القدس المحتلة: في اول تعليق له على الوثيقة السرية التي نشرتها قناة "الجزيرة" القطرية حول التعاون الأمني مع إسرائيل ،نفى وزير الداخلية الفلسطيني السابق نصر يوسف ان يكون له اي دور في اغتيال الشهيد "حسن المدهون" او اي من النشطاء الفلسطينيين خلال توليه منصب وزير الداخلية لمدة 10 اشهر في عام 2005 ، متهما "الجزيرة" بتحريف الوثائق . وقال يوسف في تصريحات لوكالة "سما الفلسطينية "ان اللقاء مع موفاز والذي نشرته قناة "الجزيرة" تطرق الى السماح بتحرك توفيق الطيراوي والذي كان مسجونا في المقاطعة ولا تسمح له اسرائيل بالتحرك مؤكدا انه لم يعرض نقل الطيراوي الى غزة بل السماح له بالتحرك في الضفة. وحول المدهون يقول يوسف انه نقل المعلومات حول نية اسرائيل اغتيال المدهون الى الرئيس عباس مباشرة والذي قام بدوره باستدعاء احد قادة فتح "احمد حلس" واخبره بنية الاحتلال تصفية المدهون فقام حلس باحضار المدهون وتحذيره وتم تشغيله في حرس الرئيس حتى يتم حمايته ولكنه لم يستمر الا لعدة ايام عدة ورفض الاستمرار ما ادى الى اغتياله وهذا ما اكده ايضا تقرير "الجزيرة" الذي بث مع زملاءه في حينه. وتابع "ان اسرائيل لم تطلب يوما منا اغتيال اشخاص بل تطلب اعتقالهم ولا تخبر اسرائيل احدا بموعد اغتيال احد وليست بحاجة الى معلوماتنا لمعرفة تحركهم" منوها الى ان موفاز رفض لقاءه بعد ذلك باوامر من شارون. وكانت قناة "الجزيرة" قد نشرت ليلة الثلاثاء وثائق سرية حصلت عليها اشارت الى أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية للاحتلال بلغ مرحلة متقدمة من التعاون بهدف توجيه ضربات لمختلف فصائل المقاومة. واوضح "لم اقدم اي معلومات حول اي فلسطيني اثناء كوني وزيرا للداخلية وما فعلته هو تنبيه الذين تنوي اسرائيل اغتيالهم وتحذيرهم وسانشر محذر اللقاء المذكور مع موفاز والذي كان لقاءا لم يتكرر بالنسبة لي بعد رفض الجانب الاسرائيلي التنسيق او التعاون معي". وتابع "طلبت من القناة ان تطلع على المحضر الفلسطيني للاجتماع وليس الاسرائيلي فقط واعطائي نسخة من المحضر الذي ينوون نشره كي اتمكن من الرد عليه ولكنهم رفضوا". وقالت قناة الجزيرة الفضائية القطرية مساء الثلاثاء استنادا الى وثائق سرية حصلت عليها ان اسرائيل طلبت في 2005 من السلطة الفلسطينية قتل حسن المدهون قائد كتائب شهداء الاقصى المنبثقة عن حركة فتح في غزة. وقتل المدهون في غارة اسرائيلية في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر 2005 بعد شهر من لقاء مع وزير الدفاع شاوول موفاز طلب خلاله من وزير الداخلية الفلسطيني نصر يوسف قتل المدهون. وقال الوزير الاسرائيلي خلال الاجتماع في الاول من تشرين الاول/اكتوبر حسب الوثائق التي قالت الجزيرة انها حصلت عليها, "حسن المدهون نعرف عنوانه لماذا لا تقتلونه". واضاف موفاز "انه يعد لعملية, نحن نعرف انه يريد ضرب (معبري) كارني او ايريز. هو لا ينتمي الى حماس, يمكنكم قتله". ورد نصر يوسف بحسب الوثيقة "نحن نعمل, والبلد ليس سهلا. قدراتنا محدودة وانتم لم تقدموا لنا شيئا". وقتل المدهون بعد ذلك بشهر في غارة اسرائيلية استهدفت سيارته وهو برفقة مسؤول محلي للجناح العسكري لحماس. وبرر الجيش الاسرائيلي اغتياله بانه مسؤول عن شن هجمات اسفرت عن مقتل عشرين اسرائيليا. ودانت وزارة الداخلية الفلسطينية في بيان حينها الاغتيال ومواصلة اسرائيل "ارتكاب جرائمها بحق المدنيين" الفلسطينيين. ويذكر انه في الأول من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2005، استهدفت الطائرات الإسرائيلية بصواريخها حسن المدهون، والمسؤول العسكري في كتائب عز الدين القسام ،الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فوزي أبو القرع، مما أدى إلى استشهادهما. كما تكشف وثائق الجزيرة عن خطتين استخباريتين بريطانيتين تدعو إحداهما لاعتقال قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وثانيتهما لإعداد غرفة عمليات مشتركة متصلة بإسرائيل بهدف الحد من العمليات الاستشهادية. ومن جانبه ، شن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس هجوما شديدا الثلاثاء على قناة "الجزيرة" واتهمها بالتزوير والتحريف . وقال عباس في كلمة ألقاها أمام المئات من أنصاره الذين كانوا في استقباله أمام مقره في رام الله عقب عودته من الأردن إن "هذه المسلسلات المملة، التي يبثونها، نعرف كيف نرد عليها وكيف نواجهها وفي أي مكان". وأضاف عباس أن "الجديد في هذه الوثائق هو التزوير والتحريف ونحن سنكشف تزويرهم في قناتهم نفسها فنحن مستعدون للذهاب إليهم من أجل ذلك". وتابع قائلا: "ليس لدينا ما نخفيه ونتحدى أن تكون هناك وثيقة واحدة لم نعلنها للعرب منفردين ومجتمعين وللقيادات الفلسطينية". وشدد رئيس السلطة الفلسطينية على تمسك القيادة الفلسطينية ب"الثوابت الفلسطينية التي اتخذتها المجالس الوطنية المتعددة والقيادات الفلسطينية إلى يومنا هذا والتي لم ولن تتغير، وأول هذه الثوابت هي القدس". ومن ناحيته قلل مفوض العلاقات الدولية في السلطة الفلسطينية نبيل شعث من أهمية "الوثائق السرية" مؤكدا أن "كل ما قيل في الجزيرة لا معنى له وجميع القضايا التي تطرقوا لها مجتزأة وخارج السياق ولا قضية من تلك تم الاتفاق عليها أو ترتب التزاما على منظمة التحرير أو المفاوض الفلسطيني". وحذر شعث في الوقت ذاته واشنطن من استخدام حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار تقدمت به المجموعة العربية يطالب بوقف الاستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية ومن المتوقع أن يتم التصويت عليه في الأسبوع المقبل. وبدوره أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي ورد اسمه في العديد من الوثائق التي عرضتها الجزيرة أن فيها "تحريف وأكاذيب" وأن "توقيت نشرها مشبوه". وأضاف عريقات أن "ليس لدينا ما نخفيه وأكرر القول إن معلومات الجزيرة مليئة بالتحريف والتزوير". كما اتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني بإعطاء الضوء الأخضر لقناة الجزيرة لنشر هذه الوثائق.