الدوحة: من خلال التعاون الثقافي بين السفارة اليابانيةبالدوحة والمركز الشبابي للإبداع الفني استضاف المركز فعاليات معرض الفنون التشكيلية اليابانية الذي يعد حدثا فنيا يحظى بأهمية خاصة الأمر الذي كان سببا رئيسياً في تجواله في العديد من دول العالم في رحلة طويلة ثم حل ضيفاً على المركز الشبابي للإبداع الفني. ويحتوي هذا المعرض المتنقل - وفق جريدة "الشرق" القطرية في عددها الصادر اليوم - على مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المتميزة في العديد من مجالات الإبداع البصري ومنها الحفر الطباعي والرسم والتصوير والخزف والتصميم "تصميم طوابع البريد" وغيرها من المجالات وذلك لمجموعة متميزة من الفنانين اليابانيين المشاهير وعلى رأسهم الفنان الرائد "توشوساي شاراكو" الذي رحل عن عالمنا منذ ما يقرب من قرنين من الزمان، ويعد شاراكو واحد من أهم أفراد جيل الرواد الأوائل الذين ساهموا بفكرهم وإبداعاتهم في النهوض بالمنتج التشكيلي الياباني والارتقاء بقيمته الفنية. وترجع أهمية هذه الاحتفالية الثقافية لهذا الحدث إلى وجود بعض أعمال للفنان الراحل شاراكو ضمن الإبداعات المشاركة في هذا المعرض حيث يمتلك هذا الفنان مادة خصبة من المفاهيم التشكيلية الرمزية ودراية تامة بلغة الصياغة البصرية، بالاضافة لشيوع الحس الإنساني من أعماله الثرية بألوانها وخطابها المرئي. وإلى جانب أعمال شاراكو هناك العديد من الأعمال الفنية الأخرى لبعض تلاميذه وآخرين. ونظراً لامتلاكه موهبة إبداعية صادقة فقد تسلح شاراكو - وقفا لنفس المصدر - بالوعي الثقافي العميق بأهمية الثقافة المحلية وموروثات حضارته اليابانية وانطلقت أعماله من خلال هذا الإطار حيث مازالت حتى الآن تثير اعجاب النقاد والمشاهدين وتدهش طلاب العلم والباحثين. والمتأمل لأعمال شاراكو في مجال فن البورتريه يدرك أن الفنان يجيد التأمل والحوار مع كوامن النفس البشرية لسبر أغوارها والتعرف على أسرارها ويبدو ذلك جلياً في غالبية رسوم شخوصه سواء كانوا من المحاربين المشاهير أو من المحتلين أو من مصارعي السومو تلك الرياضة البدنية الشهيرة في اليابان حيث يحرص الفنان على عدم الخوض في التفاصيل الخاصة بالشكل الخارجي لشخوصه وبالتالي يصب كل اهتمامه حول التركيز في تجسيد تلك الجوانب النفسية والوجدانية في الشخصية كما يراها مع اللجوء إلى التسطيح التلويني وإثراء اللون والدقة في اختيار الألوان المستمدة من البيئة المحلية حتى تكتسب ميزة صدق خطابها المرئي. وبالتالي بات من الواضح مدى طغيان الثقافة البصرية المحلية على إبداعات شاراكو وإبداعات تلاميذه وجميعها عناصر أو مميزات ساهمت بالفعل في تفرد بصمة إبداعات المحترف التشكيلي الياباني وأكدت هويته الفنية التي نجحت في خلق نوع من الحوار البصري الجاد مع الآخر أينما وجد في أي مكان من العالم.