الكويت: صدر حديثا ضمن سلسلة إبداعات عالمية التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت، كتاب "فروغ فرخزاد" تأليف مايكل هلمان أستاذ الفارسية في جامعة تكساس في أوستن وترجمة المترجم اللبناني بولس سروع، ومراجعة دكتور الأدب الفارسي بالجامعة اللبنانية فيكتور الكك. الكتاب دراسة لسيرة حياة الشاعرة الإيرانية فروغ الزمان فرخزاد والتي تعتبر أشهر امرأة في تاريخ الأدب الفارسي المعاصر، حسبما أوردت جريدة "البديل" المصرية. ولدت الشاعرة في 5 يناير 1935 في زمن كانت طهران خلاله في مهب تحولات درامية وشاملة وإن كانت سطحية بحسب تعبير الكاتب حيث كان الملك رضا بهلوي يحاول تحديث البلاد وتمثلت هذه المحاولة في بناء نظام السكة الحديد الوطنية، وإنشاء جامعة علي الطراز الغربي في العاصمة، وعلمنة نظام المدارس الرسمية، ومنع ارتداء الشادور الذي فرضه النظام الإسلامي علي المرأة وبناء جيش حديث وتمركز السلطات الحكومية في طهران. كان والد فروغ ضابطا حربيا نظاميا برتبة عقيد، وكانت العائلة تقيم في طهران حيث كانت جزءا من الطبقة المتوسطة الناشئة في المدينة. يتناول الكتاب المجتمع الإيراني في هذه الفترة وخاصة التطورات الأدبية والثقافية، حيث كانت العشرينيات بداية نشأة النثر الفارسي الحديث بدعوة محمد علي جمال زاده في مجموعته القصصية "كان يا ما كان" 1921 للتوجه إلي جمهور أدبي عريض. كذلك تحول الشعر الفارسي إلي مرآه للوعي السياسي بالتخلي عن نهج شعر البلاط وجمهوره المحدود لمصلحة الشعر الوطني الموجه إلي الشعب. وتناول الكتاب الشاعرة باعتبارها الصوت الأنثوي الأول في إيران حيث كانت معروفة بآرائها النسائية وقامت بالدفاع عن حقوق المرأة التي تعاني من القمع والظلم في ظل المجتمع الذكوري. وقد ناضلت فروغ من أجل أن تعيش حياة مستقلة، وكان هدفها في الحياة هو شعرها الذي كان مرآه صادقة لحياتها. تعرضت فروغ لردود فعل قاسية من قبل المجتمع الذي هاجمها بشدة بسبب المحتوي النسوي والتعبير عن العلاقات الجنسية بشكل صريح في شعرها. وتعتبر قصيدة "الخطيئة" 1955 من أكثر القصائد التي أثارت الجدل حول شعر فروغ. حرمت فروغ من ابنها الوحيد كاميار الذي عاش مع والده بعد انفصالها من زوجها شابور الذي أحبته وتزوجته وهي في السادسة عشرة من عمرها وذلك بسبب قانون حماية العائلة الإيرانية في ذلك الوقت. وتعتبر الفترة من 1958 إلي1967 العام الذي ماتت فيه فروغ نتيجة حادث سيارة نقطة تحول في حياة الشاعرة حيث ظهر عمق أكبر في قصائدها. وفي هذه الفترة عملت فروغ مع إبراهيم كلستان مساعدة له في استديو الأفلام الذي كان يملكه، وأصبحت بعد ذلك ناشطة في مجال الأفلام. وفي 1962 سافرت مع ثلاثة من زملائها إلي تبريز لتصوير فيلم "المنزل الأسود" وهو فيلم وثائقي عن مستعمرة الجذام هناك، وبعد انتهاء التصوير بفترة قصيرة تبنت صبيا من أهله المصابين بالجذام والموجودين في المستعمرة وحملته معها إلي طهران.