* يسأل محمد علي الغربي من المنصورة: ما مفهوم البدعة في الشرع. وهل كل جديد بدعة؟ ** يجيب د. علي جمعة مفتي الديار المصرية: البدعة هي مخالفة أصل من أصول الدين. أما إذا توضأ الإنسان وصلي ركعتين فذلك ليس بدعة وإن لم يقل ذلك رسول الله. وكذلك إذا تعودت مثلا ان تصلي ركعتين كلما دخلت المنزل لتعويد أطفالك علي الصلاة فهذه ليست بدعة. وكذلك الاحتفال بالمولد النبوي لتذكر رسول الله ولتمدحه في هذا اليوم فهذا أيضا ليس بدعة لأنه لم يخالف أصلا من أصول الدين فقد سئل النبي صلي الله عليه وسلم عن صيام يوم الأثنين فقال: "هذا يوم ولدت فيه". وقال ابن حجر: هذا دليل علي عمل المولد وكذلك السيوطي صاحب كتاب "المقصد في عمل المولد" وأورد فيه أدلة. إذن هذا ليس بدعة وإن لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم فقد علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ان هذا الدين متين وعظيم وباق إلي يوم الدين.. كيف يكون ذلك؟ حينما رفع الرجل رأسه من الركوع فقال: ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. قال رسول الله: رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يصعد بها إلي السماء. فكان هذا دليل علي ما قاله رسول الله صلي الله عليه وسلم "ممن سن سنة حسنة في الإسلام فله أجرها من اتبعها إلي يوم الدين ومن سن سنة سيئة في الإسلام فعليه وزرها ووزر من اتبعها إلي يوم الدين". فدائما القرآن والحديث أكبر من المسلمين لا تنتهي عجائبهما. وقد قال ايضا صلي الله عليه وسلم "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر". وقد فعل ذلك الصحابة أيضا فمثلا عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ذهب إلي المسجد فوجد المسلمين يسبحون ويحمدون فقال لهم: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم. أأنتم خير مما كان عليه محمد؟ فقالوا: هذا مبلغ علم ابن مسعود". فقد خاف ابن مسعود ان تكون هذه بدعة. فهل علينا أن ننكرهم نحن ايضا؟ فالبدعة هي إدخال الضلال في الدين مثل من يريد ان يصلي بدون وضوء. أو من يريد ان يتوضأ باللبن. أو من يتجه إلي غير قبلة المسلمين. هذه بدع منكرة. أو من يحل للحائض أن تصلي وتصوم أما ما ذكر الله فليس بدعة فقد قال تعالي: "والذاكرين الله كثيراً والذاكرات" وقال أيضا "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون". وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقيم "حسان بن ثابت" يمدحه أمامه وأمام الصحابة. وكان يحب الصوت الحسن فاختار عبدالله بن زيد. واختار بلالا للأذان. وجعل "حسان بن ثابت" يمدح. فالأمة كلها تجمع علي أن حلقات الذكر ليست ببدعة. وهذا الشافعي حينما رأي أهل مصر يكبرون هذا التكبير فقال: "فإن كبر بما يكبر عليه الناس الآن فحسن" الله أكبر كبيرا. والحمد الله كثيرا. وسبحان الله بكرة وأصيلا" فهو كلام ليس واردا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكنه كلام حسن. وهذا أنس بن مالك وجابر وابن عمر كلهم يردون احاديثهم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم في التبلبية. فيقولون: فكان الناس يلبون بما تسمعون فلا يقول لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم شيئاً فلما خرجوا عن النطاق وأشركوا وقالوا لبيك إلا شريكا هو لك ملكته وما ملك أنكر عليهم. ولما سمع المرأة تغني وتقول: "إن لنا نبيا يعلم ما في غد. قال: ويحك يا امرأة إن الله علام الغيوب" ولما قالوا له: "اجل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط" قال لهم: أتأمروني كما قال بنو إسرائيل لموسي: "اجعل لنا إلها كما لهم آلهة" فسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم تركنا علي المحجة البيضاء ننفذها شياً فشيئاً إلي يوم الدين.