كريم رمزي: بيراميدز أقرب للتعاقد مع أحمد عبد القادر.. والزمالك مازال في الصورة    مصطفى كامل يغيب عن حضور انتخابات التجديد النصفي ل«الموسيقيين»    أنغامي ترد على خطوة عمرو دياب.. وتؤكد: تامر حسني رقم 1 في الوطن العربي بلا منازع    البورصة المصرية تربح 3.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الثلاثاء    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    رئيس مياه القناة: تكثيف تطهير شبكات الصرف الصحي بمساكن مبارك    محافظ بني سويف ورئيس البورصة المصرية يفتتحان النسخة ال13 من مؤتمر البورصة للتنمية    رئيس الوزراء الفلسطيني: نطالب وفود مؤتمر حل الدولتين بمزيد من الضغط الدولي    مدير مجمع الشفاء في غزة: وفيات المجاعة تزداد يوميا.. والأطفال الأكثر تضررا    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات في باكستان إلى 281 قتيلًا    وسائل إعلام فلسطينية: مقتل 20 شخصا من طالبي المساعدات في قطاع غزة منذ فجر اليوم    واجب وطني.. محافظ بورسعيد يناشد المواطنين المشاركة بانتخابات مجلس الشيوخ    «يا عم حرام عليك».. شوبير يدافع عن محمد صلاح بعد زيارة المعبد البوذي    حقيقة مفاوضات النصر مع كوكوريلا    «الداخلية»: ضبط 27 قضية مخدرات في حملات أمنية على أسوان ودمياط وأسيوط    بالفيديو.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الطقس الحارة    الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو الاعتداء على بائع متجول في الجيزة    حبس 3 أشخاص في واقعة العثور علي جثه طفل داخل شرفه عقار بالإسكندرية    بمشاركة وزير السياحة.. البابا تواضروس يفتتح معرض لوجوس للمؤسسات الخدمية والثقافية    وزير العمل يشيد بإنشاء 38 محكمة عمالية ومكاتب قانونية مجانية    «أحط فلوسي في البنك ولا لأ؟».. الفوائد تشعل الجدل بين حلال وحرام والأزهر يحسم    وزير الصحة: إصدار 28 ألف قرار علاج على نفقة الدولة ل مرضى «التصلب المتعدد» سنويًا    «الإسعاف»: نقل أكثر من 4 آلاف طفل مبتسر على أجهزة تنفس صناعي خلال النصف الأول من 2025    لترشيد استهلاك الكهرباء.. تحرير 144 مخالفة لمحال غير ملتزمة بمواعيد الإغلاق    وزير الثقافة: المسرح يعكس تنامي الوعي الفني    انطلاق تصوير فيلم «ريد فلاج» بطولة أحمد حاتم    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية    الأعور: كلمة السيسي جددت رفض مصر للتهجير    موسوي: إسرائيل كشفت عن وجهها الوحشي بانتهاكها كافة الأعراف الدولية    عودة الانقطاع.. الكهرباء تستعين ب60 مولد متنقل لتأمين التغذية بالجيزة    6 مشروبات تناولها قبل النوم لإنقاص الوزن بسرعة    تجديد الشراكة العلمية بين مصر والصين في مجال مكافحة الأمراض المتوطنة    رئيس الوزراء: الحرف اليدوية أولوية وطنية.. واستراتيجية جديدة لتحقيق طفرة حتى 2030    جامعة الريادة تكرم أوائل الثانوية العامة بالمنوفية (صور)    «التضامن» توافق على إشهار جمعيتين في محافظة البحيرة    القبض على رمضان صبحى فى مطار القاهرة أثناء العودة من تركيا    معيط: دمج مراجعتي صندوق النقد يمنح مصر وقتًا أوسع لتنفيذ الإصلاحات    سبورت تكشف موعد عودة برنال لتدريبات برشلونة    ثنائي المصري أحمد وهب وأحمد شرف ضمن معسكر منتخب الشباب استعدادًا لبطولة كأس العالم بشيلي    دخول 9 شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها لقطاع غزة    سميرة صدقي: والدي قام بتربيتي كأنني رجل.. وجلست في مراكز عرفية لحل المشاكل (فيديو)    "بقميص الزمالك".. 15 صورة لرقص شيكابالا في حفل زفاف شقيقته    يوسف معاطي: سعاد حسني لم تمت موتة عادية.. وهنيدي أخف دم كوميديان    ياسر الشهراني يعود إلى القادسية بعد نهاية رحلته مع الهلال    اليونسكو: الإسكندرية مدينة الانفتاح والإبداع وعاصمة فكرية عالمية    الجبهة الوطنية يُكرم الطالبة نوران الشيخة السادسة على الجمهورية في الثانوية العامة    "إحنا بنموت من الحر".. استغاثات من سكان الجيزة بعد استمرار انقطاع المياه والكهرباء    مرشح الجبهة الوطنية: تمكين الشباب رسالة ثقة من القيادة السياسية    محافظ سوهاج يوجه بتوفير فرصة عمل لسيدة كفيفة بقرية الصلعا تحفظ القرآن بأحكامه    سعر طن الحديد الاستثماري وعز والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025    «النادي ممكن يتقفل».. رسائل نارية من نصر أبوالحسن لجماهير الإسماعيلي    الدين لا يقبل تفسير النوازل بالخرافات.. تنويه مهم من «وعظ سوهاج» بشأن حرائق قرية برخيل    5 أبراج «معاهم مفاتيح النجاح».. موهوبون تُفتح لهم الأبواب ويصعدون بثبات نحو القمة    النجاح له ألف أب!    ما الوقت المناسب بين الأذان والإقامة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل "الماكياج" عذر يبيح التيمم للنساء؟.. أمينة الفتوى تُجيب    إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز شرعًا؟ دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى 48 لاستقلال الجزائر و ظروف متميزة / محمد البريد
نشر في محيط يوم 05 - 07 - 2010

