صدر حديثا عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت كتاب "الشعر العربي الحديث" وهو حصيلة لأعمال الندوة الرئيسية لمهرجان "القرين الثقافي" الثاني عشر 2005 والتي خصصت لقضايا الشعر العربي الحديث. ووفقا لصحيفة "الخليج" الإماراتية جاء في تقديم بدر سيد الرفاعي الأمين العام للمجلس "أن التحولات الثقافية والمعرفية والتقنية التي هبت على العالم في القرن الأخير والتي توجت الآن بطغيان العولمة وهيمنتها على الكثير من جوانب المشهد الثقافي في بلادنا ألقت في صدورنا بذوراً لتوجس والقلق خوفاً من أن تستطيع هذه التحولات أن تقلص من الوهج الساحر للشعر أو تقصيه عن عيون محبيه أو تقلل من أهميته في ثقافتنا العربية". وتناول الشاعر والباحث حلمي سالم نشأة الشعر العربي الحديث رابطا بين تطوره وبين النهضة العربية الحديثة التي تعود بداياتها إلى حملة نابليون بونابرت على مصر سنة 1798 وما تبعها من تكوين الدولة المصرية الحديثة على يد محمد علي باشا، وما أعقب ذلك من محطات تاريخية كزوال الدولة العثمانية وتقسيم الوطن العربي إلى مستعمرات ونكبة فلسطين وثورة يوليو وحركات التحرر، وكان لكل ذلك أثر مباشر في التطور الذي حصل في الشعر الذي بلور رؤيته أخيرا في حركة الشعر الحر في منتصف القرن العشرين. وفي بحث آخر تناول د. شربل داغر "تيارات ومدارس الشعر العربي الحديث" وتعرض لتاريخ تأثر الأدب العربي الحديث بالمذاهب الشعرية الغربية تحت عنوان "مذاهب ضمن المثاقفة" مورداً شهادة لمي زيادة عن بدايات هذا التأثر، وتحت عنوان "الأيديولوجية والحداثة" ناقش الباحث المنطلقات الأيديولوجية التي انبنى عليها الشعر الحر وقسمها إلى ثلاثة منطلقات هي: القومية السورية الاجتماعية مع سعيد عقل ويوسف الخال وأدونيس، والماركسية في صيغتها العربية مع السياب والبياتي، والقومية العربية مع عبد المعطي حجازي.