رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    موعد غلق باب تنسيق المرحلة الثانية 2025.. آخر فرصة لطلاب الثانوية    جامعة بنها تبدأ مقابلات اختيار القيادات الأكاديمية والإدارية    وزير الكهرباء يتفقد مركز التحكم الإقليمي بالقاهرة    أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم السبت    ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    تفاصيل.. إيران تعدم عالمًا نوويًا بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي    باكستان ترحب باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: بريطانيا لن تصمت إذا احتُجز 50 مواطنًا لها بغزة    استشهاد 36 فلسطينيًا في غزة منذ فجر اليوم بينهم 21 من طالبي المساعدات    بالفيديو.. احتجاجات في بيروت بعد قرار حكومي بحصر السلاح    طبيب الأهلي السابق يشيد بعمرو السولية    لحظة بلحظة قرعة كأس الكونفدرالية 25/26 .. يشارك بها الزمالك والمصري    مدرب نيوكاسل يونايتد يوضح مستقبل إيزاك    رسميًا... مانشستر يونايتد يتعاقد مع سيسكو ويكمل مثلثه الهجومي    رفع آثار تسرب زيت بطريق الزنكلون بعد انقلاب سيارة نقل بالشرقية - صور    كارثة على كوبري بلبيس.. وفاة أم وابنتها وإصابة الزوج في حادث مروع (صور)    الحرارة 42.. الأرصاد تحذر: ذروة الموجة الحارة الثلاثاء والأربعاء    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    حريق هائل يلتهم محلين لقطع غيار "التكاتك" بالعصافرة شرق الإسكندرية    حسين الجسمي يرد على رسالة نجيب ساويرس بعد حفله بالساحل الشمالي    "الثقافة" تطلق المرحلة الثانية من مبادرة "المليون كتاب"    ما هو الصبر الجميل الذي أمر الله به؟.. يسري جبر يجيب    زوجة أكرم توفيق توجه رسالة رومانسية للاعب    أحمد كريمة: أموال تيك توك والسوشيال ميديا حرام وكسب خبيث    نائبة وزير الصحة تتابع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية    الصحة: إحلال وتجديد 185 ماكينة غسيل كلوي وافتتاح 6 وحدات جديدة    الضرائب: 3 أيام فقط وتنتهي مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبية المقررة وفقًأ للقانون رقم 5 لسنة 2025    نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية وتخطيط المرحلة الثانية    افتتاح مونديال ناشئين اليد| وزير الرياضة يشكر الرئيس السيسي لرعايته للبطولة    خلال استقباله وزير خارجية تركيا.. الرئيس السيسى يؤكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة.. التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكرى لغزة وضرورة وقف إطلاق النار ورفض تهجير الفلسطينيين    في ذكرى ميلاد النجمة هند رستم| بنت البلد رغم أنها من عائلة أرستقراطية    حميد الشاعري يشعل أضخم حفلات العلمين الجديدة ب«دويتوهات» متنوعة | صور    الري: تنفيذ 561 منشأ للحماية من أخطار السيول بشمال وجنوب سيناء    تعرف على موعد فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة    90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 9 أغسطس 2025    هدفه بناء الشخصية ونهضة المجتمع.. إطلاق مركز القيادات الطلابية بجنوب الوادي    حملات مرورية مكثفة.. إيجابية عينة المخدرات ل 156 سائقًا على الطرق السريعة    بلاغ ضد البلوجر مروة حلمي: تدعي تلفيق الاتهامات لصديقها شاكر    «100 يوم صحة» قدمت 37 مليون خدمة طبية مجانية خلال 24 يوما    وفاة طبيبة أثناء تأدية عملها بالقصر العيني.. وجمال شعبان ينعيها بكلمات مؤثرة    غرفة العمليات الرئيسة بتعليم الدقهلية تتابع سير امتحانات الدور الثاني الإعدادية والدبلومات    بمشاركة المصري.... اليوم قرعة الأدوار التمهيدية من البطولة الكونفيدرالية    "السلاموني": زيادة سعر توريد أردب القمح ساهم في ارتفاع معدلات التوريد ل3.940 مليون طن    24 أغسطس.. فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة    موعد مباراة مصر واليابان فى بطولة العالم لناشئي كرة اليد    أزمة سياسية وأمنية فى إسرائيل حول قرار احتلال غزة.. تعرف على التفاصيل    خلال تفقده لأعمال تطوير الزهراء للخيول العربية.. وزير الزراعة: هدفنا إعادة المحطة لمكانتها الرائدة عالميًا    5 أبراج نشيطة تحب استغلال وقت الصباح.. هل أنت منهم؟    الرئاسة الفلسطينية: الولايات المتحدة لديها القدرة على وقف الحرب فورا    سعر الذهب اليوم السبت 9 أغسطس 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية بعد صعوده 30 جنيهًا    تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. توقعات كليات ومعاهد تقبل من 50% أدبي    عودة خدمات إنستاباي إلى العمل بعد تعطلها مؤقتا    إعلام أمريكي: مقتل شرطي في إطلاق نار بالقرب من مركز السيطرة على الأمراض في أتلانتا    علي معلول: جاءتني عروض من أوروبا قبل الأهلي ولم أنقطع عن متابعة الصفاقسي    تامر عاشور يغني "قولوله سماح وتيجي نتراهن" في حفل مهرجان العلمين    هل تأثم الزوجة إذا امتنعت عن زوجها بسبب سوء معاملتها؟ أمين الفتوى يجيب    متي يظهر المسيخ الدجال؟.. عالم أزهري يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع الفتنة في لبنان : الظاهر معلوم والباطن ملغوم والمنتظر مجهول / الطيب بيتي العلوي
نشر في محيط يوم 17 - 12 - 2010


