الاتجاه المعاكس .. الاختيار غير موفق عائشة عبيدان كيف نواجه المتطاولين علي ديننا الإسلامي، وسنة نبينا ونحن نمهد الأرضية المساعدة علي هذا التطاول بكل حرية دون استنكار وانتقاء وتقييم تحت مسمي حرية الرأي والتعبير..!! كيف يمكن مواجهة التيار الممتد من الرسومات المسيئة لنبينا العظيم محمد صلي الله عليه وسلم من أعداء الأمة الإسلامية، ونحن نفتقد القدرة والاتزان في سلوكنا وأخلاقياتنا، والتزامنا بالقيم والمباديء!! أليس هذا التطاول والامتداد والتجاوز نتيجة ضعفنا في كيفية المحافظة علي هذه الأمانة الربانية السماوية، وضعفنا في المواجهة الصادقة للمقاطعة!! أليس التجاوز علي الذات الإلهية ونبي الأمة ودستورها القرآن الكريم هو ارتداد وكفر!! أليس هناك فرق بين حرية التعبير التي نحترمها ونقدرها وتمثل واحدة من القيم الأساسية في عالمنا المعاصر، وبين الإساءة للمقدسات والأديان!! ولماذا ندعم الإساءة بإساءة أخري من رموز تحسب علي الأمة العربية، وعلي أرض عربية!! فكيف لنا بالمحاربة والمقاطعة ونحن نشعل وميض الإساءة ونتفاعل مع أبواقها ومؤيديها!! .. في الوقت الذي تعلو الأصوات بمختلف وسائلها ومجالاتها الإعلانية والاتصالات وأنواعها، وتتواصل ردود الفعل في العالمين العربي والإسلامي لإعادة الدانمارك نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم، وضرورة محاربة تلك الدولة التي تفرز أرضها مخرجات لا إنسانية تتطاول علي ديننا دون ردع أو حساب، ومقاطعتها اقتصادياً وسياسياً وسياحياً، تبرز لنا قناة الجزيرة وعلي منبرها في برنامج الاتجاه المعاكس صورة آدمية سيئة، متعرجة الملامح، عقيمة الفكر، وقحة الألفاظ، داكنة البصيرة، تتمثل في شخصية الضيفة الدكتورة وفاء سلطان ، والتي مع الأسف- ابتسم لها الحظ لتكون ضيفة هذا البرنامج الحواري الذي شهد مع إطلالته تأييداً جماهيرياً واسع النطاق لما يحتويه من حوار فكري مباشر مع ضيوفه في مختلف القضايا، وتنوع الشخصيات السياسية والثقافية والدينية والفكرية، وبتدعيم من المقدم الذي خانه الاختيار في التوقيت والضيف والحوار، حتي أصبح محوراً للاستنكار غير المتوقع بل والمقاطعة والعقاب عند البعض! .. إن الاستنكار والاشمئزاز بالتطاول اللذين ارتسما علي ملامح الكثير ممن شاهد البرنامج، أو سمع بالحوار، يكمن في كيفية تجاوز هذه الضيفة العلمانية الفكر، التي لا تؤمن بالغيبيات حدود الأدب في تشكيكها بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية ووصفها لهما بالتحريضية، كما وصفت المقاومة بالإرهاب.. ودعت إلي الاستمرارية في الحث علي نشر الرسوم الدانماركية، وغيرها بهدف تشويه صورة الإسلام، فكيف لقناة استضافت هذه الضيفة المعروفة بعدائها للدين الإسلامي، وتجاوزها العداء للذات الإلهية، واختراقها بالحوار بالدعوة لمثل هذه الرسومات المسيئة، للرسول صلي الله عليه وسلم بكل قوة وثبات وثقة! كيف باستمرارية هذا البرنامج دون توقف ومقاطعة!! .. إن مقدم البرنامج يدرك الخلفية الفكرية والثقافية لكل ضيف يوجه إليه الدعوة للحوار في برنامجه.. فكيف يستضيف مثل هذه الأبواق المنحرفة لتنفث سمومها ومخلفاتها علي الهواء مباشرة دون رادع أو مقاطعة بالرغم من علمه بأفكارها وارتدادها وعدائها للإسلام.. لذلك جاء الشجب والاستنكار والتهجم الاجتماعي والعالمي علي البرنامج وضيفه وحواره. .. ومعه. جاء الاعتذار المتوقع بعد ردود الأفعال المستنكرة ليحافظ البرنامج علي توازنه، وتحافظ القناة علي مشوارها الحواري والفكري أمام مشاهديها..!! ويبقي السؤال لماذا صفة التعميم في الاعتذار وليس التخصيص!! وهل ستكون هذه الضيفة السيئة والسوداوية في الفكر والعقيدة نهاية المطاف في الدعوات لمن علي شاكلتها من المرتدين في ا لدين والمنحرفين في الفكر..!! كفانا آلاماً واحتراقاً لما يحدث لدولنا الإسلامية من مآس حارقة، وأحداث دموية في غزة.. في العراق.. وكفانا ما يحدث من تدنيس للأقصي الشريف، وما يمزق من كتاب الله ويدنس آياته حتي تأتي مثل هذه الأصوات الشاذة تعلو منابرنا الإعلامية فتزيد آلامنا وتحترق جوارحنا، بجوارها وألفاظها واتجاهاتها العقيمة المنحرفة.. المسيئة لنا ولديننا. عن صحيفة الراية القطرية 9/3/2008