خوفاً علي أراوحهم .. لاعبو العراق يتحفظون علي العودة إلي أرض الوطن

لاعبو العراق يتح
العراق يحصل علي كاس اسيا
فظون علي العودة إلي أرض الوطن
المعتاد أن يرتمى اللاعبون فى أحضان جماهيرهم عند تحقيق البطولات ليجسد الجميع مشهدًا هيستيريا من الأفراح يتذوقون خلاله طعم الانتصارات التى جاءت بعد مشوار طويل وصعب ، لكن الوضع يختلف تمامًا مع المنتخب العراقى الحاصل على لقب بطولة كأس آسيا .
محيط مصطفى نجم:
وتوج المنتخب العراقي بلقب بطولة كأس آسيا لكرة القدم ، للمرة الأولي في تاريخه ، إثر فوزه علي نظيره السعودي بهدف نظيف سجله قائد الفريق وهدافه يونس محمود في المباراة النهائية للبطولة والتي أقيمت بالعاصمة الاندونيسية جاكرتا .
وفي الوقت الذي يتمني فيه الشعب العراقي حضور الفريق الذي وحدهم إلي أرض الوطن كي يحملوهم علي الأعناق ، إلا أن عددًا كبيرًا من أعضاء الفريق أبدوا مخاوفهم من العودة إلى أرض الوطن للاحتفال مع شعب الرافدين باللقب الآسيوى الغالى .
ونجح اللاعبون بفوزهم بكأس آسيا في مداواة الجراح وبثت روح المحبة والإخاء لدى الأخوة الفرقاء ، وزرعت الأمل لدى المواطنين بالقضاء على الإرهاب ونبذ التفرقة والطائفية المقيتة واعطت الدليل على قدرتها للمّ الشمل .
ويخشى اللاعبون أن يصبحوا هم والحشود الكبيرة التي ستخرج لاستقبالهم أهدافا سهلة للإرهابيين ولراغبى إثارة الفتنة الطائفية والحرب الأهلية الباردة الدائرة حاليًا فى العراق.
وما زاد من مخاوف اللاعبين هى التفجيرات التى أودت بحياة 50 شخصًا من الذين خرجوا إلى ميادين المدن العراقية المختلفة ، يوم الأربعاء الماضى ، للتعبير عن فرحتهم بتأهل منتخب بلادهم إلى اللقاء النهائى للبطولة القارية عقب الفوز على كوريا الجنوبية بضربات الترجيح بنتيجة 4 / 3 فى اطار الدور نصف النهائي الا أن ذلك لم يرهب قلوب الالاف من الجماهير التى خرجت الى الشوارع فى ظاهرة حب للعراق وللاعبى المنتخب العراقى لتصبح من المرات القليلة التى تختلط فيها السياسية بالرياضة.
ومن جانبه ، أبدى يونس محمود قائد المنتخب العراقي وصاحب هدف الفوز فى المباراة النهائية ، والذى حصل على لقب أفضل لاعب بالبطولة ، عن سعادته التى لاحدود لها متمنيا العودة الى العاصمة العراقية بغداد حتى يعيش لحظة الاحتفال بالنصر الغالى مع الشعب العراقى المتحمس .
وقال : كنت أتمنى العودة إلى الوطن لنجد استقبال أسطورى مثلما تنعم به الفرق الفائزة بالبطولات الكبيرة مبديًا أمله فى أن يستقل لاعبو المنتخب العراقى حافلة مفتوحة لتسير وسط الشوارع وسط ابتهاج الجماهير الواقفة على الجانبين.
واضاف أن الهدف الذى يسعى الفريق لتحيقيقه حاليًا بعد الفوز بالكأس هو تحديد المكان المناسب وكيفية الاحتفال باللقب وذلك وسط الظروف الأمنية المتدهورة فى البلاد ، مشيراً إلى أن اللاعبين لايخافون على سلامتهم الشخصية فحسب بل أيضا على الحشود الكبيرة التي قد يستهدفها الارهابيون.
وفى الجانب الأخر ، يحاول مسئولو الحكومة العراقية مغازلة اللاعبين بوسائل عديدة تؤكد لهم أنه لاداعى للخوف على حياتهم وأرواح الجماهير فى حالة وصولهم الى العراق ، حيث طمأن علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية يونس محمود وزملائه ، مؤكداً أن هناك الكثير من الأماكن الآمنة في بغداد ولا داعى للقلق على الاطلاق.
كما أعرب جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة العراقي عن أمله فى أن يصل الفريق العراقي الذي يتكون معظمه من لاعبين يعيشون خارج العراق إلى العاصمة بغداد هذا الأسبوع للاحتفال بالإنجاز التاريخى الأول فى التاريخ الكروى ل "أسود الرافدين" ببطولة آسيا.
وأشار جعفر الى أن ممثلين عن رئيس الوزراء والرئيس ورئيس مجلس النواب سوف يستقبلون بعثة الفريق في المطار لحظة وصوله مضيفا أن الوزارة تدرس كيفية تأمين الفريق بالشكل الملائم حتى يتسنى للجميع الاحتفال بالبطولة.