السؤال: طلب زوجي من رئيسه في العمل إجازة فرفض فأرسل برقية الي عمله انه مريض و ملازم للفراش. فما حكم الدين؟ يجيب عن هذا السؤال الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق. يقول: العلاقة بين الرئيس والمرءوس في العمل يحددها مبدآن الأول : الصدق في العمل والثقة المتبادلة في التعامل. والثاني التنسيق بين حقوق العامل و مصلحة العمل فإذا كان للموظف حق في الأجازات التي كفلها له القانون لإعانته علي مواصلة عمله بتوفير الراحة المقررة له شرعا وقانونا ثم منعه رئيسه من التمتع بهذا الحق بغير عذر مقبول فإن هذا المنع يكون تعسفا من هذا الرئيس . وأن من حق الموظف اتباع الطرق المشروعة للحصول علي حقه ومن هذه الطرق الشكوي القانونية. أما إذا كانت ظروف العمل لا تسمح في بعض الاحيان لحصول الموظفين علي إجازاتهم لإنجاز عمل معين في وقت محدد فقد يكون للرئيس من حقه تأجيل قيام الموظف بأجازته في الوقت الذي يطلبه . وإذا لم تكن هناك أعذار مستساغة في تأجيل الاجازة أو منعها فإن للموظف ان يحصل علي حقه وأن احتال بوسائل مختلفة بالحصول عليه. فإن تعطيل الحقوق المقررة بتقرير الشرع و القانون يعد من قبيل الغصب و قد ذهب الفقهاء إلي أن من حق المغصوب منه ان يرد إليه الغاصب هذا الحق المغصوب لقول رسول لله صلي الله عليه وسلم:¢ لا يأخذ أحدكم متاع أخيه لاعبا أو جادا فإذا أخذ احدكم عصا اخيه فليردها¢ و لأن تكون العلاقة بين الرئيس و المرءوس قائمة علي الصدق و الشفافية خير من ان يشوبها تربص كل منهما بالآخر و تحايل أحدهما للحصول علي حقه و تحايل الآخر لتعطيل هذا الحق فإن أمور العمل لا تستقيم و لا تزدهر إلا في جو صالح يحصل فيه العامل علي حقوقه كما يؤدي فيه واجباته و الحقوق و الواجبات جناحان لتسيير الحياة كما ارادها الله تعالي. والله أعلم المصدر: جريدة "الجمهورية" المصرية.