محمد مصطفي البرادعي ذكر أبو هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم, فقال: وما ذاك؟ قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم, ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق, فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلي يا رسول الله, قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة, فرجع فقراء المهاجرين إلي رسول الله عليه الصلاة والسلام فقالوا: سمع اخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله, فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. متفق عليه. وعن أبي هريرة أيضا عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إن لله تبارك وتعالي ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتي يملأ ما بينهم وبين السماء الدنيا, فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلي السماء قال: فيسألهم الله عز وجل وهو أعلم بهم, من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك. قال وماذا يسألوني؟ قالوا يستجيرونك. قال: ومم يستجيروني, قالوا من نارك يارب, قال: وهل رأوا ناري, قالوا: لا, قال: فكيف لو رأوا ناري, قالوا: ويستغفرونك, قال: فيقول: قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا وأجرتهم مما استجاروا, قال: فيقولون رب فيهم عبد خطاء, إنما مر فجلس معهم, قال فيقول وله غفرت, هم القوم لا يشقي بهم جليسهم. رواه مسلم وقال أبو هريرة إن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. متفق عليه.