مشروع الفتنة في لبنان :
الظاهر معلوم والباطن ملغوم والمنتظر مجهول


* الطيب بيتي العلوي

السياسيون:ضعفاء،جبناء، ومترددون،..أفكارهم عدمية،غائبة ومهتزة،...كلهم سينيكيون،لن تعرف في ماإذا كانوا فَجاراً أم ُصلاَحاَ،وُعاظاً أم كلاميين مِهْدارين،صادقين أومُتمحَلين متحايلين،سُذَجا أم نُجباء كيَسين،..

.يتظاهرون بالثقة والاعتداد بالنفس،ويتلبسون اليقين لتحقيق أغراض تلبيسية،وهم في حقيقة أمرهم مرتعبون وقلقون،إنكم أيها السياسيون معتوهن،ولكنكم تدعون الرشاد والنصرة والبصيرة، وتبيان الطريق المبين،...

نعم أيها السياسيون،إنكم تمثلونناكما نحن !.فسحقا لنا وسحقا لكم. !.."الكاتب الفرنسي الروسي الأصلGARY (Romain Kacew, dit Romain)( 1914-1980)

من كتابه الموجه إلى السياسيين المزيفين في مرحلة الصراع مع النازية عندما انقسمت فرنسا إلى شطرين: مقاومون للنازية وموالون لها: Lettre d amour aux hommes politiques:رسالة حب(وشفقة) إلى رجال السياسة

تساؤلات:

-هل سيصمت ساسة الغرب ويظلون مكتوفي الأيدي أمام حتمية إنهيار حضارتهم، لينفسح المجال أمام تطلعات دول شرقية فتية صاعدة (بوذية أو كونفوشيوسية أو مسلمة؟)

- ولا توجد دولة عربية واحدة على قائمة المتنافسين، بالرغم من تعداد سكان العرب وموقعهم وتليد حضاراتهم وعزهم المالي والنفطي -

- وما هي الوسائل التي يمكن إستخدامها لإطالة أشواط الحضارة الغربية الآفلة؟:أبالحروب المهاجمة المدمرة؟ أم بالحروب الناعمة الذكية"؟

لماذا "يتحرك"المجتمع الدولي وتهتزأعمدة أركان الدنيا الأربعة، وتهب العواصف الثلجية العاتية من منصات المحاكم الدولية في كل الخافقين وعلى المدارين، من أجل إغتيال رجل لا يحتل أي منصب حكومي رسمي ،ولا يتحمل أية مسئولية سياسية رسمية في لبنان بموجب استقالته كسياسي رسمي .

