دمشق: قدم وزير الثقافة السوري رياض نعسان اغا درعاً تكريمياً للدكتور عفيف البهنسي في اختتام الندوة التكريمية التي أقامتها الوزارة في مكتبة الأسد يومي 14 و15 أبريل/نيسان الجاري. وقال الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في كلمة ألقاها في هذه المناسبة وفقاً لجريدة "تشرين" السورية: إن المكرم فيلسوف جمالي وهو من الشخصيات المدهشة التي كان لها سبق السبق في تأسيس اتحاد الكتاب العرب. وأضاف أن اسم البهنسي اقترن بأهم الأعمال الإبداعية شعراً وكتابة وتأريخاً وفناً، اقترن بصرح الشهيد وببانوراما حرب تشرين وببعض الطوابع البريدية. وكان محمد قجة رئيس جمعية العاديات في حلب قد قدّم شهادة بالمكرم تضمنت لمحات عن مواقف جمعية أصدقاء دمشق التي أسسها البهنسي وجمعية العاديات بحلب ودورهما في حماية دمشق وحلب وآثارهما. وكذلك عدد قجة مواقف البهنسي من العمل الأهلي أو ما يسمونه المجتمع المدني مبيناً أن لدينا الكثير من الشواهد على وجود هذا العمل الأهلي عندنا قبل الحديث عن نقله من الغرب ومن هذا العمل الأوقاف وشيخ الكار وقد كان البهنسي من أكثر النشطاء في هذا المجال. ثم رفع الأستاذ غسان كلاس جلسة الافتتاح التي حضرها حسبما ذكرت "تشرين" العماد حسن توركماني وزير الدفاع والدكتورة بثينة شعبان وزير المغتربين والوزراء السابقون: محمود السيد، وعدنان عمران وبعض أعضاء مجلس الشعب وجمهور غفير من المثقفين والمتابعين وأصدقاء المكرم للاستراحة لتبدأ الندوة أعمالها. وكان الدكتور حيدر يازجي قد قدم لمحة عن الفنان التشكيلي عفيف البهنسي وتجربته الإبداعية مقدراً لأستاذه جهوده الكبيرة في الفن ومذاهبه واعتماده سلاحاً لتثبيت الهوية وانطلاقة الحياة. أما الدكتور المكرم فقد بدأ كلمته حسبما جاء في صحيفة "تشرين" بالقول سيان عندي الحياة أو الموت فالعقود الطويلة لم تخطف مني الفرح وقد تجاوزت اليوم عتبة الموت بما سمعته وبما قرأته من الباحثين وبما أراه من الود الصادق على وجوهكم جميعاً. وأضاف مخاطباً العماد حسن: المثقف كالجندي لا يهاب ساحة الشهادة والكاتب موجود في طيات ما يكتب، والوجود ينفي العدم.. وشكر لوزارة الثقافة هذا التكريم. ترأس الجلسة الأولى الدكتور محمود شاهين، وكان المحور الأول بعنوان: د.عفيف بهنسي والفكر الجمالي، شارك فيها كل من الدكتور مطاع الصفدي الذي أشار الى أن عفيف البهنسي اقتحم غابة هذه التأويلات الجمالية، وكانت عينه أو بصيرته النفاذة تقع دائماً على ضفتي الإشكاليات الناجمة عن طغيان أحد جناحي العلاقة هذه على الآخر. ثم قدم الدكتور عزت السيد أحمد عفيف بهنسي والأصالة الجمالية مبتدئاً بالعلاقة بين الأصالة والفن والجمال كواحدة من المشكلات التي تناولها البهنسي في أبحاثه الجمالية والأصالة عنده لا تنفصل عن الهوية ثم ينطلق بعد ذلك للبحث في عناصر الأصالة وفق علاقتها مع الفن والجمال. أما الدكتور عبدالله أبو هيف الذي تناول وفقاً ل "تشرين" التأصيل والتحديث في الفكر العربي الجمالي الفني عفيف بهنسي أنموذجاً يقول عن المكرم: إنه من المفكرين العرب القلائل في الثقافة العربية الذين عنوا بالهوية الثقافية وما يتصل بها من قضايا الأصالة والتحقق الذاتي القومي في الثقافة العربية الإسلامية وجمالية الفن العربي وتحديات في مجالات الفلسفة وعلم الجمال والعمارة والفن. وأضاف أبو هيف: تألق المبدع عفيف بهنسي في تأصيل الفكر العربي الجمالي الفني وتجلى إبداعه النقدي في تأطير هذا الفكر منهجياً ومصطلحيا ومعرفياً في مؤلفاته الكثيرة: قضايا الفن 1962 اتجاهات الفنون التشكيلية المعاصرة 1972 الفن في أوروبا 1982 الفنون القديمة 1982 معجم العمارة والفن 1994 معجم الخط والخطاطين 1995 روائع العمارة والفن في العالم 1997 النقد الفني وقراءة الصورة 1997. ثم قدم الأستاذ غسان كلاس، عفيف البهنسي تأريخ وتوثيق وإبداع حيث أشار الى أن المكرم أنجز حتى تاريخه ما يقارب المئة كتاب بعضها موسوعي، من بينها أكثر من أربعة وعشرين كتاباً باللغات الأجنبية، كما أنجز عدداً من الأبحاث المعمقة والموسعة باختصار قال الكلاس: البهنسي باحث حضاري عربي من أبرز مؤسسي علم الجمال العربي الذي يمتح من نبع التراث والأصالة العربية والإسلامية.. إنه يحمل مشروعاً ثقافياً متميزاً اشتغل عليه بدأب، وسعى لتحقيق روائزه وأسسه بوسائل وإطارات شتى تبرز جماليتها وروعتها وتفردها