يَستخدم اليهود مصطلح "ضد السامية" في مواجهة كل من تسوّل له نفسه انتقاد, أو حتى الإشارة للأفعال الإجرامية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في فلسطين المغتصبة, ومن المعروف أن السامية هي صفة عرقية تُطلق على الشعوب التي سكنت شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام وشمال أفريقيا, وهى تعني كل الشعوب التي تنحدر من نسل سام ابن نوح عليه السلام, والتي تتحدث اللغات السامية, وهى بذلك تضم العرب.
وقد ارتبط مفهوم معاداة السامية في العالم, بمعاداة اليهود, وهو مفهوم بدأ مع اضطهاد الأقليات اليهودية في أوروبا. وكما ذكرنا فإنه على الرغم من أن العرب يمثّلون أغلبية الجنس السامي, إلا أن اليهود يزعمون أن الجنس السامي يقتصر على بني جلدتهم فقط, دون غيرهم من الشعوب الأخرى.
وخلال مراسم إحياء ذكرى واضع فكرة دولة اليهود بنيامين زئيف هرتسل في القدس، طالب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الشعوب العربية بمن فيهم الشعب الفلسطيني بضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في سبيل التفكير في استمرار المفاوضات, والوصول إلى تسوية سلمية تفضي إلى إنشاء دولة فلسطينية منزوعة السلاح!
وبهذا الشرط التعجيزي يخلق الصهاينة أكبر جريمة عنصرية عرفها التاريخ, والقيام بأكبر عمل ضد السامية, وضد الإنسانية على مر العصور.
فإذا كانت السامية يقصد بها أن يتم احتلال أراضي الشعوب الأخرى, وقتل أهلها بمن فيهم نساؤها وعجائزها وأطفالها بلا رحمة, فضلاً عن تجريف المزارع واغتصاب الأعراض فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تعني حصار شعب أعزل وتجويعه, ومحاولة إبادته نهائيًّا من الوجود فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تعني أن تستخدم الأسلحة المحرمة دوليًّا وإنسانيًّا في قتل الأبرياء من أطفال غزة فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تقف عقبة ضد توفير أبسط متطلبات الحياة من مأوى وملبس ومأكل للشعوب الأخرى فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تعني أنْ يقومَ أتباعها ببناء جدار عنصري يلتهم ثلث الضفة الغربية ويكون بمثابة أكبر سجن يضم شعب بأكمله, عرفه التاريخ البشرى؛ فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية يقصد بها سعى أتباعها إلى محو هوية الآخر, والتحقير من المقدسات الدينية, المسيحية والإسلامية, كالجريمة الصهيونية التي يقوم بها الكيان الاحتلالي في فلسطين بمحو الأسماء العربية عن معالم الطرق ولوحات اتجاهات السير للمدن والبلدات الفلسطينية؛ فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تجبر احدي الدول العربية الكبرى علي منع المساعدات الإنسانية عن شعب يئن من الجوع, من المفترض أن يجمعنا بهم دين واحد, ونطاق جغرافي واحد فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية يقصد بها أن تشترط إحدى الدول الكبرى, والتي يقودها اللوبي الصهيوني على إحدى الدول العربية بأن زيادة المعونة, ستتحدد حسب قدرة الدولة العربية على تشديد الحصار على الشعب الفلسطيني الأعزل, والمشاركة في تجويعه، فأنا ضد السامية.
وإذا كانت السامية تعني أن يتصارع أقطابها وأتباعها على تحقيق أطماع خاصة أو لجهات خارجية, والتصارع حول أولوية مَن يحصل على سبوبة إعادة إعمار غزة, حتى وصلت جولات المفاوضات بين الطرفين إلى ست جولات دون التوصل إلى نتيجة إيجابية تُذكر, ودون النظر إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني الذي يئنّ تحت وطأة الاحتلال الغاشم, والحصار المميت، فأنا ضد السامية.