لا أهلا.. ولا سهلا يا مستر بوش احمد عودة أرجو أن يأذن لي القارئ الكريم بمخالفة قواعد الذوق واللياقة وكرم العرب المعروف وحفاوتهم بالضيف - كالمعتاد - لكي أتجاوز كل ذلك الي عدم الترحيب بالضيف الثقيل، ولا أقول هذا من فراغ.. لأن التاريخ وهو خير شاهد يقطع بأن هذا الرجل يأتي الي بلادنا ويده اليمني مخضبة بدماء ابنائنا في فلسطين والعراق وافغانستان، ويده اليسري تحمل قنبلة يهدد بها ايران.. او غيرها من دول قد تكون خارجة علي طاعته باعتباره صاحب اكبر قوة ضاربة في العالم - او القوة الاحادية كما يقول بعض الكتاب الكرام - ومثل هذا الرجل الدموي الذي كان ولايزال يدعم اسرائيل بالمال والسلاح والعتاد، وسيبقي علي ذلك لان بلاده تري ذلك وتسير علي ذلك حتي انه عندما استشعر قرب الرحيل من البيت الابيض لانتهاء فترة ولايته الثانية - الي غير رجعة - وهي فترة كانت دموية زاخرة بالحروب والجرائم المتتالية - في مختلف بقاع الارض، يحاول الآن إنقاذ ماتبقي من ماء الوجه بالادعاء بأنه سيعمل علي حل قضية فلسطين.. وتحقيق السلام بين اسرائيل والدولة الفلسطينية!! وهي مزاعم او اوهام يداعب بها عقول الناس - او كلام للاستهلاك ولا امل حقيقي فعلا - وهو الذي قدم الدليل علي سوء نواياه اذ بدأ بزيارة اسرائيل.. وهناك اعلن انه ضامن لبقاء الدولة اليهودية - اي اسرائيل - وان علي الفلسطينيين ان يقبلوا الشريط او اجزء اليسير من ارضهم السليبة المحتلة منذ اكثر من نصف قرن من الزمن - فهل هذا هو السلام العادل؟! أم هي القسمة الجائرة ان كانت هناك قسمة..؟! لأننا امام ظلم وبغي وبلطجة عالمية يمارسها حاكم العالم او القطب الاوحد.. ويا لها من مظالم تتكرر علي مر العصور والايام مع استمرار قتل ابناء الشعب الفلسطيني واستمرار حصار التجويع والموت البطئ لقطاع غزة واستمرار بحور الدم في العراق الذي نري فيه يوميا الضحايا بغير عدد وبغير اهتمام من المجرم المحتل.. وهكذا في افغانستان.. ثم في الصومال او السودان.. وغيرها من البلدان العربية او الاسلامية، ورغم ذلك يستقبله بالترحاب الرئيس ابو مازن..!! ثم ابناء الكويت الشقيق..!! والبقية تأتي - ونري في اجهزة الاعلام والصحافة الصور المحزنة لتلك الاستقبالات للضيف الكريه.. فهل ذهب الحياء..؟! ام هل اصبح القوم بغير احساس.. او فقدوا عقولهم..؟؟!! انها كبري المآسي حقا.. فلم نجد بلداً ولا حكومة ترفض استقباله، ولم يعد سوي التعبير الشعبي اي بلسان الشعوب التي باتت مغلوبة علي امرها وهي تري حكامها يرحبون بألد اعدائها وقاتل ابنائها ويكرمون وفادته - بكل اسف -!! لقد فاض الحزن عن القلوب الجريحة وغضبت دماء الشهداء والضحايا الذين تجاوز عددهم المليون - فضلا عن المصابين بعاهات وعجز مستديم. فهل من وقفة..؟؟ وهل من غضبة..؟؟ وهل من صرخة في وجه القاتل؟؟ ام انه لم يعد هناك امل في كل ذلك وعلينا ان نبقي نتجرع الحسرة والاسي ونحن نشاهد فصول المأساة علي الطبيعة، والي متي نظل في مقاعد المتفرجين ونحن نمصمص الشفاه ونجتر الاحزان ونتجرع الحسرة والندامة؟؟!! حتي ينفض السيرك ويذهب كل الي حال سبيله، ولتذهب امة العرب في الجحيم. ولكني اقول.. كلا - اننا نتطلع الي يوم نثأر فيه للشرف والعرض ودماء الشهداء ونسترد الكرامة والارض والمقدسات الاسلامية والمسيحية علي حد سواء وسوف يعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون . عن صحيفة الوفد المصرية 16/1/2008