نيودلهي: غادرت الروائية البنغالاديشية المنفية تسليمه نسرين، التى اثارت اعمالها الروائية جدلا فى الهند، البلاد بعد الإقامة لعدة أشهر فى منزل أمن حكومى وسط اجراءات أمنية مشددة وحالة من الغموض والتوتر. وارغمت نسرين (45عاما) على مغادرة كلكتا فى ولاية البنغال الغربية الهندية فى شهر نوفمبر العام الماضى بعد احتجاجات عنيفة من قبل المجموعات الاصولية الاسلامية التى قالت ان مؤلفاتها مسيئة للاسلام، حسبما أورد موقع "القدس". ونقلت وكالة "برس ترست اوف انديا" الهندية الاخبارية عن نسرين قولها " اذا كشفت النقاب عن وجهتى، فان سلامتى سوف تكون عرضة للخطر". وكانت نسرين قد زعمت انه تم التعدى على حقوقها الانسانية فى الاشهر الأربعة الأخيرة عندما تم نقلها الى نيودلهي بعدما تم طردها من كلكتا. واضافت نسرين: "اننى تعرضت لضغط شديد ولكننى لم استطع ان ابدي رأي لانه تم وضعى تحت رقابة "الحكومة الهندية" وكان يمكن ان اتعرض للمضايقة من جانبهم". وتابعت: "الحكومة ليست افضل من الاصوليين الدينيين". ووصفت نسرين المنزل الأمن الحكومي فى دلهى بانه "غرفة تعذيب"، وقالت انه كان يتعين عليها ان تغادر الهند بسبب "الضغط الهائل" خلال الاشهر الاربعة الاخيرة. وفى شهر ديمسبر الماضي، قالت نسرين ان الحكومة الهندية وضعتها قيد "الاقامة الجبرية" ولم تسمح لها بالعودة الى مدينتها التي اختارتها وهى مدينة كلكتا، وهذا زعم رفضته وزارة الخارجية الهندية. وتقيم نسرين خارج بنجالاديش منذ عام 1994، حيث اقامت فى البداية في العديد من الدول الاوروبية ثم فى كلكتا، بعدما اصدرت المجموعات الاصولية فى بلادها فتوى ضد مؤلفاتها. وقالت نسرين انها تعتزم ان تعبر عن "تجربتها المريرة" خلال العديد من المؤتمرات الدولية فى اوروبا فى الاشهر القليلة القادمة. في عام 2002 حكمت محكمة ببنغلاديش بسجن الكاتبة الفارة تسليمه نسرين عاما واحدا بسبب تهجمها على الإسلام وإساءتها إلى مشاعر المسلمين وخصوصاً بسبب روايتها (لاجا) أو" العار" . وقد هربت تسليمة من محاولات لقتلها قبل أكثر من عشر سنوات ، وكانت روايتها الأولى( لاجا) أو "العار" قد زعمت أن الأٍقلية الهندوسية في بنغلاديش تواجه الاضطهاد على أيدي الغالبية الإسلامية ، أما رد الفعل الشعبي على هذه الاتهامات فكان شديداً وعنيفا مما دفع بالحكومة البنغلاديشية إلى حظر تداول هذه الرواية. وأعلنت إحدى المنظمات " ثمنا" لرأسها سنة 1994بعد أن دعت الكاتبة المارقة الى إعادة النظر في القرآن الكريم لأجل إعطاء المسلمة المزيد من الحقوق حسب زعمها، الأمر الذي حدا بتسليمة للهرب للسويد. وكانت حكومة السيدة خالدة ضياء في حينه قد اتهمت تسليمه نسرين باهانة الإسلام والمسلمين وألقت القبض عليها. ثم أفرج عنا بكفالة ريثما تستمر المحاكمة إلا أنها استغلت فرصة الإفراج المؤقت ففرت من البلاد وهي منذئذ تعيش في المنفى بفرنسا والسويد والهند. تسليمه نسرين طبيبة أصلا ثم تحولت لاحقا إلى الكتابة ، و عادت لفترة قصيرة إلى بنغلاديش سنة 1998خلال مرض أمها ثم سافرت مرة أخرى بعد وفاة أمها التي لم تكن راضية بآراء تسليمة. وقد جاءت تسليمه مؤخراً إلى الهند لأجل نشر آخر رواياتها بعنوان" الريح الوحشية" باللغة البنغالية ، والتي حظرتها بنغلاديش فور صدورها ، وقد حظرت بنغلاديش سابقاً روايتها " لاجا" (العار) و" أمار ما يبولا" (طفولتي) بسبب التهجم على الإسلام وصدم مشاعر المسلمين.