صدر مؤخرا العدد 120 من مجلة "الرافد" الاماراتية بتقديم لملفها الجديد الذي شارك فيه مجموعة من الكتاب المهتمين بالأدب التفاعلي أو التفاعلية الذين شاركوا مؤخرا في ورشة للإبداع عقدت في الشارقة، وجاء في التقديم: "الأدب التفاعلي مفردة جديدة تطل بإصرار مع وثوق وحضور شبكة النت التي توسع الإمساك بها والإطلال من خلالها. وهذا المصطلح مازال رجراجا غير مؤطر تماما، إذ أنه مازال في طوره البكر تتجاذبه الرؤى والآراء." عن التفاعلية: المصطلح والتوصيف والتأصيل كتب ياس السعيدي، متسائلا كيف يواجه كاتب قادم من فجر سلالات الزمن الزاجل كل هذا الصخب الذي لابد منه، صخب الحياة التي أصبحت صندوقا مليئا بالعجائب بالنسبة لأجدادنا لو كتبت لهم العودة في هذا العصر؟ وهو، بعد الحديث عن المصطلح والتوصيف والتأصيل يقرر، أنه لابد من الإلكتروني لأن حقائب الزمن ليست وفية للمحطات، ولأن دفن الرأس في الرمل لا يحمي بقية الجسد، وأنه المرجو إيجاد حالة توازن بين الورقي والإلكتروني من أجل تأسيس ثقافة رصينة مشابهة لتلك الثقافة الورقية. وعن النص الشبكي، ونحو نظرية نقدية في ضوء الأدب التفاعلي، يكتب د. علاء جبر محمد، وهو يرى أن النص الأدبي الذي تتوافر فيه سمة الرقمية تتعدد روافده بحيث تصبح لا حصر لها، فيكون النص بذلك منفتحا على كل المكونات. ووفق "ميدل ايست" يشرح الكاتب مفهوم النص الشبكي، ويتوقف عند تناسل النص الإبداعي بين المتلقي وشبكية النص التفاعلي، ويتحدث عن نظرية النص الشبكي التفاعلي، ويقدم مقترحات بنائية، ويعرض لمميزات النظرية الشبكية. أما د. أحمد أحمد عبدالمقصود فيكتب عن الأدب التفاعلي والنظرية النقدية والارتباط بين الأدب والتكنولوجيا، متوقفا عند الظاهرة الأدبية الإلكترونية، والمبدع الإلكتروني وشرط البرمجة، متحدثا عن قارئ المستقبل. وعن شفافية وتطور التفاعلية، أو التفاعلية بين بارت والشبكة العنكبوتية، تكتب عبير عبدالعزيز، وتقرر أن التفاعلية أتاحها النشر الإلكتروني حيث التفاعل بشكل آني مع المادة المنشورة سواء عبر إرسال تعليق إلى الناشر أو الكاتب الإلكتروني أو عبر إدراج تعليق/قراءة/نقد/تصويب .. الخ في مكان النشر ذاته. وهذا يحدث عادة في المنتديات والمدونات والمجموعات الخاصة، وتتيح هذه الخاصية تأكيد صحة أو نفي خبر بشكل آني. وفي ورقتها تتحدث الكاتبة عن تطور الفاعلية من أشكال قديمة، وعن التفاعلية بين التعريف والقيمة. ومن خلال نظرة في الأدب التفاعلي يتحدث وليد علاء الدين عن النص والعلائق التفاعلية، حيث التفاعل هو وصف لحالة استمرار فعل ما في الوقوع أو في العمل، أو هو وصف لاستمرار تأثير فعل، وأنه يلزم لحدوث التفاعل اشتراك طرفين على الأقل، كلاهما فاعل، في تشكيل النتيجة من هذا الفعل. وعن الأدب التفاعلي في ضوء التلقي يكتب الأزهر الصحراوي، بينما تكتب هوازن عكر عن التلقي التفاعلي والمتلقي بين الشراكة والإبداع، متوقفة عند الأدب التفاعلي وجماليات التلقي. في حين تكتب نهى الصراف في موضوع مشابه للموضوع السابق، بعنوان "الأدب التفاعلي في ضوء التلقي"، وفيه تتحدث عن استقبال المتلقي للنص الإلكتروني، لتنهي بذلك ملف العدد. *** بدأت مواد العدد بسؤال د. عمر عبدالعزيز عن الثقافة المرئية إلى أين؟ وسباحة في المعلوم والمجهول وفضاءات لا حدود لها. وهو يرى أن الطفل المعاصر لم يعد محكوما بالتربية المنزلية والمدرسية، بل أيضا وبدرجة كبيرة جدا بالآثار المتعددة للوسائط البصرية الصوتية القادمة من أساس وتضاعيف التكنولوجيا العصرية. ثم يتحدث د. عبدالمرضي زكريا خالد عن الحوار مع الآخر من خلال السمات والخصائص القرآنية. وتقدم نورالهدى عبدالمنعم استطلاعا أدبيا عن سؤال متكرر ينتظر الإجابة وهو: ماذا على الأدب أن يقدمه لإنقاذ الهوية العربية؟ بينما تكتب زهراء الحكلي عن اللغة المقامية عند الهمذاني والحريري، ويتحدث ماجد الشيخ عن عنف الواقع النيجيري ومقاربته روائيا، وتتوقف د. اعتدال عثمان عند قصة الطيب صالح "يوم مبارك على شاطئ أم باب" وقراءة في الفكرة والمضمون. ويعرض خليل الجيزاوي لكتاب "الاتجاه الإنساني في الرواية العربية" من تأليف د. مصطفى عبدالغني، وتحاور د. إيناس حسني د. طلعت شاهين الشاعر والمترجم والمحلل السياسي المتخصص في شؤون إسبانيا وأميركا اللاتنية. ويقوم ذياب شاهين بدراسة "حفار القبور" بين بدر شاكر السياب وحسب الشيخ جعفر. وعن شعرية السرد السينمائي يكتب د. طاهر علوان مستعينا بعبارة بارت "تبدأ السينما حيث تنتهي اللغة". وفي مجال الإبداع تنشر "الرافد" قصيدتين لشهاب غانم، وعيسى عباس حسين، وقصتين لأنور عبدالعزيز، وجمال مشاعل.