السؤال: مارأي علماء الدين فيما يفعله البعض من الذكر الجماعي وأداء بعض الحركات واختلاط الرجال بالنساء أثناء الذكر؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد. مدير عام مديرية أوقاف السويس: من المعروف أن الذكر الجماعي بدعة محدثة والدليل علي ذلك ما ورد في الأثر عن عمرو بن سلمة: كنا نجلس علي باب عبدالله بن مسعود قبل الغداة. فإذا خرج مشينا معه إلي المسجد. فجاءنا أبوموسي الأشعري. فقال أخرج إليكم أبوعبدالرحمن بعد. قلنا: لا. فجلس معنا حتي خرج. فلما خرج قمنا إليه جميعا. فقال له أبوموسي: إن عشت فستراه. قال: رأيت في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة. في كل حلقة رجل. وفي أيديهم حصي. فيقول: كبروا مائة. فيكبرون مائة. فيقول: هللوا مائة. فيهللون مائة. ويقول: سبحوا مائة. فيسبحون مائة. قال: فماذا قلت لهم؟ قال: ما قلت لهم شيئا انتظار رأيك وانتظار أمرك. قال: أفلا أمرهم أن يعدوا سيئاتهم. وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء؟ ثم مضي ومضينا معه. حتي أتي حلقة من تلك الحلق. فوقف عليهم. فقال: ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن. حصي تعد به التكبير والتهليل والتسبيح. قال: فعدوا سيئاتكم. فأنا ضامن ألا يضيع من حسناتكم شيء. ويحكم يا أمة محمد. ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم صلي الله عليه وسلم متوافرون. وهذه ثيابه لم تبل. وآنيته لم تكسر. والذي نفسي بيده. إنكم لعلي ملة أهدي من ملة محمد. أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا: والله يا أبا عبدالرحمن. ما أردنا إلا الخير. قال: وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وأيم الله ما أدري. لعل أكثرهم منكم. ثم تولي عنهم. فقال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك الخلق يطاعنونا يوم النهروان مع الخوراج "أخرجه الدرامي" من هذا الأثر يتبين لنا إنكار عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - لفعل الجماعة الذين جلسوا يذكرون الله ذكرا جماعيا. وسبب إنكاره واضح فقد أحدث هؤلاء بدعة جديدة لم تكن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يفعلها الصحابة - رضوان الله عليهم - أبدا وقد أفتي الكثير من علماء المسلمين بحرمة هذا العمل وأنه من البدع المحدثة خاصة إذا اختلط الرجال بالنساء. المصدر: جريدة "المساء" المصرية .