هل تعد "إسرائيل" لنكسة فلسطينية جديدة؟ محمد جلال عناية كشف رئيس الوزراء “الإسرائيلي" ايهود أولمرت عن المفهوم “الإسرائيلي" المضمر للسلام من خلال العرض الذي قدمه مؤخراً، الذي يتمثل في اغتصاب 7% من أهم أراضي الضفة الغربية المحاذية للقدس مقابل 5،5% من أراضي النقب الصحراوية، وتأجيل البحث في قضية القدس، والتأجيل هنا يعني الالغاء البطيء لهذه القضية، مثل ما فعلته “اسرائيل" بكل القضايا التي عملت منذ قيامها على تأجيلها، مع ان القدس هي أشد القضايا التهاباً والتي تدفع بالفلسطينيين وحتى العرب والمسلمين الى الاستشهاد من اجلها. أما القضية الثالثة فهي الرفض القاطع لحق العودة للاجئين الفلسطينيين. ووصف صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، تسريبات الصحف “الاسرائيلية" بشأن مفاوضات قضايا الحل النهائي بأنها “أخبار ليس لها اساس من الصحة". وأضاف ان “أقصر الطرق لتحقيق السلام هي عملية سلام ذات مغزى تقود الى انهاء الاحتلال، واقامة الدولة (الفلسطينية) المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي استناداً الى القرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة". لم توجه الإدارة الامريكية رداً واضحاً على خطة أولمرت المستحدثة، بل قدم ديفيد وولش، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط رداً متسيباً، حيث قال “إن هناك اطاراً سياسياً لكل شيء وإنه يجري العمل مع رئيس الحكومة “الاسرائيلية" ايهود أولمرت، رغم قراره بالتنحي عن منصبه". وفي مؤتمره الصحافي (15/8/2008)، أضاف ان “المتفاوضين الذين يمثلون الحكومة “الإسرائيلية" والسلطة الفلسطينية مازالوا يجتمعون بانتظام". يظل السؤال الأهم في الشأن الفلسطيني هو الأوضاع المتحركة على الأرض في موازاة المواقف المعلنة. وعلى امتداد السنوات العشرين الماضية ظلت منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات (رحمه الله)، تقنع الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية ضمن حدود ،1967 ففي 15/11/1988 قرر المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع في الجزائر قبول قرار التقسيم ،181 وقراري مجلس الأمن 242 و338 وفي 14/12/،1988 صرح الرئيس عرفات في مؤتمر صحافي عقد في جنيف بما يلي: “إنني اسجل للتاريخ اننا كلية وبالمطلق سوف نتخلى عن كل اشكال الارهاب، الفردي والجمعي وارهاب الدولة. فبين جنيفوالجزائر جددنا موقفنا بوضوح تام". المهم ان هذه المسيرة انتهت الى توقيع اتفاق أوسلو (2) الذي أصبح اليوم هشيماً تذروه الرياح. وقبل عشرين عاما، وفي العام 1988 على وجه التحديد، اضطرت حركة “حماس" الى تقديم تعهد لسلطات الاحتلال “الاسرائيلي" في المناطق الفلسطينية بأنها ستناضل من أجل الحقوق الفلسطينية في الحدود التي يسمح بها القانون ومن دون استخدام السلاح، ولكن الذي حدث ان حماس انتقلت من قذف جنود الاحتلال بالحجارة الى استخدام السلاح، وظل هدفها المعلن طيلة العقدين الماضيين هو تحرير فلسطين من النهر الى البحر. ولكن هذه الحرب انتهت الى “التهدئة" مقابل فك الحصار الاقتصادي عن قطاع غزة. وكانت فتح قد توقفت عن الكفاح المسلح مقابل التفاوض على اقامة دولة فلسطينية في حدود 1967. في الجانب “الاسرائيلي" يواصل وزير الحرب ايهود باراك تهديداته بأن العدوان الشامل على قطاع غزة مسألة وقت، وايهود أولمرت رئيس الوزراء، الذي على أهبة الرحيل عن منصبه، يربط بين تنفيذ مشروعه للحل وبين القضاء على سلطة “حماس" في قطاع غزة. لا توجد مؤشرات في فترة الانتظار والترقب لما ستقدم عليه “اسرائيل"، بأن السلطة الفلسطينية ستقيم الدولة، ولا حماس سوف تحرر فلسطين، ولا النظام العربي سوف يقدم انذاراً الى “اسرائيل" بألا تعتدي على قطاع غزة، أما الاسئلة المعلقة في الهواء فهي: ماذا ستفعل “اسرائيل"؟ هل تعد لنكسة فلسطينية جديدة؟ وما موقف الولاياتالمتحدة الأمريكية؟ وماذا في وسع المجتمع الدولي أن يفعل؟ عن صحيفة الخليج الاماراتية 25/8/2008