فوز 3 طلاب بجامعة أسيوط بمنحة للدراسة بجامعة كاستامونو بتركيا    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع جولة الإعادة بالدوائر الملغاة بانتخابات النواب    الاجتماع الختامي للجنة الرئيسية لتطوير الإعلام المصري بالأكاديمية الوطنية للتدريب، الإثنين    مصر والولايات المتحدة الأمريكية تبحثان سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة    رئيس جهاز تنمية المشروعات: سنعمل على مضاعفة التمويلات لشباب بورسعيد خلال المرحلة المقبلة    وزير الخارجية يبحث مع نظيره القبرصي تفعيل وتنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم المشتركة    أمم افريقيا 2025| التشكيل الرسمي لمنتخب بوركينا فاسو أمام غينيا الاستوائية    هيثم عثمان حكمًا لمباراة الزمالك وسموحة بكأس عاصمة مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    تليجراف: عمر مرموش يقترب من مغادرة مانشستر سيتي في يناير    تأجيل محاكمة كتيبة الإعدام لقتلهم سائق توك توك فى شبين القناطر لمارس المقبل    ريهام عبدالغفور تطالب بمحاسبة من انتهكوا خصوصيتها في العرض الخاص لفيلم خريطة رأس السنة    جامعة أسوان تشارك في احتفالية عالمية لعرض أكبر لوحة أطفال مرسومة في العالم    جامعة بني سويف تسلم أول مقررات دراسية بطريقة برايل لطالبة من ذوي الإعاقة البصرية    انفجار عبوة ناسفة بناقلة جند إسرائيلية في رفح الفلسطينية    بث مباشر.. الجزائر تبدأ مشوارها في كأس أمم إفريقيا 2025 بمواجهة نارية أمام السودان في افتتاح المجموعة الخامسة    تواصل الاشتباكات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا    وكيل تعليم الإسكندرية: مدارس التكنولوجيا التطبيقية قاطرة إعداد كوادر فنية لسوق العمل الحديث    الحبس 3 أشهر للمتهمة بسب وقذف الفنان محمد نور    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    تشييع جثمان طارق الأمير من مسجد الرحمن الرحيم بحضور أحمد سعيد عبد الغنى    أصداء أبرز الأحداث العالمية 2025: افتتاح مهيب للمتحف الكبير يتصدر المشهد    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    تأجيل محاكمة عامل بتهمة قتل صديقه طعنًا في شبرا الخيمة للفحص النفسي    السكة الحديد: تطبيق التمييز السعري على تذاكر الطوارئ لقطارات الدرجة الثالثة المكيفة.. ومصدر: زيادة 25%    سبق تداوله عام 2023.. كشفت ملابسات تداول فيديو تضمن ارتكاب شخص فعل فاضح أمام مدرسة ببولاق أبو العلا    أكاديمية مصر للطيران للتدريب و"سال" السعودية توقعان اتفاقية تعاون استراتيجي لتعزيز التدريب    «أبناؤنا في أمان».. كيف نبني جسور التواصل بين المدرسة والأهل؟    190 عامًا من التشريع لرعاية الأطفال.. كيف تصدرت مصر حماية الطفولة عالميا؟    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    «الصحة» تعلن تقديم أكثر من 1.4 مليون خدمة طبية بمحافظة البحر الأحمر خلال 11 شهرًا    بالأعشاب والزيوت الطبيعية، علاج التهاب الحلق وتقوية مناعتك    إيمان العاصي تجمع بين الدراما الاجتماعية والأزمات القانونية في «قسمة العدل»    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم أفريقيا 2025| تفوق تاريخي للجزائر على السودان قبل مواجهة اليوم    الداخلية تكشف حصاد 24 ساعة من الحملات المرورية وضبط أكثر من 123 ألف مخالفة    بدء اجتماع الحكومة الأسبوعى ويعقبه مؤتمر صحفي    ميدو عادل يعود ب«نور في عالم البحور» على خشبة المسرح القومي للأطفال.. الخميس    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    كيف واجهت المدارس تحديات كثافات الفصول؟.. وزير التعليم يجيب    بولندا: تفكيك شبكة إجرامية أصدرت تأشيرات دخول غير قانونية لأكثر من 7 آلاف مهاجر    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    هاني رمزي: أتمنى أن يبقى صلاح في ليفربول.. ويرحل من الباب الكبير    وزير الخارجية يؤكد لنظيره الإيراني أهمية خفض التصعيد وإتاحة فرصة حقيقية للحلول الدبلوماسية    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    رئيس هيئة الرعاية الصحية: مستشفى السلام ببورسعيد قدكت 3.5 مليون خدمة طبية وعلاجية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    دبابات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته تطلق النار بكثافة صوب منطقة المواصي جنوب غزة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    بوتين يرفض أى خطط لتقسيم سوريا والانتهاكات الإسرائيلية    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 24 ديسمبر    فنزويلا: مشروع قانون يجرم مصادرة ناقلات النفط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروع الفتنة في لبنان : الظاهر معلوم والباطن ملغوم والمنتظر مجهول / الطيب بيتي العلوي
نشر في محيط يوم 17 - 12 - 2010


