المقاومة العراقية وحزب الله احمد ذيبان خارج دائرة السجال الداخلي اللبناني، حمل خطاب الامين العام لحزب الله الشيخ حسن نصرالله،موقفا يبدو جديدا بشأن المقاومة العراقية ضد الاحتلال الاميركي،اذ اعلن هذه المرة تأييده لهذه المقاومة،بعد ان كان موقف الحزب ضبابيا وملتبسا خلال السنوات الماضية التي اعقبت احتلال العراق،وهو موقف كان متأثرا بلا شك بعلاقات الحزب التحالفية،مع ايران التي تواطأت بوضوح مع الغزو الاميركي للعراق وكانت مبتهجة،وأكبر الرابحين، في اطار عملية تصفية حسابات متراكمة مع النظام العراقي السابق ،بسبب حرب الثماني سنوات، وخلافات سياسية وحدودية تفاقمت بعد ثورة الخميني ، فباحتلال العراق شعرت ايران بنشوة النصر والاخذ بالثأر،حتى لو تحقق ذلك من خلال الشيطان الاكبر!. موقف ايران هذا، انعكس على المرجعيات الشيعية التي افتت بمهادنة الاحتلال وشرعنت التعاون معه عبر ما عرف بالعملية السياسية ،وحذرت من مخاطر المقاومة المسلحة،كما وجدت الاحزاب والقوى السياسية العراقية التي جاءت مع الاحتلال بموقف ايران وفتوى المرجعيات دليل عمل لها للانخراط بحماس شديد في مشروع الاحتلال،وبالتالي المشاركة في المسؤولية عن الكارثة التي حلت بالبلاد والعباد!. ولأن حزب الله ،مرتبط بولاية الفقيه التي تحكم ايران،وهو ما أكده السيد حسن نصرالله ،في خطابه امس الاول في ذكرى تحرير جنوب لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام الفين،فلم يكن أمامه بد من التأثر بموقف ايران وحلفائها العراقيين وفتاوى المرجعيات ،وبذلك وقع في اشكالية محرجة شكلت عامل ضغط سياسي ونفسي عليه، فهو أشبه بمن وقف على الحياد،ازاء مقاومة عراقية تقاتل الاحتلال الاميركي،التي غالبيتها سنية،وكان يرى ان العراقيين أدرى بمصلحتهم ،وأحرار في الطريق الذي يختارونه لمواجهة الاحتلال ، فيما هو يرفع لواء مقاومة الاحتلال الاسرائيلي لتحرير جنوب لبنان،ويقدم تضحيات كبيرة في سبيل ذلك،وحقق بالفعل اول انتصار عربي جدي على الجيش الاسرائيلي ، الذي كانت نتائجه واضحة في انسحاب اسرائيل بدون شروط من جنوب لبنان عام الفين ، وفي الصمود الاسطوري في مواجهة عدوان تموز- آب عام الفين وستة!وكانت ضبابية موقف حزب الله هذه ازاء المقاومة العراقية ، منفذا للتشكيك بدوافعه الطائفية،لكن تحليل السيد حسن النصر الله العميق في خطابه الاخير لخلفيات وظروف وتركيبة المقاومة ضد الاحتلال في الوطن العربي والعالم ،وخاصة ما قاله بان اي مقاومة لا تحظى باجماع وطني شامل ،بسبب تباين مواقف ومصالح شرائح وأطياف المجتمع ،أزال الغبار عن موقف الحزب من المقاومة العراقية،وهو ما ينبغي البناء عليه،وان لا يكون موقف مناسبة ، لتأكيد شرعية المقاومة،في اطار السجال القائم في لبنان بشأن سلاح المقاومة ،ومن الواضح ان الامور في العراق اصبحت واضحة،حيث الفئة الحاكمة وضعت كل بيضها في سلة الاحتلال ،وتعمل على ابرام معاهدة طويلة الامد تسلم العراق للوصاية الاميركية المعززة بقواعد عسكرية استراتيجية!. عن صحيفة الرأي الاردنية 31/5/2008