افتتح د . شاكر عبد الحميد وزير الثقافة ورافقه د . عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا و د . ايناس عبد الدايم الأمين العام للأوبرا معرض الفنان أحمد شيحا بعنوان " مصر أولا " ، بحضور نخبة كبيرة من كبار النقاد في مجال الفن التشكيلي ولفيف من الإعلاميين والصحفيين . يضم المعرض 35 عملا فنيا يعبر عن الروح القومية المصرية ، وتتميز أعمال شيحا بعمل مزيج بين الحضارة المصرية القديمة والحديثة ، حيث أنه مميز بعمل جداريات رائعة تجمع بين التلوين بالنقش الغائر والنقش البارز والترابط بين الألوان والخطوط ، كما يوجد تزاوج أكثر حيوية بين الحفر والنحت والتصوير علي سطح العمل ، وأصبح اللون أكثر إضاءة من ذي قبل بفعل ثورة المصريين . المعرض يحكي عن ميادين مصر كلها وخاصة ميدان التحرير وما يموج به من عنفوان ثورة ويخلد في لوحاته ملاحم الشهداء التي إرتوت أرض الوطن بدمائهم . وأعرب د . شاكر عن مدي سعادته برؤية ومشاهدة والإستمتاع بهذه الأعمال الفنية المتميزة للفنان أحمد شيحا ، معبرا بأن هذا المعرض شامل ويضم مجموعة من اللوحات التي تجمع بين مرحلتين متميزتين ، ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها ، كما توجد به تيمات أو ملامح أساسية وهي الحس التاريخي والبعد التكويني والحس التلويني . فالحس التاريخي يمتزج بشكل فني غير مباشر في الأعمال الفنية سواء كان باللون أو الخط أو الموتيفات أو الرمز أو غيرهم ، ويؤكد الوزير علي تواصل وإستمرارية تاريخ الشعب المصري ، ويركز علي أنه مجموعة من الطبقات والمراحل التاريخية المتواصلة والمتكاملة والمتلاحمة والتي لا يمكن الفصل بينها وبين أي مرحلة أخري من التاريخ المصري كالفرعونية والمسيحية والاسلامية ، كما أضاف شاكر أن البعد التكويني هو أن يكون الفنان قادرا علي الإتيان بتكوينات كثيرة تنتمي إلي كل مرحلة من هذه المراحل ، ففي المرحلة الفرعونية توجد بعض التيمات منها مفتاح حورس ، الأهرامات ، المسلات ، عيون حورس ، وفي المرحلة المسيحية توجد علي شكل كتابات ، أو قباب ، أو كنائس، أو علي شكل موتيفات تنتمي إلي التاريخ المسيحي الذي هو جزء أساسه من التاريخ المصري ، وفي الاسلامية تتمثل في المآذن والمساجد والمخطوطات ، مؤكدا الوزير أن تاريخ الشعب المصري محصلة كل هذه المراحل معا التي يتم تجسيدها في هذا المعرض من خلال الأعمال الفنية فالفن يمكن أن يكون تشخيصي أو تجريدي والعمل الفني يؤكد علي مبدأ الكل في واحد ، أما الحس التلويني فكان قبل ثورة 25 يناير توجد قتامة نسبية في الألوان تتمثل في أن الانسان تحول إلي مايشبه الآله أو الإنسان الآلي أو الميت أو المومياء ، ولكن الآن وبعد الثورة أصبح اللون يضئ ويشع نوع من الفرح والحركة والبهجة والتفاؤل . كما أوضح شاكر أن الفن في هذا الإرهاص بالمستقبل مدَلِلِ لكن بناء علي تذكر الماضي وإدراك الحاضر والجمع بينهما في رؤية تتقدم وتعلو دائما نحو المستقبل بشكل مفيد رغم تلك الصعوبات والمعوقات ، وشدًد عبد الحميد علي أنه يرفض العصيان المدني ويحتفي بالفن والإبداع والعمل والإنسان المصري وهذا ما يظهر في أنشطة الوزارة وأعمالها . وأشار أحمد شيحا أن المعرض يمثل مرحلة هامة في حياته الفنية ، حيث أن المعاناة التي سبقت ثورة المصريين كانت طويلة ومؤلمة جدا ، وأن أهم ما أنجزه في حياته هي الأعمال الجديدة التي ولدت بعد 25 يناير ، وأكد شيحا أن مصر قادمة إلي العالم كله لا محاله لتحتل مكانتها التي يجب أن تتبوءها بين الأمم ، فهي صاحبة الحضارة الأولي والرسالة الحقيقية للدنيا كلها . ويقول الفنان محمد طلعت أن شيحا يحاول أن يوثق المتغيرات ويقاوم الجهل والقبح والرجعية معبرا من خلال أعماله وإبداعه عن التحول الكبير الذي تشهده مصر ، فأنصهر بين الأحداث اليومية المتلاحقة والصور التي تغزونا في كل لحظة وبين ذاته وفنه ومرسمه ، فأعلي مبدأ الإبداع وأعتنق مذهب المقاومة بالفن . جدير بالذكر أن شيحا أقام عشرات المعارض في مصر ومختلف بلاد العالم ، كما أنه اشترك في أكثر من ست مسابقات عالمية وله مقتنيات في أمريكا ومتحف الفن المصري الحديث ومجموعة البنك الأهلي ودار الأوبرا المصرية ، وعضو بنقابة الفنانين التشكيليين .