مشروع الفتنة في لبنان :
الظاهر معلوم والباطن ملغوم والمنتظر مجهول


* الطيب بيتي العلوي

السياسيون:ضعفاء،جبناء، ومترددون،..أفكارهم عدمية،غائبة ومهتزة،...كلهم سينيكيون،لن تعرف في ماإذا كانوا فَجاراً أم ُصلاَحاَ،وُعاظاً أم كلاميين مِهْدارين،صادقين أومُتمحَلين متحايلين،سُذَجا أم نُجباء كيَسين،..

.يتظاهرون بالثقة والاعتداد بالنفس،ويتلبسون اليقين لتحقيق أغراض تلبيسية،وهم في حقيقة أمرهم مرتعبون وقلقون،إنكم أيها السياسيون معتوهن،ولكنكم تدعون الرشاد والنصرة والبصيرة، وتبيان الطريق المبين،...

نعم أيها السياسيون،إنكم تمثلونناكما نحن !.فسحقا لنا وسحقا لكم. !.."الكاتب الفرنسي الروسي الأصلGARY (Romain Kacew, dit Romain)( 1914-1980)

من كتابه الموجه إلى السياسيين المزيفين في مرحلة الصراع مع النازية عندما انقسمت فرنسا إلى شطرين: مقاومون للنازية وموالون لها: Lettre d amour aux hommes politiques:رسالة حب(وشفقة) إلى رجال السياسة

تساؤلات:

-هل سيصمت ساسة الغرب ويظلون مكتوفي الأيدي أمام حتمية إنهيار حضارتهم، لينفسح المجال أمام تطلعات دول شرقية فتية صاعدة (بوذية أو كونفوشيوسية أو مسلمة؟)

- ولا توجد دولة عربية واحدة على قائمة المتنافسين، بالرغم من تعداد سكان العرب وموقعهم وتليد حضاراتهم وعزهم المالي والنفطي -

- وما هي الوسائل التي يمكن إستخدامها لإطالة أشواط الحضارة الغربية الآفلة؟:أبالحروب المهاجمة المدمرة؟ أم بالحروب الناعمة الذكية"؟

لماذا "يتحرك"المجتمع الدولي وتهتزأعمدة أركان الدنيا الأربعة، وتهب العواصف الثلجية العاتية من منصات المحاكم الدولية في كل الخافقين وعلى المدارين، من أجل إغتيال رجل لا يحتل أي منصب حكومي رسمي ،ولا يتحمل أية مسئولية سياسية رسمية في لبنان بموجب استقالته كسياسي رسمي .

