الحظ حليف دائم لأوباما طه خليفة الحظ لعب دوراً في الصعود السياسي لأوباما. الكاتب الرصين الأستاذ جهاد الخازن نشر في عموده ب الحياة معلومات مثيرة حول لعبة الحظ التي دارت إلى جانب أوباما في انتخابات مجلس شيوخ ولاية الينوي وساهمت بفوزه على منافسيه وهم من السياسيين الكبار. لعبة الحظ ظلت تدور مع أوباما أيضا في انتخابات مجلس الشيوخ عام 2004 حيث فاز بمقعد عن الينوي وهو في ال 43 من عمره، وكان يواجه مرشحين من الوزن الثقيل لهم تاريخ وباع في العمل السياسي والتشريعي. و2004 يعد تحديدا عام السعد لأوباما حيث شهد بروزه وصعود نجمه على المسرح السياسي الوطني الأمريكي. وكانت الانطلاقة الكبرى والقفزة الواسعة له خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن في يوليو 2004. وهو المؤتمر الذي رشح جون كيري رسميا لمواجهة الرئيس جورج بوش في انتخابات الرئاسة. ألقى باراك أوباما خطابا قويا هز القاعة الضخمة التي احتشد فيها الألوف من كوادر وقيادات وأعضاء الحزب. اثار الاعجاب الواسع وانتزع تصفيقا طويلا. وأخذ الكثيرون يتساءلون عن هذا الشاب الأسود النحيف الطويل الوسيم الذي يمتلك قدرة خطابية هائلة ومدهشة وتبدو عليه علامات الزعامة والقيادة ويختبىء فيه سحر وكاريزما من نوع خاص. كنت أتابع ليالي مؤتمر الحزب الديمقراطي وليلة أوباما كانت هي الليلة الكبيرة والأخيرة في المؤتمر المخصص للمرشح جون كيري. لكن أوباما زاحمه بشدة بل وانتزع منه الأضواء. وفي اليوم التالي تحدثت مع عدد من الزملاء المهتمين بالشأن الخارجي عن الشاب باراك أوباما الذي ينبىء بمولد نجم سياسي أمريكي سيكون له شأن. وبالفعل فقد فاز ودخل مجلس الشيوخ وبدأ صعوده سريعا. والكتاب الذي تنشره الراية حاليا للكاتب علاء بيومي الذي يعيش في أمريكا ويتابع دهاليز واشنطن ومراكز صناعة القرار يتضمن جانبا من سيرة أوباما الذاتية ونشأته ونشاطه المبكر في العمل الاجتماعي وبروزه على ساحة العمل المدني والحقوقي والسياسي حتى وصوله إلى القمة ليقلب كل الموازين الأمريكية المتعارف عليها في شخص الرئيس. نعود إلى الحظ الذي يصادق أوباما ولم يتركه في أشرس وأهم معركة خاضها طوال حياته وهي معركةالرئاسة والوصول للبيت الأبيض في 2008. قبل تفجر الأزمة المالية في أمريكا كانت فرص أوباما في الفوز تبدو قليلة أو مشكوكاً فيها رغم امتلاكه مؤهلات كبيرة وجذابة ليكون مفضلا على غيره، ولذلك لم يكن كثير من المحللين والكتاب الأمريكيين - قبل غيرهم من غير الأمريكيين - على قدر كبير من الحماس لأوباما أو الأطمئنان لإمكانية فوزه وكانت استطلاعات الرأي آنذاك تساوي بينه وبين منافسه ماكين بل كان ماكين يتقدم أحيانا. لكن بعد الأزمة أصبحت أسهم أوباما ترتفع. فهي أزمة من صناعة بوش وحزبه الجمهوري. وقد حسمت تلك الأزمة التردد الذي ساور قطاعات من الأمريكيين فانحازوا إلى أوباما وخططه الضريبية وأفكاره ومشروعاته لإنقاذ الاقتصاد وملايين الأمريكيين الذين عصفت بهم كارثة بوش الأخيرة. أما ماكين فقد ظلت اخفاقات بوش تلاحقه أينما ذهب. بوش حرق ماكين وأسقطه. عن صحيفة الراية القطرية 11/11/2008