نتج عنه إهانة دولة كبيرة في المنطقة وإدانتها زورا وبهتانا -سوريا- وكان ما كان من سيناريو اللعبة القذرة في فصل دمشق عن خلفيتها الحضارية والاثنية والثقافية والتاريخية لبنان،وكان بالإمكان التحري في مقتل الحريري عن طريق أية هيئة لبنانية، باعتباره مواطنا لبنانيا عاديا في دولة كاملة السيادة؟ولبس عن طريق أجهزة الأمن والمحاكم "الدولية"الأكثر شبهة وارتزاقا !

ولماذا يتم -لأول مرة في التاريخ-"المسارعة"إلى تجميع طاقم قضائي من"مرتزقة قضائيين" مشبوهي السمعة المهنية والأخلاقية على غرار أفلام رعاة البقر الإيطالية"السباغيتي"للبت في مقتل رفيق الحريري،على الطريقة الهوليودية الرخيصة للأفلام البوليسية الاستهلاكية،لمحاولة إبعاد أية شبهة-ولو بعيدة-عن الطرف الأكثر شبهة،والأكثر ضلوعا واستفادة من الاغتيال،وهو"إسرائيل" .

على هدي"الخدمات الإنسانية المجانية الجديدة"التي قدمتها لنا على طبق من ذهب"تسريبات و"فضائح القرن""ويكيليكس"التي سربت كل شيء وكشفت عن كل شيء،إلا الكشف عن عورات إسرائيل المصونة.

الجواب:

أولا:

-في معترك تخبط الفكر السياسي الغربي الذي هو جزء لا يتجزأ من الأزمة العامة للنظام الرأسمالي الحالي، وهي الأزمة المتمثلة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية- كما هي ماثلة أيضا في مجالات الفكر والتفلسف والثقافة-.

حيث يبدو أن الغرب دخل في منعرجات هذيانات جديدة ،بعد أن وجد نفسه محاصرا ،ومنحشرا في زوايا ضيقة معتمة،وبعد أن تهاوت كل النظريات السياسية التي قامت عليها حضارته، وتداعت كل الأفكار التي قامت عليها منقبات إمبراطوريته الاستعمارية–القديمة والجديدة-.

و بعد تهافت آخرما كان في جعبته بعيد نهاية الحرب الباردة،عندما أغرق العالم في التسعينيات،بأطروحاته التدليسية الجديدة التي نالت من الصيت والشهرة والذيوع على المستويين :الفلسفي والسياسي المسماة : بأطروحات فهم العالم الجديد:(نهاية التاريخ، صدام الحضارات ،الفوضى العالمية الجديدة).

تمهيدا لغزو العراق وأفغانستان وتدمير لبنان ومحو غزة والغزيين من الخارطة وتقسيم السودان،فتبخرت هذه الأطروحات مثل الفقاعات ، فيجد الغرب نفسه من جديد أمام الحائط المسدود،ليهرع إلى الإحتماءو"التخندق"داخل الأساليب الهوليودية الأكثر"هيتشكوكية"على نهج مهزلة "11سبتمبر وأخواتها.

بالتنقيب في آخرما يمتلك الغرب من معين للاستلهام التدليسي والإبليسي: البراديغم( الأنثروبو-سياسي):"الثلاجة المغلقة"كمفهوم وحيد، يؤسس لكل أنواع الفوضى المحتملة والمفترضة لتطبيقها في المنطقة.

و ضرورة التمسك به كمخرج له من ورطاته المتتالية- الذي أعده منذ السبعينات لزعزعة "الدول المارقة"وأعطى ثماره في تفكيك أنظومة المعسكرالإشتراكي سابقا في فترةالحرب الباردة ،وفي تفتيت العراق لاحقا...، وهاهو الغرب اليوم مدفوع أكثر من أي وقت مضى، إلى التمسك بهذا المخطط.