نتج عنه إهانة دولة كبيرة في المنطقة وإدانتها زورا وبهتانا -سوريا- وكان ما كان من سيناريو اللعبة القذرة في فصل دمشق عن خلفيتها الحضارية والاثنية والثقافية والتاريخية لبنان،وكان بالإمكان التحري في مقتل الحريري عن طريق أية هيئة لبنانية، باعتباره مواطنا لبنانيا عاديا في دولة كاملة السيادة؟ولبس عن طريق أجهزة الأمن والمحاكم "الدولية"الأكثر شبهة وارتزاقا !

ولماذا يتم -لأول مرة في التاريخ-"المسارعة"إلى تجميع طاقم قضائي من"مرتزقة قضائيين" مشبوهي السمعة المهنية والأخلاقية على غرار أفلام رعاة البقر الإيطالية"السباغيتي"للبت في مقتل رفيق الحريري،على الطريقة الهوليودية الرخيصة للأفلام البوليسية الاستهلاكية،لمحاولة إبعاد أية شبهة-ولو بعيدة-عن الطرف الأكثر شبهة،والأكثر ضلوعا واستفادة من الاغتيال،وهو"إسرائيل" .

على هدي"الخدمات الإنسانية المجانية الجديدة"التي قدمتها لنا على طبق من ذهب"تسريبات و"فضائح القرن""ويكيليكس"التي سربت كل شيء وكشفت عن كل شيء،إلا الكشف عن عورات إسرائيل المصونة.

الجواب:

أولا:

-في معترك تخبط الفكر السياسي الغربي الذي هو جزء لا يتجزأ من الأزمة العامة للنظام الرأسمالي الحالي، وهي الأزمة المتمثلة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية- كما هي ماثلة أيضا في مجالات الفكر والتفلسف والثقافة-.

حيث يبدو أن الغرب دخل في منعرجات هذيانات جديدة ،بعد أن وجد نفسه محاصرا ،ومنحشرا في زوايا ضيقة معتمة،وبعد أن تهاوت كل النظريات السياسية التي قامت عليها حضارته، وتداعت كل الأفكار التي قامت عليها منقبات إمبراطوريته الاستعمارية–القديمة والجديدة-.

و بعد تهافت آخرما كان في جعبته بعيد نهاية الحرب الباردة،عندما أغرق العالم في التسعينيات،بأطروحاته التدليسية الجديدة التي نالت من الصيت والشهرة والذيوع على المستويين :الفلسفي والسياسي المسماة : بأطروحات فهم العالم الجديد:(نهاية التاريخ، صدام الحضارات ،الفوضى العالمية الجديدة).

تمهيدا لغزو العراق وأفغانستان وتدمير لبنان ومحو غزة والغزيين من الخارطة وتقسيم السودان،فتبخرت هذه الأطروحات مثل الفقاعات ، فيجد الغرب نفسه من جديد أمام الحائط المسدود،ليهرع إلى الإحتماءو"التخندق"داخل الأساليب الهوليودية الأكثر"هيتشكوكية"على نهج مهزلة "11سبتمبر وأخواتها.

بالتنقيب في آخرما يمتلك الغرب من معين للاستلهام التدليسي والإبليسي: البراديغم( الأنثروبو-سياسي):"الثلاجة المغلقة"كمفهوم وحيد، يؤسس لكل أنواع الفوضى المحتملة والمفترضة لتطبيقها في المنطقة.

و ضرورة التمسك به كمخرج له من ورطاته المتتالية- الذي أعده منذ السبعينات لزعزعة "الدول المارقة"وأعطى ثماره في تفكيك أنظومة المعسكرالإشتراكي سابقا في فترةالحرب الباردة ،وفي تفتيت العراق لاحقا...، وهاهو الغرب اليوم مدفوع أكثر من أي وقت مضى، إلى التمسك بهذا المخطط.

مثل الغريق المتشبث بقشة وسط المحيط الهائج،حيث يبدو أن مراكز البحوث(الأنثربو-سياسية) في الغرب ،جادة في التنقيب ليل نهارفي كيفية الخروج من مآزقه الحالية ومستنقعاته العفنة المستعصية والمتزايدة ،بمحاولة تشبيب خلايا أطروحاته السياسية الكولونيالية الكلاسيكية، وتجميل جلدها.

