كشفت وثيقة سرية النقاب، اليوم الأربعاء، عن وجود تعاون وثيق بين جهازي المخابرات والأمن من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في النزاع القائم في منطقة الشرق الأوسط. وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن الوثيقة التي تم تسريبها من بين الوثائق الفلسطينية كشفت عما وراء اغتيال حسن المدهون، قائد كتائب شهداء الأقصى، في معسكر للاجئين في أول نوفمبر 2005، حيث تظهر الوثيقة أن وراء الاغتيال يقبع تعاون سري واسع بين الجيش وجهاز المخابرات الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، مشيرة إلى أن التعاون يتعلق بالأعداء المحتملين، وأن هذا التعاون لا يزال وثيقا منذ ذلك العام. وأوضحت الصحيفة أن مذكرة مكتوبة بخط اليد "باللغة العربية" تسجل أن وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز طلب من وزير داخلية السلطة الفلسطينية، ناصر يوسف، باغتيال المدهون. ومضت الجارديان تقول إن مكان تواجد المدهون كان معروفا لإسرائيل وإلى رشيد أبوشباك المحارب القديم في فتح ورئيس جهاز الأمن الوقائي في السلطة الوطنية الفلسطينية في قطاع غزة. وطلب موفاز في لقاء في تل أبيب، في وقت مبكر من صيف ذاك العام، قائلا "نحن نعلم مكان تواجده لماذا لا نقتله"، مدعيا أن المدهون كان يخطط للهجوم على واحدة من نقط العبور الحدودية من غزة إلى إسرائيل. وتابعت أنه من الواضح أن يوسف كان مترددا، حيث أجاب باقتضاب أنه تم الحصول على المعلومات، ولكنه احتج بأن "الجو المحيط ليس هينا وأن قدراتنا محدودة، وأنتم لم تقدموا أي شيء في المقابل". وفي هذا الحادث أودي بحياة المدهون على أيدي القوات الإسرائيلية ردا على التفجير الانتحاري الذي شنته جماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أدى إلى مقتل خمسة إسرائيليين في سوق مفتوح شمالي مدينة الخضيرة في 26 شهر أكتوبر. تجدر الإشارة إلى أن المدهون (32 عاما) كان قائدا في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي كان يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والتي لا تزال موالية لفكرة الكفاح المسلح ضد إسرائيل، ورفضها لقبول إنشاء جماعة فتح جديدة، واستراتيجية السلطة الفلسطينية للمفاوضات السلمية.