مثل الغريق المتشبث بقشة وسط المحيط الهائج،حيث يبدو أن مراكز البحوث(الأنثربو-سياسية) في الغرب ،جادة في التنقيب ليل نهارفي كيفية الخروج من مآزقه الحالية ومستنقعاته العفنة المستعصية والمتزايدة ،بمحاولة تشبيب خلايا أطروحاته السياسية الكولونيالية الكلاسيكية، وتجميل جلدها.

بتغيير الأقنعة وتلميعها، عن طريق تحويرأساليب أكذوبات وأطروحات جديدة،لإرهاب الشعوب والدول المستضعفة ذات السيادة وخرق حرماتها.

بإسم خطابات"المجتمع الدولي" عبر محاكمه "الإنسانية" في سبيل إستصدار قوانين لإعتقال رؤساء "الدول المارقة"- مثل السوادن، وإيران والقبض على رؤوس الأحزاب الوطنية المناهضة للصهيونية والإمبريالية الدولية الجديدة في باقي البلدان.

بالتنسيق مع تفعيل قنوات منظماته وهيئاته وأجهزته(الثقافية والفكرية والدينية والإعلامية والقانونية) وتحريك كراكيز الفكر السياسي ومنظريه"البلزاكيين"-الغربيين والثالثيين الجدد- المشتغلين بالتنظيرالسياسي في السيرك الدولي.

بعد إنقراض ديناصورات فلاسفة السياسة (على غرار"هابيرماس"-بعد أن أصبحت العقول والأفكار والأهواء والأفئدة تباع وتشترى في أسواق النخاسة والخردوات في المزادات الدولية العلنية والخفية لصالح من يدفع أكثر،على هدي"كن طموحا ومتسلقا ومدلسا تكن منظرا شهيرا").

في عواصم مجموعة بروكسل وتل أبيب وواشنطن وكندا،بغية إيجاد صيغ مبدعة جديدة، لتفكيك مناطق العالم المستعصية على الهيمنة والإنبطاح.

فكان لا بد من تسديد الضربة الصائبة إلى كعب أخيل"في المنطقة الذي هو" لبنان"- كرأس حربة - منذ الهزيمة النكراء للغرب كله في صورة انهزام جيش الكيان الصهيوني" الذي لايقهر"أمام فتية قلائل آمنوا بربهم وبقضيتهم وبوطنهم فزادهم هدى.

في مواجهة أعتى"مشروع جديد تحايلي غربي حداثي "لمحو"الشرق الظلامي المتخلف"ومادام الغرب سيظلل يؤمن بالمقولة الخالدة لأحد كبارفلاسفته الأغاريق :"بروتاغوراس"القائلة ": إننا لا نستحم في النهرالواحد مرتين"وبالتالي: فإن تجديد الوسائل والآليات مع الحفاظ على الأهداف والغايات ، لمن خير الأمور و حسن الفطن".

ثانيا:

- لا مماراة في أن المفهوم الجديد"للحضارة الغربية" في بعده الأكثر"حداثة"و"صدامية" . "تقدمية"و"ديموقراطية"و"إنسانية"يمثلهما :

- الولايات المتحدة الأمريكية: بإمبراطورياتها المالية الأكثر ثراء ولصوصية وإستغلالا، والعسكرية الأكثر عتادا وقوة هجومية وعنفا ، (والإعلامية-الثقافية) الأكثر غرابة وإنحطاطا ووقاحة وتدليسا في التاريخ البشري.

-الكيان الصهيوني:كأحدث مشروع حداثي غربي"نهضوي" نموذجي لكل دول العالم الثالث،بمنهج أكبر أكذوبة تاريخية، وتزوير ديني وثقافي.

وأعطى قرصنة تاريخية لأرض وتاريخ وتراث شعب بأبشع الأساليب الغربية بهتانا و قذارة وخسة في التاريخ الإنساني كله !

ومن هذا المنظور: فواهم من يفصل الآن، ما بين ما يجري اليوم في لبنان، وعدم محاولة ربطه بما يجري في فلسطين، وما يحاك لسوريا (وليحذر السوريون من الفرنسيين.

