صدر حديثاً عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت كتاب "الشعر العربي الحديث"، ويأتي هذا الكتاب كحصيلة لأعمال الندوة الرئيسية لمهرجان "القرين الثقافي" الثاني عشر 2005 والتي خصصت لقضايا الشعر العربي الحديث. جاء في تقديم بدر سيد الرفاعي الأمين العام للمجلس "أن التحولات الثقافية والمعرفية والتقنية التي هبت على العالم في القرن الأخير والتي توجت الآن بطغيان العولمة وهيمنتها على الكثير من جوانب المشهد الثقافي في بلادنا ألقت في صدورنا بذوراً للتوجس والقلق خوفاً من أن تستطيع هذه التحولات أن تقلص من الوهج الساحر للشعر أو تقصيه عن عيون محبيه أو تقلل من أهميته في ثقافتنا العربية". جاء البحث الأول في الكتاب للشاعر حلمي سالم والذي تناول فيه نشأة الشعر العربي الحديث رابطاً بين تطوره والنهضة العربية الحديثة بداية من الحملة الفرنسية على مصر ثم تكوين الدولة الحديثة في عصر محمد علي وما أعقب ذلك من مراحل تاريخية كان لها أثر مباشر في تطور الشعر والذي بلور رؤيته أخيراً في حركة الشعر الحر منتصف القرن العشرين. وقد عقب الدكتور وهب رومية على بحث حلمي سالم مشيراً إلى أن الباحث قصر حديثه على التطورات التاريخية والاجتماعية في مصر وحدها باستثناء إشارات خاطفة إلى الأقطار العربية الأخرى، ولكنه عمم نتائجه، ولئن صح بعض هذه النتائج فإن بعضها الآخر لا يصح. جاء البحث الثاني ل د.شربل داغر بعنوان "تيارات ومدارس الشعر العربي الحديث" وتعرض لتاريخ تأثر الأدب العربي الحديث بالمذاهب الشعرية الغربية، وخلص في بحثه إلى أن خريطة المذاهب والتيارات في الشعر العربي الحديث، تبدلت وتباعدت عن أصولها الغربية، عدا أنها تندرج أكثر ضمن "التناص" لا ضمن المثاقفة الحضارية والشعرية. كما قدم د. محمد عبد المطلب بحثاً بعنوان "تحولات اللغة الشعرية الجديدة، قال فيه أن الشعرية العربية في اندفاعها نحو التجريب وتطلعها إلى البكارة أهملت بعض ظواهر الجمالية وهي المظهر الذي قدسته الكلاسيكية، وحافظت عليه الرومانسية، واحترمته الواقعية، وكان هذا الإهمال واضحا في شعرية جيل السبعينيات، وما تلاه، وقد أرهق هذا الإهمال المتلقي العام والخاص على حد سواء". وتحت عنوان "الموسيقى الشعرية في الشعر العربي الحديث" قدم الباحث الدكتور مصطفى عراقي بحثه، وعقب عليه الدكتور علوي الهاشمي قائلاً أن أسئلة الموسيقى الشعرية تمثل مدخلا أساسيا لدراسة جانب مهم من جوانب التجديد في بناء الشعر وتشكيله.