إن الصدفة بالفعل تعلب دورا كبير فى حياة الانسان وتاريخه وان هناك بالفعل الكثير من الاكتشافات العلمية قد حدثت عن طريق الصدفة، وان اشعة اكس اكتشفت عن طريق الصدفة عندما وجد العالم صورة المفتاح فوق المكتب الذى كان يبحث عنه وهو فى داخل احد الادرج. وقد يكون للصدفة قانون بان الوقت قد حان ليتم بدء مرحلة جديدة فى تاريخ البشرية. إن السودان بلد متوتر سياسيا وامنيا ويحتاج إلى الحكمة والروية فى التعامل مع الاحداث الخطيرة التى يمر بها، وما قد حدث فى ام درمان هو مؤشر خطير على تردى الاواضاع وما يمكن بان يصل إلى نتائج وخيمة على المدى القصير والبعد، وهنا يجب بان يتم تدارك اللامر، والعمل على الدرسة الفعلية والايجابية للوصول إلى الاسباب والعمل على تجنب ما يمكن بان يؤدى إلى تكرارها باية شكل كان.
ما وصلت إليه تطورات الاوضاع المتأزمة فى لبنان فى الفترة الماضية وما حدث فيها من احداث خطيرة يجب بان توضع فى الاعتبار، وان يكون هذا درسا لبنان، على ان يعمل على تجنب الخطر المحيط به، والذى يتمثل فى دمار لبنان فى اية لحظة، وان يتم تحكيم العقل والحمة فى التعامل مع الامور، والعودة إلى الحوار والمفاوضات من اجل ايجاد حل للازمة الخطيرة التى يمر بها لبنان.
إن ما يحدث فى باكستان هو مرحلة ما بعد الاتلاف الحكومى والتطبيق الفعلى للنظام الديمقراطى فى باكستان، ولكن هذا لا يعنى بان كل مشاكل باكستان قد حلت او تم معالجتها، وإنما هناك مرحلة اخرى جديدة فيها العمل على القيام بكل ما يلزم من ان جل الوصول إلى الحلول والمعالجات للقضايا الحيوية فى باكستان. إن الفلسطينين فى كافة المدن الفلسطينية والاارضى المحتلة وليس فى الضفة فقط فى معاناة واوضاع معيشية صعبة، وفى حاجة إلى الاهتمام بهم، والعمل على توفير كل ما يلزم من اجل حياة كريمة وان لا يكون هناك مثل تلك الازمات والكوارث الاقتصادية التى يتعرضوا لها، والعالم كله يعلم بها ويشاهدها فى وسائل الاعلام المختلفة ولكن لا نجد من ينصرهم ويقدم لهم العون والمساعدة اللازمة.
إن المعاناة السياسية فى لبنان ليست وليدة الامس، ولكنها منذ ما يقرب من نصف قرن وهى فى معاناة مع الاوضاع السياسية المتأزمة التى تعانى منها، وهذا النظام السياسى التى يحاول بان يوفق بين كافة طوائف الشعب اللبنانى المتنوع بشكل غريب وفريد من حيث الدين والعرق الاصل والفرع، والذين جعل لبنان بلد متصارع لا يهدأ ودائم التقلب والازمات التى تحدث به.
إن لبنان هو بلد فى حاجة إلى انقاذ والذى يدعم من الداخل والخارج محليا واقيلميا ودوليا. إن الاوضاع التى وصلت فى لبنان إلى حد الخطر هو شئ يحتاج إلى انتباة جاد لما يحدث فى لبنان، من اللبنانين والعرب والعالم، من اجل انقاذ لبنان، وطالما ان هناك امكانية لإيقاف هذا التدهور والتردى فى الاوضاع السياسية والامنية يجب العمل فورا على اتخاذ اللازم لا يهم اين وكيف ومتى، ولكن الانقاذ هو المطلوب والمعالجة الفعالة والوصول إلى الحل الجذرى للازمة. ما يحدث فى لبنان هو فوضى سياسية لا تريد بان تنتهى وتهدأ وتستقر الامور والاوضاع السياسية التى دائما فى اضطراب ولا تجد من يستطيع بان يجعلها فى مسارها الطبيعى لتعود الحياة الطبيعية إلى لبنان. إن لبنان بلد اصبح من اقل ازمة تؤدى إلى مضاعفات خطيرة لا يمكن السيطرة عليها.
إن الصراع الطائفى والدينى والعرقى ووجود لبنان فى منطقة مشتعلة وتعتبر من دول المواجهة كل ذلك يجعل من لبنان بلد متوترا يحتاج إلى الكثير من الجوانب والعوامل الايجابية المؤثرة التى تساعد على حفظ الاستقرار والامن فى هذا البلد الذى لم يهدأ منذ اكثر من نصف قرن من الزمان. إنه شئ محمود بان تقوم دولة عربية وخليجية بالمحاولة فى الاصلاح والتصالح بين مختلف القوى السياسية فى لبنان، والعمل على تهدئة الاوضاع المضطربة التى وصلت إلى اسوء الحالات والتى من الممكن بان تحدث كارثة لبنانية وعربية ودولية. إن على لبنان بان تستفيد من كل تلك الفرص فى محاولة رأب الصدع فى البيت اللبنانى، واعادة الاستقرار والهدوء إلى هذا البلد الذى لاقى الكثير من المعاناة خلال تاريخه المعاصر، وان يخرج من الازمة التى عصفت به، وان تكون اخر الازمات على لبنان.
