التقلبات الحادة سمة الأداء الأسبوعي للبورصات العالمية محيط: رغم بوادر التعافي التي شهدتها العديد من أسواق الأسهم العالمية استجابة للإجراءات التي اتخذتها الحكومات والبنوك المركزية لاحتواء تداعيات الأزمة المالية الراهنة, إلا أن التقلبات الحادة في اتجاهات المؤشرات كان السمة الأساسية هذا الأسبوع لأداء أغلب الأسواق ويأتي ذلك في ظل أجواء عدم الثقة والقلق التي تعيشها الأسواق إزاء ما سيترتب عن تلك الأزمة المالية من ركود اقتصادي علي المستوي العالمي. ويري "لاري هثواى" الخبير الاقتصادي لدي مصرف "يو بي اس" أن الأحداث علي مستوي الأسبوع تبرن أن الجهود المبذولة لمداواة القطاع المالي والمصرفي علي مستوي الولاياتالمتحدة ودول غرب أوروبا قد جاءت متأخرة للغاية لكي تعمل علي تفادي الركود عالميا وتجنب انخفاض مستويات الأرباح. وأضاف في تقرير أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإلكتروني أن الانخفاضات المسجلة هذا الأسبوع علي مستوي الأسواق ربما جاءت في ظل التحسن الجزئي والغير كافي الذي طرأ علي أوضاع السوق الائتماني عالميا وذلك بعد عمليات التدخل غير المسبوق والتي أقدمت عليها البنوك المركزية الرئيسية بخفض أسعار الفائدة لديها. وأشار التقرير إلي أن التقلبات علي مستوي أسواق الأسهم والسلع والعملات قد وصلت هذا الأسبوع إلي مستويات كبيرة وشهدت خاصة البورصات تذبذبات حادة. فعلي مستوي البورصة الأمريكية تمكن مؤشر "ستاندرد آند بورز" بعد الانهيارات الأخيرة من تسجيل ارتفاع في أول معاملات الأسبوع اعتبر أكبر ارتفاع يسجل خلال جلسة تداولات منذ فترة الثلاثينات, غير أن ذلك الأداء سرعان ما أعقبه هبوط حاد حيث شهد المؤشر اكبر انخفاض يسجل خلال يوم تعاملات منذ عام 1987. وقد أغلق مؤشر "ستاندرد آند بورز" علي تراجع بنسبة 0.6% في جلسة نهاية الأسبوع وإن كان قد سجل ارتفاعا علي مدي تعاملات الأسبوع الحالي بحوالي 4.6%. وفي منطقة شرق آسيا وتحديداً اليابان شهدت أيضا بورصة طوكيو تقلبات حادة خلال تعاملات الأسبوع حيث سجل مؤشر "نيكي" ارتفاع قياسي يوم الثلاثاء الماضي لتعاود التراجع قبل نهاية الأسبوع حيث شهد المؤشر يوم الخميس اكبر هبوط منذ 1987. وبغض النظر عن ذلك التأرجح بين الصعود والهبوط حقق المؤشر ارتفاعا أسبوعيا بنحو 5%. وقد تراجعت البورصة الصينية بنحو 3.5% علي مدي تعاملات الأسبوع. وتقدر نسبة تراجع مؤشر "شنجهاي المجمع" للبورصة بحوالي 68.3% مقارنة بالمستويات القياسية المسجلة في أكوبر من العام الماضي. وعلي مستوي بورصات أوروبا سجل مؤشر "الفاينانشيال تايمز يورو فرست" لأسهم 300 شركة أوروبية ارتفاعا بنحو 5.1% وارتفع مؤشر "الفاينانشيال تايمز" لأسهم 100 شركة في بورصة لندن ب 3.3%. وفي أسواق السلع الأولية تراجع سعر النفط الخام الأمريكي ليتحرك دون مستوي ال70 دولار للبرميل وذلك لأول مرة منذ أغسطس 2007 قبل أن يعاود الانتعاش بشكل طفيف في نهاية الأسبوع. وتقدر نسبة تراجع سعر النفط الخام بأكثر من 50% مقارنة بالمستوي القياسي المسجل في يوليو حينما بلغ 147 دولار للبرميل. وحول أداء أسواق المعادن الدولية أشارت شبكة بلوم برج الإخبارية إلى أن سعر المعدن الأصفر قد شهد أسوأ أداء أسبوعي له منذ نحو شهرين في ظل مؤشرات تباطؤ معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي الأمر الذي يحد من مخاطر التضخم. وقد هبط سعر البلاتين المستخدم في عمليات تصنيع المجوهرات إلي جانب استخدامه في الأغراض الصناعية المتعلقة بإنتاج السيارات لأدني مستوياته منذ نحو 3 أعوام في بورصة نيويورك في ظل التأثير السلبي المتوقع لتباطؤ النمو العالمي لمعدلات الطلب علي البلاتين. خبراء يدعون لتطبيق مشروع اقتصادي إسلامي ومنع المضاربات البورصات الأمريكية والآسيوية تعاود الانخفاض من جديد البورصات العالمية تواصل انتعاشها لليوم الثاني إفاقة جماعية تعم بورصات العالم