الذكرى 48 لاستقلال الجزائر و ظروف متميزة

* محمد البريد

لاأحد يجهل أن الاستعمار الفرنسي للجزائر دام أزيد من قرن وربع قرن من:(5 جويلية 1830م"الموافق 14 محرم 1246 ه " إلى 5 جويلية 1962م، الموافق 7 ذي القعدة 1380ه".

لكن البعض لا يعرف الدوافع الحقيقية لذلك الغزو فما هي الدوافع يا ترى وما مراحل انجازها؟ .

من المؤكد أن الغزو الفرنسي للجزائر كان ضمن الحروب الصليبية التي دامت 192سنة،،يذكي نارها،ويدعو إليها الباباوات والقساوسة،يحرضون ملوك أوربا على قتال المسلمين،بدعوى تحرير الأرض المقدسة.

وكلما أنطفئت لهم نار أوقدوا أختها،وكلما فشلت لهم خطة هيئوا مثليتها،ويحتفلون بما يتعرض له المسلمون وسقوط أراضيهم. ولما جاء البابا "كاليستيوس الثالث" و هو في سن الثمانين"،1456م " بنى أسطولا بحريا بخمس و عشرين سفينة حربية و دعا ملوك النصارى للالتحاق به و شن الغارات على بلاد الإسلام.

وما العدوان على الجزائرإلا حلقة من حلقات تلك الحروب،فالهدف الفرنسي،أولا و قبل كل شيء : محاربة الإسلام و أهله و نشر النصرانية وتثبيت بقاءها وسيطرتها،لأن المسلمين ظلوا يطاردونها، ويحاصرونها و يضايقون تجارها.أنظر"تاريخ الكردينال لافيجري"

ولما كانت الجزائر من أقوى الدول فى حوض البحر الأبيض المتوسط،وتحتل مكانة خاصة فى دولة الخلافة العثمانية،إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم،بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789 م،وبالثورة الاميريكية بعد استقلالها عن بريطانيا عام 1776م " .

كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة فى المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة،والدولة العثمانية عامة ،والتجارة الدولية فى هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء - إنهاء ما كان يسمى ب " القرصنة.

لقد با درت فرنسا فى "مؤتمر فيينا"1814م/ 1815 م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر" إكس لا شابيل" عام 1819 م حيث وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر" و أسندت المهمة إلى فرنسا وانكلترا.

و توفرت الظروف المناسبة للغزو عندما تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري في معركة " نافران" Navarinفي 27 نوفمبر عام 1827م.

وكانت حادثة المروحة الذريعة التي بررت بها فرنسا عملية غزو الجزائر.فقد أدعى قنصل فرنسا - أن الداي حسين ضربه بالمروحة - نتيجة لاشتداد الخصام بينهما نظرا لعدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية التى قدمت لها على شكل قروض مالية ومواد غذائية بصفة خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م.

لكن الفرنسيين أضافوا هدفين آخرين،فبالإضافة إلى الصراع الديني القديم بين المسيحية و الإسلام كانوا يسعون،إلى رفع شعبية الملك - شارل - العاشر المنحطة و السطو على خيرات الجزائر تهربا من دفع الديون.

إذا،لقد جاء الاستعمار بعدته وحديده و أقبل بخيله و رجاله وسفنه ومدافعه،حاملا العقائد النصرانية و التقاليد الأوربية ،محاولا زعزعة عقيدة الجزائريين و أخلاقهم،جاهدا في طمس عروبتهم وأصالتهم ،ساعيا في تقويض شخصيتهم و وحدتهم طامعا في خيراتهم وبعبارة أوضح طمس الشخصية العربية الإسلامية.

