برلين: في الوقت الذي تعتبر فيه ألمانيا أكبر مصدّر في العالم، إذ تبلغ قيمة صادراتها ما يقارب التريليون يورو سنوياً، تأتي دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين وروسيا من أهم شركائها التجاريين لكن أفريقيا لا تزال تشكل جزءاً ضئيلاً من حجم التداول التجاري الألماني. وفي هذا الصدد يحاول سفراء الدول الأفريقية الثلاث والخمسين تحسينه من خلال تشجيع الاستثمار في بلادهم، كما يفعل سفير مملكة ليسوتو في ألمانيا ماكاسه نيافيزي، فهو يرى أن الاستثمار في الدول الأفريقية أمر منطقي ويعود على كلا الطرفين بالربح. ووفقا لما ذكره موقع التلفزيون الألماني "دويتشه فيليه" فأن تطمينات سفراء الدول الأفريقية لا تجيب على تساؤلات المستثمرين الألمان حول القطاعات الأكثر جذباً للاستثمار في أفريقيا، أو إمكانيات التعاون مع القطاع الخاص هناك. وللإجابة على هذه التساؤلات صدر الدليل التجاري الألماني الأفريقي، والذي صدر حديثاً في مدينة برلين والمكون من مائتين وأربع وستين صفحة. ويعد الدليل التجاري الألماني الأفريقي بمثابة خارطة للسوق الأفريقية، فهو يتضمن تحليلاً للوضع الاقتصادي لكل دولة أفريقية بما في ذلك فرص الاستثمار فيها واحتمالات النمو، إضافة إلى عناوين الشركات الناشطة هناك فضلا عن كم كبير من المعلومات الضرورية للمستثمرين الأجانب. ويعد الدليل الاقتصادي الألماني - الأفريقي أيضا أول مشروعا رائدا، إذ يقدم شرحاً تفصيلياً للعلاقات التجارية بين ألمانيا والقارة الأفريقية، ويدلل على الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة الألمانية لأي شركة تقرر الاستثمار هناك، والذي يصل إلى مائتي ألف يورو لكل مشروع. في أفريقيا تعتبر المواد الخام، والطاقة، والصحة من أكثر القطاعات جذباً للشركات الألمانية.