القاهرة: أكد الشيخ جمال قطب أحد علماء الأزهر ورئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر أن كل الدلائل تشير الى أن سيدنا إسماعيل عليه السلام هو الابن الذي أمر والده بذبحه وليس سيدنا إسحاق، وهناك الكثير من الدلائل والحقائق التي تؤكد ذلك، خاصة وان الامتحان الذي حدث لسيدنا إبراهيم يكون بذبح الابن البكر الذي جاء بعد شوق طويل لا بالولد الثاني الذي لا يصل حبه إلى ما وصل إليه حب الأول. وأضاف قطب أن إبراهيم عليه السلام لما أنجاه الله من النار وهاجر من أرض العراق إلى الشام وقال "إني ذاهب إلى ربى سيهدين" فى سورة الصافات، ولم ينجب طلب من ربه أن يهب له ولداً فاستجاب الله له "رب هب لي من الصالحين فبشرناه بغلام حليم" وكان هذا الغلام من هاجر المصرية وهو بالشام وهو إسماعيل، وعندما لم تنجب زوجته الأولى دخلت الغيرة قلبها فأمره الله أن يبعد عنها هاجر وولدها، فأسكنهما في موضع مكة وامتحنه بذبحه لما بلغ معه السعي وكان ذلك الامتحان في مكة. وقال قطب إن سيدنا إسحاق جاءت البشارة به بعد أن بشر الله سيدنا إبراهيم بإسماعيل، كما تدل عليه الآيات التي ذكرت الرؤيا والبدء في الذبح ثم افتدى الله إسماعيل بذبح عظيم، ثم ذكرت بعد ذلك البشارة بإسحاق، وقال إن البشارة بإسماعيل كانت عند هجرته من أرض العراق وبطلب من الله، أما البشارة بإسحاق فكانت عندما جاءته الملائكة في طريق مرورها إلى قوم لوط، وهى فترة كان فيها إسماعيل مع أمه هاجر بعيدين عن البيت. وأوضح رئيس لجنة الفتوى الأسبق، بحسب جريدة "المدينة" السعودية، أن الشروع في ذبح إسماعيل صاحبته أحداث تدل على أنه هو المقصود بالذبح وليس إسحاق، ذلك أن الروايات تقول: إن إبراهيم أخذ ولده وخرج به من البيت ليذبحه بعيداً عن أمه فلقيهما الشيطان في الطريق وسول لهما عدم الاستجابة فرجمه إبراهيم في أكثر من مكان، ومنها كانت شعيرة رمي الجمار من شعائر الحج وذلك في مكة وليس في الشام. وأضاف قطب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الأضاحي فقال "سنة أبيكم إبراهيم" والمقصود به إسماعيل بن إبراهيم وليس إسحاق ابن إبراهيم لأنه الابن الأكبر، والقرابين كانت تذبح في مكة وليس في الشام استجابة لدعوة إبراهيم ربه "فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" وكبار العلماء من السلف قالوا: إن الذبيح هو إسماعيل وما سبق في ذلك بأنه إسحاق ما هو إلا اجتهادات واستنباطات فقط ولكن ليست صحيحة، فإسحاق هو الثاني من أولاده باتفاق المسلمين وأهل الكتاب وليس هو بكره وإنما إسماعيل هو ابنه الأول.