ويجب بان تحذو باقى القضايا العربية فى الطريق الصحيح نحو المعالجة الفعالة والايجابية والوصول إلى نتائج وحلول ومعالجة يعتمد عليها. يجب على الفلسطنين الاستفادة القصوى من كل الفرص المتاحة للعمل على تحقيق ما يريدونه من الوصل إلى الاتفاقيات اللازمة لعملية السلام، والتزام اسرائيل بما يتم الاتفاق عليه، وان يكون هناك جدية فى التنفيد والحصول على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وقيام الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس.
إذا كانت هذه مشكلة اقتصادية واجتماعية ومالية تظهر فى دول العالم المتقدم، فما بالنا بدول العالم النامى. إذا لم تستطيع مثل هذه الدول المتقدمة الحفاظ على الفجوة بين الاغنياء والفقراء وان يكون هناك الدراسات والدعم اللازم فى هذا الشأن فإن هناك بلا شك خطر اكيد يهدد البشرية وليس فقط دولة بذاتها، يجب القيام بالابحاث والدراسات اللازمة فى هذه القضايا الحيوية التى تمس حياة الانسان فى كافة مجتمعات العالم.
إن ما وصلت إليه الاوضاع الخطيرة فى لبنان مع هذه الاحداث الاخيرة التى تبلور عنها الحالة المضطربة والمتدهور من انفلات امنى خطير وسياسية لا تستطيع بان تحقق ما هو مطلوب منها بالنظام المتبع حاليا فى لبنان، نجد بان هناك الكثير مما ينبغى له بان يتم التغير والتعديل والعمل على معرفة الاسباب التى تؤدى إلى زيادة الاوضاع خطورة وتجنب ذلك، وان يتم وفقا للاجراءات المتبعة فى النظام اللبنانى. لبنان يجب بان يخرج من محنته وان لا يعود إليها مرة أخرى كما حدث فى السابق، ووفقا لتجارب مرت على لبنان لابد من ان تفيده.
إن المنطقة العربية اصبحت وفى حالة من التوتر والاضطراب لم يسبق له مثيل، وان الصراع العربى الاسرائيلى لم يعد محور الاهتمام وان هناك الكثير من الصراعات الداخلية تبلورت واصبحت تحتل الجزء الاكبر من قضايا المنطقة والتى وصلت إلى وضع فى غاية الخطورة وماذا يمكن بان نتوقع من احداث غير التى اصبحت يؤرقنا فى خلافاتنا التى طفت على السطح واصبحت هى محور الاهتمام، وان الخلافات اشتدت لدرجة لم يعد فى الامكان الوصول إلى معالجة وحل لما يحدث وحدث فى اوضاعنا المتدهورة.
هل تعتبر اسرائيل نعمة ام نقمة على العرب؟ إنها نقمة لأنها احتلت واعتصب الاراضى العربية، وما يحدث من قتل وتدمير وخراب فى فلسطين، وان العرب جميعا لم ولن يستطيعوا بان يهزموا اسرائيل. وانها اسرائيل نعمة بانها اوضحت للعرب سلبياتهم ومساوئهم وبلاويهم وضعفهم وانهم جميعا بكل هذا الكم الهائل من البشر حيث ان العرب تعداد اسرائيل قد يكون فى حجم اصغر دولة عربية وكذلك مساحتها الجغرافية، ناهيك عن تاريخها وتاريخ العرب.
ولكننا فى المقابل بالفعل نجد التفوق الاسرائيلى فى الكثير من الميادين والمجالات بخلاف المجال العسكرى، فإن نظامها السياسيى افضل بكثير عن كافة الانظمة العربية. نعم ان اسرائيل نعمة لأنها عرفت العرب بعيوبهم وحين يعرف المرء عيبه يحاول بان يصلح نفسه، ولكن حتى هذا ايضا للأسف العرب لم ينتصروا على انفسهم.
ومازالت الخلافات اللبنانية كما هى لا تريد بان تصل إلى تسوية بين جميع القوى السياسية اللبنانية، وهكذا نجد بان هناك فشل مستمر لكل تلك الحلول المقدمة من اقتراحات واراء ومعالجات للازمة اللبنانية التى وصلت إلى طريق مسدود، واصبحت فى حاجة إلى معجزة من اجل الخروج من هذا النفق المظلم وهذه المؤامرة الدننيئة ضد لبنان ود الامة العربية جمعاء.
لا احد ينكر بان ايران دولة قوية اقليميا، ولكنها لا تريد بان تظل على الهامش وان تعيش فى المنطقة وان كانت تعتبر نفسها من ضمن دول الشرق الاوسط، فإنها تريد بان يكون بها ثقلها الاقليميى ودورها المؤثر على السياسية الاقليمية بل ان امكن على السياسة العالمية، ولكنه مطلب صعب، وانها تحاول بان تخوض الصعاب، ومن طلب العلا سهر الليالى، وايران تناور بالدبلوماسية الاقليمية والدولية، وحتى الان نجحت فى تحقيق نجاح فى تجنب الهجوم العسكرى الاميريكى والاسرائيلى علي اراضيها، رغم ملفها النووى واستفزازاتها لإسرائيل.
إن شبكة الانترنت تعتبر من ضمن المرافق التى يستخدمها الانسان فى حياته، وليست شيئا كماليا كما كان فى الماضى فقط اصبحت من ضمن الاشياء الضرورية فى الحياة العملية والتى لا يمكن الاستغناء عنها فى القيام بمختلف الاعمال والمهام فى عالمنا اليوم، وإذا تعطلت نجد بان هناك الكثير من تلك الخسائر التى تتحقق فى كافة الميادين الحيوية فى عالم الاعمال فى عصرنا المعاصر. ومن هذا المنطلق يجب بان يكون هناك وهذا بالفعل متواجد من حيث الاهتمام والتطوير والتحديث والمتابعة والعمل على التنبؤ بما يمكن بان يحدث من مشكلات مستقبليا يمكن بان تواجه هذا الحقل المعلوماتى والتواصلى بين البشر بكافة الاساليب الحديثة وتجنب ما يمكن بان يحدث من ما يعيق او يعطل هذا المجال الحيوى فى كافة شئون الحياة فى عصر الانترنت.
سيظل باستمرار هناك تطوير لكافة الاجهزة التى تتواجد وخاصة الالكترونية منها، وان ما حدث من تطوير للأجهزة التليفزيون فى خلال نصف قرن هو اعجاز وانجاز علمى وحضارى هائل ويعبر عن قدرة الانسان فى تحقيق الانبهار فى ما يمكن بان يؤديه فى هذا المجال الحيوي والهام فى حياة البشر فى عالمنا المعاصر. ما اكثر الفلسفة فى الحياة سواء فى الواقع او فى الخيال.
ودائما الانسان يحلم بما لا يستطيعه واحيانا ينجح وكثيرا ما يفشل. إن الحلم سهل بان يحلم الانسان ما يريد بان يكون افضل الناس وان يكون مثالى وان وان... ولكننا حين نتعامل ونحتك مع الحياة نجد الواقع المر والحقيقة القاسية وهناك بالفعل ما يحاول بان يواكبها وينجح ويصمد وهناك من يفشل ويخرج من دائرة الصراع مع الواقع ومع الحياة ايضا.
إن ما صلت إليه الاوضاع فى لبنان هو من جراء حقب متتالية مليئة بالمشكلات التى لم تحل، والتى تركت وتفاقمت واصبح من المستحيل علاجها، وهذا هو ما يحدث الان وان ما تقوم به قطر من دعم فى محاولة لاحتواء الازمة واصلاح ذات الشمل، هو من الامور المحمودة التى يجب بان تلاقى الاهتمام اللازم بها، والعمل على ان يكون هناك المزيد من هذا الدعم العربى فى الازمة اللبنانية باقى الازمات والقضايا العربية.
كان العرب ينظرون إلى امريكا بانها جنة الله على الارض من حيث النظام الديمقراطى الذى يطبق فيها، والذى ظنوا بانه من الممكن بان يكون له ايجابياته فى تعاملات ومعاملات وعلاقات امريكا مع العرب، ولكننا وجدنا الكثير من الفضائح الامريكية فى العراق التى لا تنبع من الديمقراطية وإنما هى من الهمجية.
ويبدو بان الديمقراطية فقط لإمريكا والغرب، وللعرب وفقا لما يريده الغرب وامريكا. إننا نسمع كلام جميل ونرى تصرفات مختلفة كليا عن الواقع وما يجب بان يكون عليه النظام فى المنطقة. حياة هادئة واخرى صاخبة احداث من حولنا ... منا من هو بعيد عنها..ومنا من هو قريب منها... نتفاعل مع بعضنا البعض، ويمر البعض الاخر بدون اية تذكير يذكر... وما نراه قد اصبح .. هناك ملاحظات يمكن التفاعل معها... او هناك ما يمكن التغاضى عنه.. ادراك ووعى .. تطورات ايجابية واخرى سلبية... مع الكبار ... انجازات تتحقق.. اين انت من كل هذا ... الذى يحدث من حولنا,, ترى الانجازات وانت لم تحقق منها شيئا يذكر... كيف تشارك وكيف تساهم .. إنها تساؤلات.. أم انها اجابات صعبة... لن تستطيع القيام بما يمليه علينا الوضع الراهن... من حيث ما يجب ان نؤديه ... من اعمال وكل تلك المهام.. ام سنظل نعيش على الهامش... قهقة ودماء إنها الحياة التى فيها الجد والهزل ثم القيد والحرية ثم العطف والقسوة ثم التوهان فى متاهات الحياة إنها الاحزان ثم الفرح ثم الالام والاوجاع .