بتغيير الأقنعة وتلميعها، عن طريق تحويرأساليب أكذوبات وأطروحات جديدة،لإرهاب الشعوب والدول المستضعفة ذات السيادة وخرق حرماتها.

بإسم خطابات"المجتمع الدولي" عبر محاكمه "الإنسانية" في سبيل إستصدار قوانين لإعتقال رؤساء "الدول المارقة"- مثل السوادن، وإيران والقبض على رؤوس الأحزاب الوطنية المناهضة للصهيونية والإمبريالية الدولية الجديدة في باقي البلدان.

بالتنسيق مع تفعيل قنوات منظماته وهيئاته وأجهزته(الثقافية والفكرية والدينية والإعلامية والقانونية) وتحريك كراكيز الفكر السياسي ومنظريه"البلزاكيين"-الغربيين والثالثيين الجدد- المشتغلين بالتنظيرالسياسي في السيرك الدولي.

بعد إنقراض ديناصورات فلاسفة السياسة (على غرار"هابيرماس"-بعد أن أصبحت العقول والأفكار والأهواء والأفئدة تباع وتشترى في أسواق النخاسة والخردوات في المزادات الدولية العلنية والخفية لصالح من يدفع أكثر،على هدي"كن طموحا ومتسلقا ومدلسا تكن منظرا شهيرا").

في عواصم مجموعة بروكسل وتل أبيب وواشنطن وكندا،بغية إيجاد صيغ مبدعة جديدة، لتفكيك مناطق العالم المستعصية على الهيمنة والإنبطاح.

فكان لا بد من تسديد الضربة الصائبة إلى كعب أخيل"في المنطقة الذي هو" لبنان"- كرأس حربة - منذ الهزيمة النكراء للغرب كله في صورة انهزام جيش الكيان الصهيوني" الذي لايقهر"أمام فتية قلائل آمنوا بربهم وبقضيتهم وبوطنهم فزادهم هدى.

في مواجهة أعتى"مشروع جديد تحايلي غربي حداثي "لمحو"الشرق الظلامي المتخلف"ومادام الغرب سيظلل يؤمن بالمقولة الخالدة لأحد كبارفلاسفته الأغاريق :"بروتاغوراس"القائلة ": إننا لا نستحم في النهرالواحد مرتين"وبالتالي: فإن تجديد الوسائل والآليات مع الحفاظ على الأهداف والغايات ، لمن خير الأمور و حسن الفطن".

ثانيا:

- لا مماراة في أن المفهوم الجديد"للحضارة الغربية" في بعده الأكثر"حداثة"و"صدامية" . "تقدمية"و"ديموقراطية"و"إنسانية"يمثلهما :

- الولايات المتحدة الأمريكية: بإمبراطورياتها المالية الأكثر ثراء ولصوصية وإستغلالا، والعسكرية الأكثر عتادا وقوة هجومية وعنفا ، (والإعلامية-الثقافية) الأكثر غرابة وإنحطاطا ووقاحة وتدليسا في التاريخ البشري.

-الكيان الصهيوني:كأحدث مشروع حداثي غربي"نهضوي" نموذجي لكل دول العالم الثالث،بمنهج أكبر أكذوبة تاريخية، وتزوير ديني وثقافي.

وأعطى قرصنة تاريخية لأرض وتاريخ وتراث شعب بأبشع الأساليب الغربية بهتانا و قذارة وخسة في التاريخ الإنساني كله !

ومن هذا المنظور: فواهم من يفصل الآن، ما بين ما يجري اليوم في لبنان، وعدم محاولة ربطه بما يجري في فلسطين، وما يحاك لسوريا (وليحذر السوريون من الفرنسيين.

