لندن: كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الأربعاء إن العقيد الليبي معمر القذافي وافق على التنحي عن السلطة مقابل وقف حملة حلف شمال الأطلسي على بلاده وذلك في رسائل متبادلة بين النظام الليبي والتحالف الغربي الذي يشن حملة لتطبيق القرارات الدولية الخاصة بحماية المدنيين في ليبيا. وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم أن شروط القذافي تتضمن أيضا إسقاط مذكرة التوقيف الدولية بحقه وبحق عائلته بالإضافة إلى أن يكون لنجله سيف الإسلام دور سياسي في ليبيا مستقبلاً، وأن يبقى القذافي في ليبيا. وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن هذه الرسائل لم ترق بعد إلى مستوى المفاوضات الرسمية بين الطرفين. ونقلت الصحيفة عن التحالف الغربي قوله "إن عملياته العسكرية ستستمرما لم يصدر رد واضح من القذافي حول استعداده للتنحي عن السلطة، وهو أمر قد يحدو بالتحالف إلى البحث في مسألة إسقاط مذكرات التوقيف التي صدرت حتى الآن بحق القيادة الليبية". وتنقل الصحيفة عن مصادر قريبة من مبعوثي النظام الليبي الذين ينقلون تلك الرسائل ان المعروض هو موافقة القذافي على ترك السلطة مقابل وقف حملة الناتو. الا ان هناك شروطا تبدو مرتبطة بتنحي القذافي، منها حسب ما ذكرته الصحيفة من عدة مصادر "ان يبقى القذافي في ليبيا وان تسقط التهم ضد الزعيم الليبي في المحكمة الجنائية الدولي ة". الا ان مصدرا قريبا من التحالف الدولي قال ان مسألة اسقاط تهم المحكمة الدولية لا يمكن النظر فيها الا بعد تنحي القذافي. ويخشى البعض من ان كل تلك الرسائل من النظام الليبي قد تكون فقط لكسب الوقت ويؤكد اخرون ان اي مفاوضات حل سياسي لن تبدأ بجدية ما لم يصل المعارضون الى مشارف العاصمة طرابلس. وكان الحديث عن المفاوضات مع نظام القذافي قد تزايد خلال الساعات ال48 الأخيرة، وكانت أبرز هذه التصريحات قد جاءت على لسان وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه الذي قال في مقابلة إذاعية: "الكل يجري اتصالات مع الكل. النظام الليبي يوفد مبعوثين إلى كل مكان، إلى تركيا ونيويورك وباريس، المبعوثون يقولون لنا إن القذافي مستعد للرحيل ودعونا نتحدث بشأن هذا".