وصف فيها إسرائيل بالكيان العنصري.. واشنطن ترفض قطع الصفحة الجديدة مع طهران رغم تصريحات نجاد محيط : أكدت الولاياتالمتحدة أنها لا تزال راغبة في إجراء محادثات إيران لتحسين العلاقات بين البلدين ، وذلك رغم التصريحات الأخيرة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن اسرائيل. ونقلت جريدة "القدس" عن روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الامريكية للصحفيين "نريد حوارا مباشرا مع إيران، ولكن على إيران أن تقوم بعدد من الامور حتى تعود إلى المجتمع الدولي". وتابع وود :" إذا كانت إيران ترغب في علاقات مختلفة مع المجتمع الدولي، عليها أن توقف تصريحاتها الفظيعة ، مثل هذه التصريحات لا تساعد، وهي تأتي بنتائج عكسية وتغذي الكراهية العنصرية ، هذه ليست تصريحات تستخدم في القرن الحادي والعشرين". من جهته قال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت جيبز "بالطبع انها لهجة حاقدة" ، معتبرًا أن الرئيس الامريكي باراك أوباما "اتخذ القرار المناسب عندما رفض أن تشارك الولاياتالمتحدة في هذا المؤتمر". وتابع "من البديهي القول إن الرئيس يعارض بشدة ما قيل، وحسب الصور التي رأينا يبدو ان كثيرين مثلنا عارضوا ذلك" ، الا أنه شدد على أن هذه الحادثة لن تمنع واشنطن من المضي قدما بسياسة اليد الممدودة مع طهران. وقال المتحدث الامريكي "نواصل التفكير في سياستنا، ونفهم انه على مستوى السياسة الخارجية، فان القيام بالامور بالطريقة نفسها التي كنا نقوم بها في السابق، لن يحدث على الارجح التغييرات التي نريد". وكان نجاد قد وصف إسرائيل في كلمته أمس الاثنين ب"الحكومة العنصرية" في اليوم الاول من مؤتمر الاممالمتحدة حول العنصرية ، قائلا :"بعد الحرب العالمية الثانية لجأ الحلفاء الى العدوان العسكري لحرمان امة باسرها من اراضيها بذريعة المعاناة اليهودية". وأضاف "أرسلوا مهاجرين من اوروبا والولاياتالمتحدة ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطينالمحتلة". ودفعت تصريحات احمدي نجاد، الذي نفى في السابق وقوع المحرقة اليهودية، ب23 وفدا اوروبيا الى الخروج من قاعة المؤتمر احتجاجا على ذلك. وكان اوباما بعث برسالة غير مسبوقة عبر الفيديو الشهر الماضي الى الايرانيين بمناسبة السنة الايرانية الجديدة اعرب فيها عن امله في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. تصريحات مستفزة ومن جانبه ، أدان الأمين العام للامم المتحدة بان كي-مون الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بسبب الهجوم ، قائلا :" نجاد استغل كلمته لكي يتهم، ويشق، بل ويستفز وهو ما يتعارض مباشرة مع هدف المؤتمر". وعندما بدأ نجاد كلمته حاول شخصان يرتديان شعرا مستعارا ملونا اشاعة الاضطراب في الجلسة إلا أن نجاد استمر في القاء كلمته. وقد تكفل الحراس باخراج هذين الشخصين من القاعة. وعندما هاجم نجاد تأسيس دولة اسرائيل وحمل الغرب مسؤولية انشائها انسحب عدد من وفود الدول الغربية من المؤتمر. ويعتبر هذا الانسحاب تقويضا لعمل الأممالمتحدة التي كانت تأمل في أن يؤدي المؤتمر إلى توحيد الصفوف وراء مناهضة الظلم في العالم . الفاتيكان يهاجم واستنكر الفاتيكان تصريحات نجاد قائلا إنها تحمل طابعا متطرفا ولا يمكن القبول بها. ودافع الناطق بلسان الفاتيكان مع ذلك عن مجرد اشتراك احمد نجاد في هذا المؤتمر قائلا ان هذا الأمر يشكل فرصة جيدة لمحاربة العنصرية وانعدام التسامح. وقال الناطق الباباوي ان الرئيس الايراني لم ينكر خلال خطابه أمام المؤتمر وقوع المحرقة النازية او حق اسرائيل في الوجود. احتجاج فرنسي ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الاوروبي إلى ابداء "الحزم الشديد" حيال كلمة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في المؤتمر. ووصف ساركوزي في بيان كلمة احمدي نجاد بأنها "دعوة الى الحقد العنصري لا ينبغي السكوت عنها"، حيث "ضرب عرض الحائط بالقيم التي يضمها الإعلان العالمي لحقوق الانسان". وأضاف بيان الرئاسة الفرنسية ان ساركوزي "الذي سبق ان رفض اقوالا غير مقبولة للرئيس الايراني في ظروف اخرى، يدين تماما خطاب الكراهية هذا". من جهته أكد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أنه "من المستحيل تقديم اي تنازل" حيال تصريحات احمدي نجاد المناهضة لإسرائيل. وقال كوشنير "سبق إن اعلنت بوضوح أن فرنسا لن تسمح لاي كان باتخاذ المؤتمر رهينة واستخدامه منصة لإطلاق اقوال مليئة بالكراهية". وقال كوشنير "اتمنى ان يثير تحرك الاحتجاج هذا يقظة ضمير لدى المجتمع الدولي، فحماية حقوق الانسان ومكافحة انواع العنصرية كافة من الاهمية بمكان، ما يستدعي تضافر جهود الامم ضد خطابات الكراهية كلها". كما وصف مساعد السفير الاميركي في الاممالمتحدة اليخاندرو وولف تصريحات نجاد بأنها "معيبة" و"مشينة" و"حاقدة".