ففرنسا هي العدو "الصليبي-الغربي" الأكبر المستتر والمتربص لتفتيت الشام الكبرى ولو بعد حين) والسعودية،مصر،الأردن ،إيران ،تركيا ،اليمن ،السودان أفغانستان وباكستان،وغدا ستنفتح "الثلاجة المغلقة"على خبايا ما تم "تجميده وتثليجه"في"خصوصيات المغرب العربي–الإثنية والثقافية "-

وخاصة بعد نجاح عمليات التنصير بين أمازيغيي جبال الريف بالمغرب و جبال الأوراس بقبائل الجزائر-، للوصول إلى ما بعد دول الساحل الإفريقي المرتبطة -ثقافيا وحضاريا وتاريخيا- بحضارة المنطقة- في فبركة "خلايا حية أو ميتة" "للإستشهاديين"و"القاعديين".

تمولها المخابرات المركزية الأمريكيةأو الموساد أو أطراف عربية مشيوهة،في بطاح وأرباض غانا وغينيا والنيجير،بعد أن كسدت سوق البحث لدى المهاجرين السريين في موانئ المتوسط لأسباب تتعلق أكثرها بالتمويل وعدم الحصول على"الأوراق"....

والغرب في هذا الشأن لا يقر له قرار،ولا تغمض عينه ليل نهار،ومكبراته لا ترى في العوالم خارج محيطه سوى: شعوبا وقبائل للتنافروتتناحر: سنة وشيعة ،ومتصوفة،... وفيتنامان،وكوريتان ،صين شعبية وهونغ كونغ،وباكستان وبانغلاديش وكاشمير.

وقبائل متنافرة أفغان ، ويمنان وسودانان وصومالان وشامان(سوريا ولبنان) و فلسطينان:(رام الله وغزة) وعراقات(سنية وشيعية وكردية وأقليات دينية وعرقية أخرى صغيرة مشتتة) ويا ما في الثلاجة المغلقة من غرائب وعجائب !

ولذا، فان منفذي "براديغم" الفوضى في المنطقة(في الداخل الفلسطيني واللبناني)،ينتظرون ويعلقون كل آمالهم في ظهور بوادر الغُصينات المتفتحة الأولى لفسلة النزاعات المزروعة.

التي تفننت "معسكرات البطالة المشبوهة"– في داخل لبنان وخارجه - في إستنباثها، كلما تصادمت مصالحها مع أبناء جلدتها ومع أقاربها وجيرانها، بالعمل على تكرار نفس السيانوريوهات الغبية للسبعينات والثمانينات والتسعينات.

وما مورس من خيانات وتآمرات على الوطن والكرامة والعزة أثناء الهجمة التدميرية الصهيونية عام 2006 ،حين ستتصرف هذه المعسكرات - بالاعتماد فقط - على رصيد الدعم الخارجي المستمر(الإسرائيلو-أمريكي- أوروبي-وأطراف عربية مشبوهة) .

لتعيد تحيين الخيانات والمؤامرات،وتلفيق الطبخات الجديدة التي تعودنا على أن ظهورها في لبنان،يهتز لها الكبير والصغير ويشيب لهولها الرضيع والفطيم،لا في المنطقة فحسب، بل في كل حواضر العالم ،مادامت أصول وقواعد التخطيط الغربي لم تتغير منذ القرن السادس عشر-لمن يعرف الغرب جيدا من الداخل- .

بمعنى:أن الرجال والطقوس والمسوح والأسلحة والأقنعة والخطط لا بد أن تتغير وأما "الأنبياء"و"الرسالات"والعقائد والأصول والأخيلة والأهداف فلا تتغير(وما من عاقل يغير الخطط الناجحة)، ومادات المنطقة ستبقى ساحة لتجمعات "بؤر"قابلة للإنشطارت الداخلية –كما يتصورها "براديغم" الفوضى.

غيرأن الذي خفي على"عباقرة"مفبركي الفتن في لبنان، هو أن التوليفة :(الإسرائيلو- أوروبية-أمريكية) الحالية،قد أوقعت نفسها في فخ"الفوضى"التي تفتقت عنها أذهان"صناديق وعلب تفكيرها"Boites a pnse فإذا بها تتفاجأ بتسارع الأحداث والتغيرات المفاجئة للأوضاع في المنطقة لغير صالحها عبر( التحالف اللبناني السوري الإيراني ) والدخول المفاجئ للبعبع التاريخي للغرب:تركيا.

الذي سيرجح الكفة لغير صالح اللصوصية الغربية والمستفيدين منها في المنطقة،وهي أمور طرأت على غير ما تم التخطيط له .

فاندفعت -هذه "التوليفة السحرية" إلى التخطيط بالمسارعة إلى الضرب السريع- تحت وطأة هسترة هواجس مخافة فوات الأوان - والضرب على الحديد الساخن ليس مثل الضرب على الحديد البارد،كما قال أحد كبارهم "بيركلي"-

بعد أن تبين بالتجربة والمشاهدة والعيان، بأن"الإنقلابات المخملية"و"الثورات الناعمة" من داخل "الدول المارقة"، لاتحرك سواكن، أوتقلب أنظمةأو تهيج لواعج، فبدأت الفرص المتاحة "للفوضى"تضيع، ودواعي ودوافع المقاومات تتقوى وتتسع ، وسمعة إسرائيل وأمريكا تتسخ.

وبات التفكير في ضرورات الحسم بالحروب الملتهبة(وهي ثقافة غربية حصرية) تصبح أكثر بداهة وفورية، ولكن تطبيقها على أرض الواقع غير مضمونة ومكلفة عتادا ومالا وأرواحا (فلبنان وسوريا وايران اليوم غير عراق هجمة الخليج الأولى والثانية او اليمن او السودان او الصومال).

وأن لبنان عام 2006يقينا غير لبنان اواخرعام2010 وغزة 2008ليست غزة اليوم مع الدعم الشعبي الانساني العارم لها– وتلك حقيقة الصراع والجدل الدائرين ما بين نتانياهو"التوراتي" وأوباما"النفعي–الوصولي–البراغماتي".

وكون الحرب أيضا،فرضية يرفضها معظم الجنرالات العسكريين الميدانيين، سواء في تل أبيب أو البنتاغون، فلم يتبق-لهؤلاء والحالة هذه، سوى حروب الفتن أو"الحروب الذكية "،والإصرار على إشعالها في هذا الظرف بالذات أمر لازب وواجب.

يسعى اليها – بحبور جنوني - الديموقراطيون بواشنطن،لتحقيق نصر"ناعم"قبل عودة الجمهوريين المتربصين بالعودة إلى أماكن جرائمهم السابقة،ورد الصاع صاعين "للدول المارقة"وخاصة لبنان، بالتنسيق،سريعا، منذ الآن، مع الساديات "الإسرائيلية"اليمينية الحالية،والهامويات اليسارية القادمة -

حيث يبدو الآن - في خضم الفوضى السياسية الغربية الشاملة التي فقدت كل يقينياتها الكبرى والصغرى- أن كل الأطياف السياسية:الإسرائيلية والأمريكية ،بصقورها وحمائمها :الحاليون والآتون،يعانون كلهم من عوامل الإحباط والهسترة السيكولوجية الجماعية.

و يتصرفون – حسب تصريحاتهم - تصرفات "ذُهانية"مرضية،بارتكاب الأخطاء التاكتيكية والإستراتيجية الفادحة، لجر المنطقة كلها،-و في رمشة عين- إلى الإنتحار او الطوفان .

بينما عرب الاعتدال يتفرجون و"يتشاطرون"ويبدون كامل الاستعداد لمد المعونات اللوجيستية والمخابراتية وحتى المالية عند الطلب والاقتضاء.

كما كان ديدنهم منذ (سايكس –بيكو)، وحربي الخليج وتدمير لبنان ومحرقةغزة وهم على هذا المنوال هم مخلصون، وعلى طول الدرب سائرون .



*كاتب عربي
[email protected]
صحيفة العرب نيوز
17/12/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.