ليبدأ الإنزال يوم 14 جوان 1930م وتبدأ فرقه بالهجوم يوم 19جوان "من مزرعة"بوشاوي حاليا" ولمّا نذكر 5 جويلية نتخيّل 13 جوان يوم وصول الغزاة 14 جوان نزولهم و17جوان استعدادهم و 19 جوان 1830م، بدء الهجوم ،ثم سقوط الجزائر العاصمة في 5 جويلية 1830م.

هي أيام متتالية وأحداث متسارعة،تركت آثارها على أخاديد الزمن، إذا كان تاريخ الخامس من جويلية 1962م، يذكرنا باليوم التعيس،حيث أتيح لفرنسا الطامعة تحقيق نواياها التوسعية المتمثلة في احتلال الجزائر،فهو نقطة نهاية عهد الاستعمار،لذا يعد واحد من أجمل الأيام في تاريخ الجزائر المكافحة من أجل نيل الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية المسلوبة بعد مئة واثنين و ثلاثين عاما من الاحتلال.

وما رافقه من اضطهاد واستغلال ونهب الثروات الطبيعية والطاقات البشرية، وهو ثمرة ثورة أسقطت المشروع الكولونيالي الفرنسي وقوضت دعائم صرحه،وهزمت جيوشه المدعومة بقوى الشر المنضوية تحت هالة حلف " شمال الأطلسي".

وإذ نحييها اليوم ونقف إجلالا أمام أرزاح أولئك الذين وهبوا أنفسهم و دماءهم الزكية الطاهرة فداء للوطن،فإننا تعتبره مناسبة و ذكرى لأخذ العبر و الدروس في التضحية و نكران الذات.

إذا،إن الهراء السياسي المشوب بالشعبوية الذي يملأ الساحة اليوم صخبا حول المسائل الهامشية في المسار التاريخي لنضال الشعب الجزائري،إنما بدوافع ذاتية خالية من الموضوعية،بعيدة عن العلمية،وتفتقر إلى قواعد العلية.

قد اتفق مع البعض عندما ينتقد مزاوجة عيد الشباب بعيدا لاستقلال،ويطرح السؤال:" كيف نفسر تحويل يوم الاعتداء على الكرامة عيدا للاحتفال؟" خاصة وأن بعض المسائل مصطنعة،وأن عيد الشباب في الحقيقة،هو19 ماي يوم الطالب ويوم ضم الشبيبة الجزائرية في اتحاد واحد.

لكن 05 جويلية 1962م الذي خرج فيه الجزائريون في احتفالات عظيمة بفرحتين :لأنهم قالوا نعم للاستقلال في استفتاء أراده العدو لضرب الثورة بالشعب،وفرحة أن يوم الاحتلال كان يوم إعلان نتائج التصويت لصالح الاستقلال.ثم أن التواريخ أرتبط أغلبها بأحداث المقاومة،مثل "17 جوان ،19 جوان،17 أكتوبر.....و".

فلا ينبغي اعتماد صورية المظاهر والكلمات وشكلية التعابير والقناع المفضوح الذي ارتدته منظومة حزب فرنسا في الجزائر وتمكنت مع الأسف الشديد،خلال محنة الجزائر"1991م-2010م" من جمع شتاتها وقواها وتحركت مؤخرا لإعادة بناء الاستعمار الفكري في الجزائر يساعد من نصبوا أنفسهم اليوم أوصياء على الشعب في غيابة.

بدأ بجس النبض لدى الأسرة الثورية والمثقفين الجزائريين ومن خلالهم الشباب الجزائري الذي يعيش ظرفا صعبا اجتماعيا واقتصاديا،. فمن الواجب التفرغ إلى تجريم الاستعمار الفرنسي،وطلب التعويض على ما أحدثه من فساد وما نهبه من خيرات.

لأن الاستعمار الفرنسي اعتدى على سيادة شعب كامل وجعل خيرات البلاد في خدمة فرنسا. أمام هذا الوضع الرهيب،هل يمكن أن يكتب التاريخ بلاخلاف عليه خاصة القضايا الجوهرية؟ أليس من الأفضل صب المعلومات سليمة في الوعاء الثقافي ما دامت البقايا من صانعيها على قيد الحياة،وترك التدوين للجمهور المثقف والرأي العام ؟.

والتفرغ إلى تجريم الاستعمار الفرنسي ومطالبته بالتعويض، إن الواقع يفرض علينا اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نعمل على تغيير السياسات ، والابتعاد عن اليأس والفشل ،والقيام بحملة على الفساد والمفسدين.

وختاما لم يبقى لي إلا أن أ ردد قول الشاعر : عيد بأية حال عدت يا عيد . بما مضى أم لأمر فيك تجديد. أما الأحبة فالبيداء دونهم. فليت دونك بيداً دونها بيد.


*كاتب من الجزائر
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.