إن الوضع في الصومال سيبدو غير قابل للإصلاح لكن الواقع مختلف تماما. وتابع شارماك إن خطة أوباما تمثل تحولا كبيرا في الدعم الدولي للبلدان المضطربة والمذهل فيها أن كل خلاصاتها تنطبق علي الصومال كما أفغانستان. وكان الرئيس الأمريكي أوباما قد أعلن هذا الأسبوع أن الولاياتالمتحدة سترسل 30 ألفا من القوات الإضافية إلي أفغانستان لمكافحة تمرد طالبان، فضلاً عن جملة إجراءات تهدف إلي القضاء علي الفساد وتعزيز أجهزة محاسبة محلية قبل الانسحاب الأمريكي منها. من جهة أخري وقعت الحكومة الصومالية اتفاقية مع جماعة أهل السنة والجماعة الصومالية تنص علي مساعدة الحكومة في حربها ضد حركة شباب المجاهدين والحزب الإسلامي والعناصر الأجنبية، التي تقاتل إلي جانب المعارضة. وذكر مستشار رئيس الوزراء الصومالي عبد حاج جوبدون في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الداخلية الصومالي عبدالقادر علي عمر في مقديشيو، إن الاتفاق يمهد الطريق لمفاوضات أخري ستجري منتصف الشهر الجاري. يأتي هذا التطور بعد تفجير حفل الخريجين بفندق شامو الخميس الماضي، الذي أودي بحياة أكثر من 02 شخصا بينهم ثلاثة وزراء. وقد اتهم الحزب الإسلامي جهات أجنبية معادية إضافة إلي القوات الأفريقية بالوقوف وراء التفجير. وأشار مسئول الإعلام بالحزب شيخ محمد معلم علي إلي إمكانية ضلوع جهات داخل الحكومة، قائلاً: إن هناك خلافا عميقًا بين أنصار حكومة الرئيس عبدالله يوسف السابقة وأنصار الرئيس الحالي شريف شيخ أحمد. وتطرق إلي أن العملية استهدفت النخبة التعليمية والشخصيات الأكثر نشاطًا فيما أسماه مجموعة جيبوتي، في إشارة إلي تحالف أسمرا جناح جيبوتي بقيادة الرئيس الحالي. في المقابل اتهم شيخ أحمد جهات خارجية بالوقوف وراء التفجير. وقال هذا العمل ليس صنيعا صوماليا. غير أن وزير الأمن في الحكومة الانتقالية عبدالله محمد علي اتهم حركة الشباب المجاهدين بالمسئولية عن تفجير مقديشيو رافضا نفي الحركة لمسئوليتها عن الهجوم. وقال محمد علي إن الحركة نفت مسئوليتها لأن الهجوم أغضب كثيرًا من الصوماليين، وأضاف إن التحقيق يتواصل لمعرفة دوافع مدبري التفجير. وشدد علي أن الحكومة تعرف أن ذلك من تدبير تنظيم القاعدة عبر ما أسماه وكلاؤها في الصومال الشباب المجاهدون. يأتي ذلك فيما توفي وزير صومالي رابع هو وزير الرياضة سليمان ولد روبل، أمس الأول في نيروبي متأثرًا بجروح أصيب بها خلال الاعتداء الانتحاري الذي وقع الخميس الماضي في مقديشيو وأوقع 42 قتيلا بينهم ثلاثة وزراء.