للمرة الرابعة وربما الخامسة يتكرر مشهد ما كان في الماضي القريب يسمى بالشباب القبطي الغاضب والذي تحول الآن إلى المجتمع القبطي الغاضب كله وذلك في أعقاب حادثة الإسكندرية وكما هي العادة فإن كل من تحدث عن مشهد الجموع الغاضبة والقاذفة للحجارة والتي خرج بعضها كما ذكرت أنباء من الكنيسة مسلحا بالشوم والسنج والسيوف كان يبدي تفهما لهذه الحشود وتصرفاتها. لكن هذا التفهم السمح والطيب والمسالم لا يكون موجودا عادة في أي مظهر من مظاهر الاحتجاج التي تقوم به فئات من الشعب المصري حتى وبكل الوسائل السلمية وبكل الدوافع المشروعة. هذا الفهم الظريف للغاية للتعصب المسلح والحارق والضارب كان غائبا تماما عندما حاول القضاة التعبير عن غضبهم بضرب زملاء لهم وإحالة آخرين للتحقيق وإهدار استقلالهم مجرد وقفة رمزية على درج ناديهم وبعيدا عن أية أسلحة وحرق ممتلكات ولا هتافات ولا اشتباكات مع الأمن.. إلخ. هنا لم يكن فقط التفهم غائبا بل حل محله كره وحقد وبذاءات وتشويهات وتهديدات وصيحات إعلامية تتهم القضاة بكل الجرائم الموجعة وفي القانون الذي يحكمون هم به نفسه ذلك التفهم الذي تبارى الكتاب في التعبير عنه لمظاهرات الأقباط الغاضبة في الإسكندرية كان غائبا تماما كذلك في مظاهرات أو احتجاجات حركة كفاية السلمية المتحضرة بل حل محله ما حدث من تعد على مناضلات الحركة ومناضليها وتشوية صورتهم وكيل الاتهامات والتهديدات إلخ.. ضدهم. وحدث نفس الغياب للتفهم والحلول للعنف والبطش في مظاهرات خرجت للتنديد بالرسوم الدنمركية في بعض الجامعات كما حدث في خناقات حزب الوفد حيث غاب أي أثر لتفهم ما فعله هذا الطرف أو ذاك رغم أنه لا يختلف كثيرا في غضبه عن مظاهرات الكلاكيت رابع مرة بصرف النظر عن دافع الجريمة النكراء المريبة في الحالة الأخيرة. والقضية في لعبة التفهم حسب الطلب هذه ليست قضية جهازالأمن وإنما قضية بعض طالبي السمعة. [email protected]