فمرشح مصر لرئاسة لبنان ؟ محمود الريماوي تجدد مصر اهتماماتها الإقليمية ، فتوفد وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط اليوم الخميس الى بيروت سعيا للتوفيق بين الفرقاء اللبنانيين وذلك استعدادا لمحاولة ثالثة لمجلس النواب لاختيار رئيس جديد للجمهورية ، يحل محل الرئيس الحالي إميل لحود المنتهية ولايته الممددة . لم تكن مصر بعيدة خلال السنتين الأخيرتين عن تطورات الأزمة اللبنانية المستفحلة . غير ان مصر شأنها شأن الأردن ودولة الإمارات ، أولت ثقتها للمملكة العربية السعودية التي قامت وما زالت تقوم بدور نشط عبر سفيرها في بيروت عبدالعزيز الخوجة ، الذي نال ترقية في بلاده ومنح صلاحيات واسعة لأداء دوره . وفي أيلول سبتمبر الماضي اجتمع وزراء خارجية ما يعرف بالرباعية العربية في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العمومية وتدارسوا مجريات الأزمة اللبنانية ، وتوافقوا على منح اللبنانيين حرية اختيار رئيسهم بغير تدخلات خارجية ووفق لأحكام دستور بلدهم .ومن المعلوم أن جلسة لمجلس النواب اللبناني قد عقدت وثانية جرى تأجيلها إلى الحادي عشر من نوفمبر تشرين الثاني المقبل ،وكان نواب المعارضة حضروا في المرة الأولى إلى مقر المجلس لكنهم عملوا على تطيير النصاب ، ولوحوا بتكرار الأمر في المرة الثانية . المساعي تدور منذ أسابيع لاحتيار رئيس توافقي ، ويلعب البطريرك صفير دورا في التقريب بين رؤى النواب المسيحيين من المعسكرين الأكثرية والمعارضة ، بينما ينقسم غالبية النواب المسلمين بين تيار المستقبل ( السنة ) والحزب التقدمي الاشتراكي ( الدروز )وحزب الله وحركة أمل ( الشيعة ) . وفي هذا الاتجاه لوحظ أن القاهرة ، استقبلت قبل أسبوعين قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان وقد استقبله الرئيس مبارك . بما يجعل الزيارة تتعدى علاقات التعاون العسكري . وبما أن اسم سليمان يتردد كمرشح وفاقي ، فإن مراقبين كثراً لا يستبعدون أن تقترح القاهرة عبر زيارة ابو الغيط هذا الاسم ، حيث يرتبط صاحبه بعلاقات جيدة مع المسؤولين الأميركيين والسوريين على السواء . علماً بأن ميشيل سليمان نأى بنفسه وعلى الأقل بسبب موقعه عن السجال السياسي الصاخب حول الأزمة المستفحلة في بلاده . كما لوحظ أن الفرقاء السياسيين قد توافدوا على زيارته حلال الحرب الطويلة : أكثر من مائة يوم التي خاضها الجيش اللبناني ضد عصابة ''فتح الإسلام '' ، وكانت المعارضة وعلى رأسها قد تريثت في اتخاذ موقف من تلك المواجهة بل دعت لتفاديها ، بما كان يعنيه ذلك من تمكين لتلك العصابة ، قبل أن تعيد المعارضة النظر في موقفها ، وتؤيد الجيش في مواجهته مع العصابة التي كانت تسعى للسيطرة على شمال لبنان وتأجيج صراع مذهبي . يحظى سليمان باحترام وقبول واسعين ، لكن كثرة من اللبنانيين يتطيرون من وصول عسكري إلى الرئاسة الأولى ، وسبق للبطريرك صفير بصفته المرجعية الروحية للموارنة أن تحفظ على اختيار عسكري للرئاسة ، وذلك قبل أن يتم تداول اسم سليمان مع اشتداد الأزمة . ويذكر هنا أن المعارضة تطرح اسم الجنرال عون للرئاسة وهو بدوره قائد سابق للجيش لكن البلد شهد انقساماً في مطلع التسعينيات في '' عهده '' حيث خاض معارك ضد فرقاء مسيحيين ، وترأس بقوة الأمر الواقع حكومة مؤقتة بعد تعذر انتخاب رئيس بديل للرئيس الأسبق أمين الجميل . أما الرئيس الحالي المنتهية ولايته إميل لحود فهو كذلك قائد سابق للجيش ، وقد عاشت البلاد في عهده أخطر أزماتها . فيما يسجل اسم فؤاد شهاب كرئيس عسكري ، وقد جاء بعد احتدام الأزمة التي عرفت بثورة 1958 في عهد كميل شمعون ، وقد تسنم شهاب منصبه بموجب تسوية بين الولاياتالمتحدة والجمهورية العربية المتحدة آنذاك . الأغلب أن لا تقتصر اقتراحات القاهرة على اسم واحد ، بل على أكثر من اسم يتصدرها ميشال سليمان . عن صحيفة الرأي الاردنية 25/10/2007