سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن في قبضة مسلحي تنظم القاعدة بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل 18 شخصاً علي الأقل وسط اتهامات للحكومة ب«تسليم» المنطقة للمسلحين. وقال مسئول أمني في المحافظة غادر إلي مدينة عدن الجنوبية: إن عناصر القاعدة تمكنوا من السيطرة علي مدينة زنجبار عاصمة المحافظة واستولوا علي جميع المرافق الحكومية ما عدا اللواء 25 ميكا المحاصر من قبل مسلحي التنظيم المتطرف. وقدر المسئول عدد عناصر القاعدة الذين اقتحموا المدينة بأكثر من مئتين مسلح. وأوضح أن قيادة السلطة في محافظة أبين غادرت المكان قبل انفجار الموقف، مشيراً إلي أنه كان بين آخر الضباط الأمنيين الذين غادروا زنجبار باتجاه عدن. وعثر مواطنون في زنجبار علي جثث عشرة جنود قتلوا في المواجهات التي شهدتها خلال اليومين الماضيين بين مسلحي القاعدة والقوات الحكومية، ليرتفع عدد قتلي المواجهات إلي 17 جندياً ومدنياً علي الأقل. في أعقاب ذلك شهدت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين جنوب اليمن اشتباكات عنيفة منذ صباح أمس بين قوات الجيش والحرس الجمهوري وبين عناصر مسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة، التي سيطرت خلال اليومين الماضيين علي عدد من المقار الحكومية بالمحافظة. وتشير تقارير إلي أن عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين استغلت ظروف انشغال قوات الجيش والأمن في مواجهات عسكرية مع عناصر مسلحة موالية لشيخ مشايخ قبيلة حاشد في منطقة الحصبة شمال شرق العاصمة، وقامت باعتداءاتها علي المقار والمنشآت الحكومية بمحافظة أبين. غير أن مصادر المعارضة اليمنية تتهم السلطة اليمنية بأنها سمحت لهذه العناصر بأن تحقق أهدافها لإثبات أن خطر عناصر تنظيم القاعدة ما زال قائماً باليمن، وأن هذه العناصر تنتظر الفرصة للقيام بأعمال إرهابية ضد المصالح الحكومية والأجنبية. في هذه الأثناء نفي مكتب الشيخ صادق الأحمر التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع القوات الحكومية، وقال: إن هناك هدنة تنتهكها القوات الحكومية علي فترة منقطعة. يتزامن ذلك مع عصيان مدني شل الحركة في عدن وتعز وإب والحديدة وعدد من المدن اليمنية بينما شهدت العاصمة صنعاء تزايداً ملحوظاً في نسبة التجار المتجاوزين مع دعوات ما يعرف بحركة «شباب الثورة» لتنفيذ العصيان المدني بإغلاق محلاتهم التجارية. وتستمر حركة نزوح سكان العاصمة تجاه المحافظات الآمنة بعد الاشتباكات التي شهدتها صنعاء علي مدي أربعة أيام من القوات الحكومية وأنصار الشيخ الذي أعلن دعمه للثورة صادق الأحمر. وفيما يعد أول تعليق رسمي علي أحداث الحصبة شمال شرق العاصمة اليمنية، أكد رئيس الدائرة الإعلامية بالمؤتمر الشعبي العام «الحزب الحاكم في اليمن» طارق الشامي، أنه تم تمديد الهدنة وإيقاف العمليات العسكرية في منطقة الحصبة مع أولاد الأحمر بناء علي طلب من القبائل والشخصيات الاجتماعية التي تقوم بالوساطة. من جهتها حذرت الولاياتالمتحدة من أن تنظيم القاعدة يحاول استغلال عدم الاستقرار في اليمن.