محيط : يواصل الجيش الباكستاني اليوم السبت العملية العسكرية في وادي سوات ، معلنا عن مقتل أكثر من 140 مسلحا وتسعة جنود خلال 24 ساعة ، فيما واصل عشرات الآلاف من الباكستانيين نزوحهم من مناطق المعارك. وقدر الجنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش عدد المقاتلين المتحصنين في وادي سوات بنحو خمسة آلاف ، مشيرًا إلى أن الاشتباكات امتدت بين الجيش الباكستاني ومسلحي طالبان إلى مناطق جديدة فى شمال غرب البلاد فى الوقت الذى يحاول فيه الاف المدنيين الفرار. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن السلطات الباكستانية إن الاجهزة المختصة بدأت الاستعدادات لاستقبال نحو نصف مليون نازح من المدنيين من إقليم وادي سوات. ويتماشى هذا التقدير مع تقدير الأممالمتحدة التي أعلنت أن القتال العنيف بين مقاتلي حركة طالبان والجيش الباكستاني في وادي سوات أدى بالفعل إلى نزوح أكثر من 200 الف، فيما يستعد 300 الف اخرين للنزوح. وقال وزير في ولاية الحدود الشماليةالغربية إن المسؤولين يحاولون التعامل مع واحدة من أكبر عمليات النزوح الداخلي في العالم. وفيما كانت المدفعية والطائرات تقصف مواقع المسلحين في المنطقة حذرت الاممالمتحدة من ان الازمة الانسانية الناجمة عن هذا القتال قد تتحول إلى واحدة من أكبر ازمات نزوح السكان في العالم. ويحذر الصليب الأحمر من أزمة إنسانية، حيث يُعتقد أن مئتي ألف مدني قد تمكنوا من الفرار حتى الآن إلى بيوت ذويهم أو إلى معسكرات تابعة للأمم المتحدة منذ بدء العمليات العسكرية للجيش الباكستاني ضد طالبان. غير أن حوالي نصف مليون آخرين لا يزالون محاصرين في مينجورا المدينة الرئيسية في إقليم سوات بين نيران الجيش الحكومي والمسلحين. وقال شاهد عيان من داخل مينجورا إن كلا من الجيش وقوات طالبان اطلقوا النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار من المنطقة. وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد قال في كلمة متلفزة أمس "استدعيت القوات المسلحة للقضاء على المسلحين والارهابيين" في اشارة الى مسلحي طالبان والقاعدة المنتشرين في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان. وأضاف جيلاني "حان الوقت لوقوف الامة الى جانب الحكومة والجيش ضد الذين يحاولون اخذ بلدنا رهينة لديهم وجعل مستقبلنا مظلما بقوة السلاح". ودعا جيلاني المجتمع الدولي الى مساعدة بلده في التصدي للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون الذي اضطروا الى النزوح بسبب القتال.