رأس الحربة! أحمد ذيبان لم يخذل رئيس وزراء بريطانيا غولدن براون، الرئيس بوش، ولم يكن أقل التزاما بتبعية بريطانيا من سلفه توني بلير والسير علي خطي رئيس الحروب ، حتي باستخدام نفس المفردات، وبدا ذلك أكثر وضوحا خلال زيارة براون للعراق وإسرائيل، ففي بغداد أعلن براون رفضه وضع جدول زمني مصطنع لسحب القوات البريطانية من العراق، وسبق ان استخدم بوش نفس التعبير، قبل ايام قليلة، من زيارة براون المفاجئة للعراق، وهو نفس الأسلوب الذي انتهجه بوش في زياراته السرية المفاجئة لبغداد، وفي الأصل كانت مشاركة بريطانيا بالغزو في عهد بلير صدي للموقف الامريكي، والمشكلة الاساسية هي في وجود نحو 150 الف جندي امريكي، وفي اي وقت تعلن فيه واشنطن قرار الانسحاب سيتردد الصدي بعد وقت قصير في 10 داوننغ ستريت !. ومن علي نفس المنبر، كان براون اول رئيس وزراء بريطاني يلقي خطابا في الكنيست الاسرائيلي، بعد نحو شهرين من خطاب بوش التوراتي هناك، ولم يكن براون أقل حماسا من بوش في الدفاع عن اسرائيلواعلان حبه لها والتعهد بحمايتها، دون ان ينسي مجاملة الفلسطينيين، بكلام لا رصيد له من الفعل مثل الدعوة لتجميد الاستيطان، وان تكون القدس عاصمة لاسرائيل والدولة الفلسطينية المفترضة القابلة للبقاء جغرافيا !. والطريف في جلسة الكنيست، التي القي براون خطابه فيها، ما ورد علي لسان رئيس وزراء اسرائيل إيهود أولمرت وبعض النواب، من انتقادات لما اسموه قيوداً فرضتها بريطانيا علي الهجرة اليهودية إلي فلسطين خلال انتدابها!رغم ان الذنب الاكبر في كارثة فلسطين اقترفته بريطانيا من خلال الوعد الذي قدمه وزير خارجيتها، بلفور باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وانتهاج سياسات عملية لتنفيذ وعد بلفور المشؤوم !.فكانت امبراطورية القرن العشرين التي لا تغيب عنها الشمس رأس حربة في تسليم فلسطين للحركة الصهيونية واقامة دولة اسرائيل!. كانت بريطانيا رأس الحربة في كارثة فلسطين، عندما كانت اكثر نفوذا في العالم من أمريكا، لكنها مع المؤسف، تصر علي ان تكون رأس الحربة ، في كل مشاريع الشر، في السياسة الامريكية، بعد ان اصبحت الولاياتالمتحدة امبراطورية القرن الحادي والعشرين، التي لا تغيب عن قواتها ونفوذها الشمس ومن هنا كان تحذير براون لايران من امام الكنيست بانها ستواجه العزلة وتحركا جماعيا إذا لم توقف برنامجها النووي، وتعهد بان تكون بريطانيا رأس الحربة مع الولاياتالمتحدة والشركاء الاوروبيين، في هذا الطريق، مشيرا إلي دور لندن الاساسي في صياغة واعتماد ثلاثة قرارت صدرت عن مجلس الامن، تضمنت فرض عقوبات علي طهران، وهو ما يذكر بدور بريطانيا، ك رأس أفعي في وضع مسودات القرارت الشريرة ضد العراق علي مدي أكثر من اثني عشر عاما والقيام بدور السمسار في التحريض علي غزوه وتدميره !. عن صحيفة الراية القطرية 23/7/2008