ففرنسا هي العدو "الصليبي-الغربي" الأكبر المستتر والمتربص لتفتيت الشام الكبرى ولو بعد حين) والسعودية،مصر،الأردن ،إيران ،تركيا ،اليمن ،السودان أفغانستان وباكستان،وغدا ستنفتح "الثلاجة المغلقة"على خبايا ما تم "تجميده وتثليجه"في"خصوصيات المغرب العربي–الإثنية والثقافية "-

وخاصة بعد نجاح عمليات التنصير بين أمازيغيي جبال الريف بالمغرب و جبال الأوراس بقبائل الجزائر-، للوصول إلى ما بعد دول الساحل الإفريقي المرتبطة -ثقافيا وحضاريا وتاريخيا- بحضارة المنطقة- في فبركة "خلايا حية أو ميتة" "للإستشهاديين"و"القاعديين".

تمولها المخابرات المركزية الأمريكيةأو الموساد أو أطراف عربية مشيوهة،في بطاح وأرباض غانا وغينيا والنيجير،بعد أن كسدت سوق البحث لدى المهاجرين السريين في موانئ المتوسط لأسباب تتعلق أكثرها بالتمويل وعدم الحصول على"الأوراق"....

والغرب في هذا الشأن لا يقر له قرار،ولا تغمض عينه ليل نهار،ومكبراته لا ترى في العوالم خارج محيطه سوى: شعوبا وقبائل للتنافروتتناحر: سنة وشيعة ،ومتصوفة،... وفيتنامان،وكوريتان ،صين شعبية وهونغ كونغ،وباكستان وبانغلاديش وكاشمير.

وقبائل متنافرة أفغان ، ويمنان وسودانان وصومالان وشامان(سوريا ولبنان) و فلسطينان:(رام الله وغزة) وعراقات(سنية وشيعية وكردية وأقليات دينية وعرقية أخرى صغيرة مشتتة) ويا ما في الثلاجة المغلقة من غرائب وعجائب !

ولذا، فان منفذي "براديغم" الفوضى في المنطقة(في الداخل الفلسطيني واللبناني)،ينتظرون ويعلقون كل آمالهم في ظهور بوادر الغُصينات المتفتحة الأولى لفسلة النزاعات المزروعة.

التي تفننت "معسكرات البطالة المشبوهة"– في داخل لبنان وخارجه - في إستنباثها، كلما تصادمت مصالحها مع أبناء جلدتها ومع أقاربها وجيرانها، بالعمل على تكرار نفس السيانوريوهات الغبية للسبعينات والثمانينات والتسعينات.

وما مورس من خيانات وتآمرات على الوطن والكرامة والعزة أثناء الهجمة التدميرية الصهيونية عام 2006 ،حين ستتصرف هذه المعسكرات - بالاعتماد فقط - على رصيد الدعم الخارجي المستمر(الإسرائيلو-أمريكي- أوروبي-وأطراف عربية مشبوهة) .

لتعيد تحيين الخيانات والمؤامرات،وتلفيق الطبخات الجديدة التي تعودنا على أن ظهورها في لبنان،يهتز لها الكبير والصغير ويشيب لهولها الرضيع والفطيم،لا في المنطقة فحسب، بل في كل حواضر العالم ،مادامت أصول وقواعد التخطيط الغربي لم تتغير منذ القرن السادس عشر-لمن يعرف الغرب جيدا من الداخل- .

بمعنى:أن الرجال والطقوس والمسوح والأسلحة والأقنعة والخطط لا بد أن تتغير وأما "الأنبياء"و"الرسالات"والعقائد والأصول والأخيلة والأهداف فلا تتغير(وما من عاقل يغير الخطط الناجحة)، ومادات المنطقة ستبقى ساحة لتجمعات "بؤر"قابلة للإنشطارت الداخلية –كما يتصورها "براديغم" الفوضى.

