كان هو من أهم ثوار التحرير في 25 يناير ، وكان ممن يتقدمون الصفوف الأولى في موقعة الجمل ، بل تحمل الاعتقال والصعق بالكهرباء من قوات حبيب العادلي .
ممن كانوا يحولون دون وصول الثوار للميدان ، وشأنه شأن كل الشباب الثائر لبى دعوة نشطاء الفيسبوك للتظاهر يوم 8 يوليو للإسراع بتنفيذ مطالب ثورة يناير ، وسرعة البت في محاكمات رموز الفساد والقصاص للشهداء..وعندما نزل هناك اتضح له الاختلاف الكبير والصورة المغايرة لما كانت عليه الأجواء في يناير..
اختلفت الوجوه ، اختلفت التوجهات ، اختلفت حتى الهتافات ، تفرَّق الناس وتلونت الضمائر وفسدت النوايا وتغيرت المفاهيم .
هل هؤلاء هم الثوار الحقيقيون ، هل هؤلاء من توحدوا على هدفٍ واحد وغايةٍ واحدة ونداءٍ واحد" الشعب يريد إسقاط النظام"..لقد اختلف كل شيء..!!
كانت هي من الشابات ذوات الهمم ممن سارعن لمداواة جرحى موقعة الجمل ، ولم يمنعها لباسها الطبي ومهمتها الإنسانية الراقية من أن تنضم لشباب التحرير في تنظيفهم للميدان ورفع مخلفات الثوار عقب قرار التنحي.
.كان الأمل يحدوها والفرحة تملؤها والنشوة تسوقها وهي ترى مصر على أيديهم تولد من جديد ، وأصرت هي الأخرى أن تنضم لتظاهرة 8 يوليو حيث عادت بنفس الانطباع ونفس الشعور الذي عاد به صاحبنا ، ليست هذه هي الثورة وليس هؤلاء هم ثوار 25 يناير..!!
توالت بيانات رئيس الوزراء والتي سعى فيها لتلبية أكثر المطالب ، بل وضع جدول زمني لتنفيذها في محاولة للنزول على رأي الشارع بعد أن كان رأي هذا الشارع منذ أشهر قليلة تطيح به اللانخبة الحاكمة عرض الحائط..
ولكن هذا التفاعل أغرى خفافيش الظلام في التمادي في إشعال الفتنة والتهديد بعصيان مدني وشل حركة البلاد ، ولو سألت أحدهم ماذا يريد وماذا يبغي من وقفته واعتصامه لتلجلج ولم يذكر جملة مفيدة واحدة..!!
أتدرون لماذا ؟؟
لأنهم في الحقيقة لن يرضوا بفض الاعتصام أو إخلاء الميدان إلا بالدخول في البلاد في سيناريو من الفوضى والشلل التام..
لأنهم يريدون أن يسود هذا المناخ الفوضوي حتى يصلوا إلى نتيجة واحدة وهي أن البلاد غير مهيأة لإعداد الانتخابات والسير وفق الخطوات المحددة التي حددها المجلس العسكري نزولاً على رأي جموع الشعب المصري التي أدلت برأيها في الاستفتاء وعبرت عن إرادتها فيه..
لأنهم حين فشلوا في رفع راية "الدستور أولاً" وأُلقِي واحداً من قادتهم بالزجاجات الفارغة حين تحدث عن تأجيل الانتخابات وضرورة وضع الدستور أولاً ، والذي أعد على نفقته الخاصة منصته .
وظل يردد" "المنصة دي بفلوسي" وكأنه امتلك بها إرادة الشعب ليلقي عليهم ما يريد ، أقول حين فشلوا في ذلك قرروا الدخول بالبلاد في سيناريو الفوضى والفتنة بل والوقيعة بين الشعب والجيش..
لأن الجيش المصري هو صمام الأمان الأخير لتحقيق الاستقرار والسير بالبلاد للانتقال السلمي والسلس للسلطة المدنية.
والآن تتصاعد الهتافات في الميدان من أفواه هذه القلة المدفوعة لإسقاط المجلس العسكري وإقالة عصام شرف رغم كل الوعود المحددة بجدول زمني والتي يجب انتظار تنفيذها..
بل لأن الجيش المصري هو صمام الأمان الأخير في المنطقة في وجه إسرائيل ، خاصة بعد تفتت الجيش السوري وتقسيم السودان وتداعي معظم جيوش المنطقة على أثر الثورات المتفجرة ، فهل يمكننا فهم هذه الخطاب التحريضي على مؤسسة الجيش المصري..
كانت نبرات اللواء الفنجري أشبه بنفير تحذير لأصحاب هذه الفتنة بأن عليهم أن يتوقفوا ، وأن الجيش ماضٍ في تنفيذ خارطة الطريق نحو السلطة الشرعية والتي حددتها الإرادة الشعبية ، فهل يا ترى فهم رؤوس الفتنة هذا النداء القوي والتحذير الأخير..
أرجو ألا تنقاد جموع الشعب وراء مثيري الفتنة وأن يفهموا أن وراء كل ذلك أيادي خفية تديرها بهدوء ، فهل يمكننا على أثر ذلك قراءة هذا الخبر الذي أوردته صحيفة الأهرام منذ يومين .
فقد صرحت السفيرة الأمريكية أن أمريكا منحت منظمات المجتمع المدني المصري أربعين مليون دولار (ربع مليار جنيه) لستين منظمة من منظمات المجتمع المدني وشباب الثورة بمتوسط أربعة ملايين جنيه لكل جمعية .
فهل يمكننا فهم مرجعيات هذه المنظمات ودوافعها وأهدافها الحقيقية من استقطاب الشباب ومواجهة القوى الإسلامية والدفع بالبلاد في سيناريو الفوضى المضادة على غرار الثورة المضادة .!!
وهل يمكننا فهم لماذا استمات أنصار "ممدوح حمزة" في التحرش بشباب الأخوان ومفكريهم لإبعادهم من الميدان يوم 8 يوليو ، إلى حد الاعتداء عليهم بالسب والضرب .
وهل يمكننا أن نفهم لماذا يحاولون استبعاد أي رمز إسلامي من الميدان لينفردوا بعقول عوام الناس ومشاعرهم وتبني خطاب تحريضي على الحكومة وعلى الرموز والقوى الإسلامية على طول المدى..؟؟
وهل يمكننا أن نفهم كيف منح هؤلاء فرصة ذهبية للجواسيس والعملاء أن يندسوا بينهم فيتم ضبط أربعة أمريكان يصورون المجرى الملاحي لقناة السويس بعد التهديد بغلقه؟؟
لست ممن يرضون عن آداء الحكومة ، ولست ممن يشجع التباطؤ في المحاكمات أو السرية فيها ، ولكننا مع صوت العقل والحكمة وعدم سوق البلاد إلى هاوية الفوضى والفتنة التي لا يعرف مداها إلا الله..
كلمة لابد منها..
إليكم شيخنا الفاضل" صفوت حجازي" أقدم اعتذاري يا من كنت على الدوام صوت الحق وصوت العقل وصوت الثورة ، يا من كنت هناك حيث غاب الجميع في يناير في موقعة الجمل وأمام مقر أحمد شفيق وفي ساحة قصر العروبة ، الآن يتطاول عليك الجهلاء والمندسون ويطردونك من ميدانك ..
عذراً شيخي فميدان التحرير ليس ميدانك الآن ، وليس ميدان كل ثائر حقيقي بل هو ميدان الفتنة والتحريض وإثارة الفوضى ، وأنت أجلُّ من تخطو فيه الآن بعد أن افتضحت نواياهم الحقيقية..