الدوحة: استضاف الصالون الثقافي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون الروائيتين سمر المقرن الأديبة السعودية التي عرفت بروايتها نساء المنكر، والروائية المصرية د. ميرال الطحاوي، والدكتور حسن رشيد، في حلقة نقاشية بعنوان "المحظور في الرواية العربية". في البداية تناول د. حسن رشيد عن فكرة المحظور في الأدب بدأت قديما ومنذ أفكار سقراط ومسرحيات يوربيدس وكوميديات ارستوفان ، ثم مع خروج الشعر العربي من الأسر عبر التداول شفاهة، ومع هذا فقد لقي الكثيرون حتفهم ، مضيفا أن المحظور لا يرتبط بأدب محدد، أو قطر محدد أو عصر محدد. وأضاف ، حسبما نقلت صحيفة "الراية" القطرية ، انه في الرواية هناك أعمال أدبية ومؤلفون تعرضوا للأذي فعلي سبيل المثال وليس الحصر هناك: أوسكار وايلد- عشيق الليدي تشارلي ومدام بوفاري ولوليتا وتوليفن ، منعت أعمالهم في أوطانهم ومنحوا أعلي الجوائز لأسباب سياسية، والمحظور في الرواية يتخذ أيضاً ذلك الإطار الأبدي: الدين - السياسة- الجنس. وضرب المثل برواية "أولاد حارتنا" التي صدرت أخيراً، منعت من قبل أعلى جهة دينية عربية إسلامية وهي الأزهر ؛ معتقدا أنهم قد حملوا النص أشياء لا تتلاءم مع المعتقدات الإسلامية، وقديماً الفاتيكان لعب دوراً أكثر خطورة عندما أصدر فتوي بتحريم "الكوميديا الإلهية" لدانتي. وحديثاً حرم الفاتيكان رواية "شيفرة دافنشي" لدان براون ، ونجد أن يتم حظر الأعمال سياسيا - والحديث مازال لرشيد - إذا ارتبطت بخلاف السائد- كما حدث مع العديد من الأعمال مثل أعمال سولجستن الروسي أو معظم كتاب الاتحاد السوفييتي في فترة ستالين ، وعندنا بالعالم العربي منعت العديد من أعمال عبدالرحمن منيف منها " مدن الملح " و"قوارب جبلية " للروائي اليمني وجدي الأهدل ، على الرغم من أن تاريخ الإبداع العربي القديم لم يشاهد مسألة المصادرة للأعمال والمصادرة للفكر ، وإلا لما وصلت إلينا " ألف ليلة وليلة " . الكاتبة ميرال الطحاوي بدأت حديثها بعنوان "المحرم والمحظور في تاريخ الرواية النسائية" قائلة لا أعرف لماذا اخترت المحرم لأغرق في دراسته، التابو الاجتماعي وسطوته، كانت المحرمات تطوق طفولتي، وأزعم أنها تطوق مجتمعاتنا بأسرها، المحظور المكلل بالمخاوف ينسج أضلاعه الثلاثة واحداً بعد آخر الدين، الجنس، السياسة. ورأت ميرال أن هناك العديد من النماذج النسائية التي فتحت باب التجرؤ على المحظور الاجتماعي ، ومنهم لطيفة الزيات ومي زيادة ، واللاتي جاهرن بألفاظ الحب والعشق ، ومنهم حاليا ليلى بعلبكي وغادة السمان ، وسميرة عزام ، و " نوال السعداوي " ، كلهن تطاولن على المحظور الاجتماعي الأول، " حاجز الوهم " الذي يجعل التصريح بالشعور العاطفي والميل الجنسي أرض السقوط الأولي والغواية الأم ، بحسب الطحاوي. والدليل هو كم المشاهد الجنسية بالروايات ، وأن الدراسات النقدية أصبحت تنصب على التوظيف الجمالي أو الدلالي لعبارات مثل الجسد ، " بل أصبح السؤال إلي أي مدي من حق الكاتبة أن تبرهن بل أصبح السؤال إلي أي مدي من حق الكاتبة أن تبرهن علي جرأتها بإعلان الغواية" ، واعتبرت الطحاوي أن الحد الفاصل بين العمل الإبداعي والبورنوجرافيا لم يعد فاصلاً كما كان، صار مطاطاً. وقالت الروائية سمر المقرن من الملاحظ وجود عدد كبير من الكتابات التي تنتجها كاتبات خليجيات وبشكل أوضح وأكثر سعوديات سواء كانت هذه الكتابات روائية أو قصصية أو شعرية أو مقالية أو صحفية، ولكن الغريب وجود أصوات تستغرب ظهور هذه الكتابات أو تستنكرها أو تشجعها بشكل غير طبيعي، ولذلك فإن هذه الورقة تطرح أفكاراً حول ثلاثة جوانب منها سبب ظهور هذه الكتابات بهذا الشكل الذي عدها بعضهم طفرة أو ثورة، وثانيها نوعية هذه الكتابات من كونها مصادمة أو تهدف إلي كشف المستور أو جريئة أو منفلتة، وثالثها الموقف من هذه الكتابات. وتضيف المقرن انه لا شك في أن دخول المرأة في مجالات للعمل لم تكن تدخلها سابقاً أولم تكن مساحة حرية العمل فيها كالسابق، ومحاولات تمكين المرأة في بعض المجالات أدي إلي ظهور أسماء جديدة شابة لم تقتنع بالأسلوب الهاديء المهادن للنساء والعاملات في وسائل الإعلام وغيرها واستطاعت الموجة الجديدة من النساء والعاملات في وسائل الإعلام وغيرها واستطاعت الموجة الجديدة من النساء والفتيات مزودات بأدوات جديدة من معطيات ثورة الملتي ميديا أن يرسمن لأنفسهن خطاً أكثر وضوحاً وصراحة وصدقاً مع الذات وأكثر حماساً وإصراراً علي تحقيق ذواتهن وبنات جيلهن وتوصيل رسالتهن. وأضافت: أما الحديث عن أنهن أكثر جرأة علي كشف المستور فهو صحيح من جهة وغير صحيح من جهة أخري، صحيح من أنهن اللائي عانين طيلة الفترات الماضية من جور وسلطة المجتمع الذكوري وهن أكثر تلمساً للمشكلات من الرجل الذي ضمن لنفسه حقوقاً اكتسبها عبر العقود الطويلة ولذلك كان صوته أقل حدة وأقل جرأة، وحتي المتنورين والمقتنعين منهم يظل في داخلهم الشعور اللاواعي الذكوري بالحفاظ علي المكتسبات المتراكمة.