غيرأن الذي خفي على"عباقرة"مفبركي الفتن في لبنان، هو أن التوليفة :(الإسرائيلو- أوروبية-أمريكية) الحالية،قد أوقعت نفسها في فخ"الفوضى"التي تفتقت عنها أذهان"صناديق وعلب تفكيرها"Boites a pnse فإذا بها تتفاجأ بتسارع الأحداث والتغيرات المفاجئة للأوضاع في المنطقة لغير صالحها عبر( التحالف اللبناني السوري الإيراني ) والدخول المفاجئ للبعبع التاريخي للغرب:تركيا.

الذي سيرجح الكفة لغير صالح اللصوصية الغربية والمستفيدين منها في المنطقة،وهي أمور طرأت على غير ما تم التخطيط له .

فاندفعت -هذه "التوليفة السحرية" إلى التخطيط بالمسارعة إلى الضرب السريع- تحت وطأة هسترة هواجس مخافة فوات الأوان - والضرب على الحديد الساخن ليس مثل الضرب على الحديد البارد،كما قال أحد كبارهم "بيركلي"-

بعد أن تبين بالتجربة والمشاهدة والعيان، بأن"الإنقلابات المخملية"و"الثورات الناعمة" من داخل "الدول المارقة"، لاتحرك سواكن، أوتقلب أنظمةأو تهيج لواعج، فبدأت الفرص المتاحة "للفوضى"تضيع، ودواعي ودوافع المقاومات تتقوى وتتسع ، وسمعة إسرائيل وأمريكا تتسخ.

وبات التفكير في ضرورات الحسم بالحروب الملتهبة(وهي ثقافة غربية حصرية) تصبح أكثر بداهة وفورية، ولكن تطبيقها على أرض الواقع غير مضمونة ومكلفة عتادا ومالا وأرواحا (فلبنان وسوريا وايران اليوم غير عراق هجمة الخليج الأولى والثانية او اليمن او السودان او الصومال).

وأن لبنان عام 2006يقينا غير لبنان اواخرعام2010 وغزة 2008ليست غزة اليوم مع الدعم الشعبي الانساني العارم لها– وتلك حقيقة الصراع والجدل الدائرين ما بين نتانياهو"التوراتي" وأوباما"النفعي–الوصولي–البراغماتي".

وكون الحرب أيضا،فرضية يرفضها معظم الجنرالات العسكريين الميدانيين، سواء في تل أبيب أو البنتاغون، فلم يتبق-لهؤلاء والحالة هذه، سوى حروب الفتن أو"الحروب الذكية "،والإصرار على إشعالها في هذا الظرف بالذات أمر لازب وواجب.

يسعى اليها – بحبور جنوني - الديموقراطيون بواشنطن،لتحقيق نصر"ناعم"قبل عودة الجمهوريين المتربصين بالعودة إلى أماكن جرائمهم السابقة،ورد الصاع صاعين "للدول المارقة"وخاصة لبنان، بالتنسيق،سريعا، منذ الآن، مع الساديات "الإسرائيلية"اليمينية الحالية،والهامويات اليسارية القادمة -

حيث يبدو الآن - في خضم الفوضى السياسية الغربية الشاملة التي فقدت كل يقينياتها الكبرى والصغرى- أن كل الأطياف السياسية:الإسرائيلية والأمريكية ،بصقورها وحمائمها :الحاليون والآتون،يعانون كلهم من عوامل الإحباط والهسترة السيكولوجية الجماعية.

و يتصرفون – حسب تصريحاتهم - تصرفات "ذُهانية"مرضية،بارتكاب الأخطاء التاكتيكية والإستراتيجية الفادحة، لجر المنطقة كلها،-و في رمشة عين- إلى الإنتحار او الطوفان .

بينما عرب الاعتدال يتفرجون و"يتشاطرون"ويبدون كامل الاستعداد لمد المعونات اللوجيستية والمخابراتية وحتى المالية عند الطلب والاقتضاء.

كما كان ديدنهم منذ (سايكس –بيكو)، وحربي الخليج وتدمير لبنان ومحرقةغزة وهم على هذا المنوال هم مخلصون، وعلى طول الدرب سائرون .



*كاتب عربي
[email protected]
صحيفة العرب نيوز
17/12/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.