"القاعدة" تستولي على "زنجبار" وهدنة بين القوات الحكومية وانصار الأحمر صنعاء: استولى مسلحون ينتمون إلى تنظيم القاعدة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن ، فيما تحدثت انباء عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين اثر مهاجمة المسلحين للمدنية . ونقل موقع "يمن أوبزرفر" عن مسؤول أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، القول إن عناصر مسلحة تنتمي إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استولت على مدينة زنجبار. وأوضح أن المسلحين سيطروا أول أمس الجمعة على منشآت حكومية ومعظم الأحياء في المدينة، التي تبعد مسافة 400 كيلومتر شرق العاصمة اليمنية صنعاء و80 كيلومترا شرق ميناء عدن جنوب اليمن. وأضاف المسؤول الأمني إن تنظيم القاعدة سيطر على المحافظة والمقار الأمنية وبعض المقار الرئيسية الأخرى. وأشار إلى أن محافظ أبين أحمد الميسري محاصر داخل مقر إقامته خارج زنجبار. ومن جانبه ، اتهم علي دهمس القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني الرئيس علي عبدالله صالح بالوقوف وراء حالة الانفلات الأمني التي ضربت مدينة زنجبار بمحافظة أبين، مشيرا الى أن الجماعات المسلحة التي قامت بمهاجمة المدينة تأتمر بأمر صالح. وقال دهمس لقناة "الجزيرة": "هذه المجموعات موالية لنظام صالح وتسعى لإشاعة الفوضة لضرب الثورة اليمنية وإنهاء النجاحات التي حققتها من تعاطف جميع القبائل معها". وأوضح دهمس أن هذه الجماعات هاجمت البيوت والمراكز الأمنية، مشددا على أن استسلام رجال الأمن يرجع لأوامر تلقوها من صالح ". وفي هذا السياق ، أصدرت أحزاب اللقاء المشترك، وهي تكتل المعارضة الرئيسي في اليمن، بيانا اتهمت فيه صالح بالسماح لمسلحي تنظيم القاعدة بالاستيلاء على زنجبار، في محاولة لإقناع الدول الغربية بأن حكمه ضروري لمواجهة التنظيم. وبدوره ، اتهم اللواء محسن صالح الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى الرئيس اليمني بتسليم مدينة زنجبار بمحافظة أبين لعناصر تنظيم القاعدة، مناشدا ضباط القوات المسلحة والحرس الجمهوري بالانضمام الى الثورة الشبابية الشعبية اليمنية. وقال الأحمر خلال البيان الأول الذي أصدره: "باسمكم يا أبناء الشعب اليمني وباسم أبناء القوات المسلحة ندين ونشجب قيام النظام اليمني بتسليم بعض المحافظات اليمنية للصوص وقطاع الطرق والإرهابيين الذي كونهم النظام وغزاهم ودفعهم لقتل وسفك دماء الشعب اليمني". وأضاف: "هذه المحاولة الدنيئة يسعى النظام اليمني من ورائها الى التأكيد للغير أن اليمن من بعده ستسقط في يد الإرهاب وستتحول الى صومال جديدة لأنه ليس على رأس نظام الحكم"، مشيرا الى أن النظام اليمني يتخبط ويسعى للبقاء بأي وسيلة. وتابع: "ولكن نحن نقول لهم هيهات هيهات لن تنجح خطتك وسنتصدى للإرهاب وسنقضي عليه وسنبني يمن جديد ديمقراطي بسواعد أبناؤه". ودعا الأحمر ضباط القوات المسلحة والحرس الجمهوري الى الانضمام الى ثورة الشعب اليمني، مشيرا الى أن النظام اليمني فقد شرعيته مع ثورة شباب اليمن وأن الشرعية الحقيقة بيد الشعب الذي يجب حمايته. وناشد صالح أبناء القوات المسلحة بعدم إطلاق النار على أبناء اليمن وعدم ترك مواقعهم تحت أي ضغط ، مشيرا الى أن النظام اليمني يترنح وأنه سيرحل سيرحل. ويذكر أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ينشط بدرجة كبيرة في محافظة أبين منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية المطالبة بتنحي الرئيس اليمني على عبد الله صالح في شباط/ فبراير الماضي، الأمر الذي أسفر عن مقتل العشرات من القوات الحكومية خلال الأشهر الثلاثة الماضية. الى ذلك ، أكد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو أن بلاده فقدت ثلاثة من مواطنيها يعملون في المجال الإنساني في مدينة حضرموت جنوبي اليمن. وقف اطلاق النار وبشأن الاوضاع في الحصبة بالعاصمة صنعاء ، ذكرت وكالة الانباء الفرنسية ان عناصر مسلحة تابعة للشيخ القبلي صادق الأحمر سلمت مباني حكومية كانت قد استولت عليها الى لجنة الوساطة . وقال الشيخ عبد الله بدر الدين "بدأ إخلاء المباني الحكومية التي يسيطر عليها المناصرون للشيخ صادق وبدأ تسليمها إلى لجنة الوساطة". وذكر بدر الدين أنه "تم تسليم مبنى وزارة الإدارة المحلية وستستمر عملية إخلاء باقي المباني وتسليمها بما في ذلك بعض مراكز الشرطة". وأشار إلى وجود "التزام بعدم إعادة استخدام هذه المباني كثكنات عسكرية"، وهو أمر اشترطه آل الأحمر وكان يؤخر إبرام اتفاق الهدنة بين الطرفين وكان رئيس لجنة الوساطة الشيخ عوض الوزير أكد في تصريح خاص لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" تثبيت الهدنة المؤقتة بين الطرفين حتى تستكمل اللجنة عملها الأحد لتقريب وجهات نظر الطرفين حتى يتم التوصل لاتفاق نهائي لوقف اطلاق النار. ويسود هدوء نسبي في حي الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صنعاء مع سماع اصوات طلقات نارية من أسلحة رشاشة تقول مصادر مقربة من الشيخ الأحمر إن مسلحين قبليين موالين للنظام يطلقونها باتجاه منزل الشيخ الاحمر من حين لآخر. وكانت انباء تحدثت عن اتفاق، عقب اجتماع ممثلين عن الحكومة ورجال القبائل لإنهاء المواجهات الدامية التي تفجرت منذ أيام قليلة مخلفة وراءها 115 قتيلاً على الأقل والتي كادت تسبب في اشتعال فتيل الحرب الأهلية في اليمن. وذكر مصدر قريب من الوسطاء في الأزمة لوكالة "رويترز" إن الاتفاق يتضمن انسحاب رجال القبائل المسلحين من مبان حكومية احتلوها تمهيدا لإعادة الحياة إلى طبيعتها في حي الحصبة في صنعاء بعد مقتل 115 شخصا في معارك هذا الأسبوع. وقال مسؤول حكومي للوكالة: "نعم توصلنا إلى اتفاق يبدأ نفاذه صباح غد (الأحد)"، كما أكد مسؤول قبلي انه تم التوصل الى اتفاق.
في هذه الأثناء تستمر حركة نزوح سكان العاصمة باتجاه المحافظات الآمنة بعد الاشتباكات التي شهدتها صنعاء على مدى أربعة ايام بين القوات الحكومية وأنصار الشيخ الذي أعلن دعمه للثورة صادق الأحمر وسط أزمة خانقة في مادة الغاز المنزلي ووقود السيارات ومياه الشرب، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ست عشرة ساعة في اليوم الواحد وتدهور أمني ملحوظ مع انتشار مسلحين في عدد من الأحياء دون تدخل أجهزة الأمن لضبطهم وفقا لقانون حظر التجول بالسلاح. يتزامن ذلك مع عصيان مدني شل الحركة في عدن وتعز وإب والحديدة وعدد من المدن اليمنية بينما شهدت العاصمة صنعاء تزايدا ملحوظا في نسبة التجار المتجاوبين مع دعوات ما يعرف بحركة "شباب الثورة" لتنفيذ العصيان المدني بإغلاق محلاتهم التجارية من الثامنة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي.