السؤال: أعمل في مصنع وأشعر بمشقة شديدة أثناء صيامي لشهر رمضان. فما حكم الدين لو أفطرت؟. يجيب عن هذا السؤال الدكتور عطية عبدالموجود أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: من يزاول مهنة شاقة يحتاج إلي مجهود عضلي تترتب عليه مشقة زائدة لا يتحملها الفرد العادي مع صيام شهر رمضان وأن معظم أهل العلم المعاصرين رخَّصوا لأصحاب المهن الشاقة بالفطر في رمضان واستدلوا علي ذلك بعبارة المشقة الحاصلة للصوم لأصحاب الأعمال المرهقة. وبالنسبة لكبير السن والمسافر في نهار رمضان ولمن به مرض يتعذر معه الصوم بعد إخبار طبيب مسلم عدل ثقة. فكما يجوز لهؤلاء الترخيص بالفطر في رمضان فكذلك يجوز الفطر في رمضان لمن كانت وسيلة رزقه عملاً شاقاً يتطلب مجهوداً زائداً عن المألوف. ومما يستدل به أيضاً أن يُقال: إذا كان الصوم عبادة فكذلك السعي علي الرزق من أجل العبادات خاصة إذا كان المصدر حلالاً وقصد المسلم به إعفاف نفسه وذويه عن ذل المسألة. ولقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "من خرج يسعي علي أبوين له فهو في سبيل الله" إلي أن قال ومن خرج يسعي علي نفسه فهو في سبيل الله. ويشترط لمن يباح له الفطر في رمضان لممارسته مهناً شاقة ألا يوجد عنده مال يكفيه وأهله للنفقة في شهر رمضان ألا يترتب علي تركه لهذا العمل فصله وحرمانه منه طيلة العمر وأن يكون هذا العلم هو المصدر الوحيد لكسب رزقه. علي أننا ننبه إلي أمور مهمة تجب مراعاتها عند الشخص الذي أبيح له الفطر بأن يزاول عملاً شاقاً هي علي النحو التالي: أولاً: أن يأخذ العامل بالأسباب التي تيسر له عبادة الصوم مثل مداومته علي السحور في ليالي رمضان. ثانياً: لا يجوز له أن يبدأ يومه في رمضان مفطراً بل عليه أن يستهل يومه صائماً فإذا ما أحس بالإرهاق وشعر بالتعب أثناء صيامه كان له أن يفطر أعمالاً لقاعدة ما يباح للضرورة يقدر بقدرها وأن يستتر عن أعين الناس عند فطره احتراماً لقدسية شهر رمضان ومراعاة لمشاعر الصائمين والله أعلم. المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية.