الدنمارك تسيء كلاكيت ثاني مرة...!! د. حمدي عبدالمعطي باشا قد توحي كلمة كلاكيت ثاني أو ثالث بالإخراج السينمائي أو المسرحي ولكن هنا تعني الإخراج التآمري لما يدور لدي الأوروبيين من هواجس وأحداث وما يتم تخطيطه للمنطقة المتآمر عليها؟ دعونا أولاً نذكركم بأن الإساءات المعاصرة منذ 2005 وحتي الآن ليست سوي امتداد لإساءات معاصرة أيضاً ولكن في سبعنيات القرن الماضي وثمانينياته علي أيدي أشخاص آخرين وبجنسيات مختلفة وفي ظروف تقريباً متشابهة؟! إلا أن الأهم والأخطر هو أن سلسلة الافتراءات التي تظهر بين الحين والآخر بدأت منذ أيام البابا آريان الثاني (بابا روما) بنفس الأوصاف وأن المسلمين قطاع طرق وأنهم غير متحضرين مما استتبع قيام حملات صليبية منذ ذلك الوقت وحتي الآن؟ قام الدنماركيون بهذه الرسومات المسيئة ليس عن حرية تعبير كما يقولون (إن يقولون إلا كذباً) وإنما بعد أن أصيبت قواتهم الموجودة مع حلف الناتو في أفغانستان بخسائر فادحة ولم يجدوا تبريراً عقلياً لذلك سوي أن المسلمين إرهابيون!!. وقام الدنماركيون بهذه الرسومات المسيئة أيضاً لضحالة رؤيتهم عن الآخر، فهم شعب مهتم بالأبقار ومنتجاتها أو بالجنس ومشتقاته ولا يوجد لديهم كشعب صغير سوي هذين الأمرين الأبقار والجنس؟!، لذا عندما قرروا الانخراط في العالم المحيط فوجئوا بأنهم لا يعرفون في الحرب أو السياسة أو غيرهما وإنما هي تلك الأمور الهامشية التي يتعاملون معها؟! سوف يصرخ أحدهم الآن ويقول والأنسولين الدنماركي؟ طيب يا سيدي والأنسولين الدنماركي كويس يبقي لديهم الأبقار والجنس والأنسولين؟ يعني عندهم حاجة تانية؟ طبعاً لأ ونحن هنا لا نقيم الشعب الدنماركي وهل نحن أفضل أم أسوأ وإنما نحن بصدد لماذا يفعل البعض منهم ذلك ويسيء إلي رجل أجمع الأصدقاء والأعداء له علي أنه أعظم شخصية في التاريخ البشري؟ هم لا يعرفون عنه أي شيء سوي استلهام ما قد كان عليه من خلال أتباعه الحاليين ولأن البعض القليل من أتباعه الحاليين كغثاء السيل فأصاب الرجل »صلي الله عليه وسلم« بعضاً من غثاء أتباعه؟ وحتي تكون الأمور واضحة لم يقم الدنماركيون في القرن الواحد والعشرين 2005 بالإساءة إلي رسول الإسلام بل شاركهم بابا الفاتيكان ،2006 ثم ملكة إنجلترا 2007 ثم أعاد الكرة الدنماركيون ،2008 ثم سيقوم الهولنديون ،2009 ثم سيتبعهم آخرون 2010 وهلم جرا؟!. إذن لماذا التكرار (كلاكيت)؟ أولاً لأن هناك مشروعا، وثانياً لأن هناك ردود أفعال، وثالثاً لأن هناك خطة (أ) وخطة (ب) أيهما سيتم طرحها للاستهلاك بواسطة المتخلفين؟!. المشروع ببساطة هو إعلان إسرائيل دولة يهودية وترحيل الفلسطينيين لتوطينهم بلبنان والأردن وسيناء، وضرب المنشآت النووية الإيرانية وحرمان باكستان من قدراتها النووية وإعادة المنطقة إلي العصر البدائي والمظلم مرة أخري؟!. ولتمرير هذا المشروع »الشرق الأوسط الجديد« لابد من قياس درجة وعي الشعوب وقدرتها علي المقاومة ورد العدوان، فإذا كان رد فعل الشعوب هو السكات التام والموت الزوءام فإن الخطة (أ) جاهزة للتمرير بأسرع وقت ممكن، وحاملات الطائرات والبوارج علي ناصية إيرانوباكستان وإسرائيل تحاصر غزة مع اجتياح خفيف وترحيل سكان القطاع إلي سيناء بدون مجهود يذكر، أما الباقينون فأمرهم سهل ومعد سلفاً. وأما إذا كانت هناك درجة من الوعي واليقظة ورد الفعل العقلاني والإيجابي لرد العدوان متمثلاً في المقاطعة لبضائعهم والجهوزية للدفاع فإن الخطة (ب) ستبدأ وهي عبارة عن مجموعة من الانقلابات بالدول الواعية حتي يقوم المتطرفون فيها بالقبض علي ناصية الحكم وعندها يبدأ التعامل من خلال مجموعة من الحروب تحت دعاوي محضرة سلفاً وهي الحرب ضد الإرهاب؟ وإذا كان الأمر هو بالونة اختبار فإن علاجه يكون بالعقل والفعل الناجز وهو المقاطعة الشعبية لمنتجات الدنمارك ويكفيهم حرية التعبير!، فإن أكثر الأسلحة إذلالاً وإهانة لرموزهم هو المقاطعة لمنتجاتهم، حيث إن رمزهم ومقدسهم هو المال (الأبقار والجنس والأنسولين) بدون الدخول إلي معترك الانفعال العشوائي والتزيد الأخلاقي. لذا فإنني أدعو جريدة »الوفد« وحزب الوفد من منطلق قناعاتي السياسية بتبني حملة شعبية عربية إسلامية بمقاطعة البضائع الدنماركية، حيث إن لكل مقام مقالاً. ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ولك ولرسولك وللمؤمنين العزة إلي يوم الدين. عن صحيفة الوفد المصرية 2/3/2008