بغداد : كشف مسئولون عسكريون أن الإدارة الأمريكية فكرت في توجيه ضربة عسكرية إلى معسكرات التدريب والمخابئ ومخازن الأسلحة التي تقول تقارير الاستخبارات انها تستخدم بواسطة "فيلق القدس" الإيراني لتدريب مسلحين من شيعة العراق . ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن مسئولين عسكريين :" توصلت واشنطن في اللحظة الأخيرة أن الضربات العسكرية الموجهة إلى داخل إيران لا يمكن الدفاع عنها وتبريرها ، لذا ركزت على إرباك الطرق والخطوط التي استخدمت لتهريب الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود، وركزت أيضا على الضغوط الدبلوماسية والمالية". وأضاف المسئولون أن "القتال الأخير الذي شهدته مدينة البصرة ضد الميليشيات الشيعية، الذي امتد إلى مدينة الصدر في العاصمة بغداد أوضح للعراقيين والامريكيين على حد سواء مدى التدخل الإيراني ، حيث أدى إلى الكشف عن مخازن أسلحة تحتوي على مئات الصواريخ فضلا عن مواد لتركيب قنابل تخترق المركبات المصفحة". وقال المسؤولون ان مخازن السلاح ساعدت على إعطاء القادة العسكريين الامريكيين صورة كاملة لكيفية دخول الأسلحة الإيرانية إلى العراق ووصولها إلى عدة ميليشيات ومجموعات إجرامية في مختلف أنحاء العراق. من جانبه قال ضابط كبير في بغداد ان غالبية الأسلحة المدعومة من إيران تدخل عبر جنوب العراق وتستخدم في مختلف أنحاء العراق، وعلى وجه الخصوص في القتال المستمر في مدينة الصدر. ويحتوي كثير من الأسلحة على أرقام متسلسلة وتفاصيل أخرى تدل على انها مصنوعة في إيران عام 2008. وهذا يناقض تعهدات إيران العام الماضي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باعتراض تدفق الأسلحة والمقاتلين إلى داخل العراق عبر الحدود. رغم ذلك لا يبدو ان كميات الأسلحة قد ازدادت. وكان تقرير للاستخبارات الأمريكية أكد أن طهران عدلت خططها لدعم المسلحين في العراق ،مشيرًا إلى أن شحنات الاسلحة التي تصل من إيران استمرت في الشهور الاخيرة بالرغم من التعهد بوقفها . وقال مسئول كبير على دراية بالمعلومات الاستخبارية :"طهران بدلت تكتيكاتها لإبعاد نفسها عن دور مباشر في العراق منذ إلقاء القوات الامريكية القبض على 20 ناشطا ايرانيا داخل العراق في ديسمبر/كانون الأول 2006 ويناير/كانون الثاني 2007. ولايزال 10 اشخاص من هذه المجموعة الايرانية محتجزين لدى القوات الامريكية". وأوضح المسئول أن "إيران تركز على تدريب مجموعات من المسلحين الشيعة العراقيين ، الا ان عدد هذه المجموعات لايزال غير واضح ، فيما تسعى للاحتفاظ بالنفوذ السياسي والاقتصادي على عديد من الاجنحة الشيعية". ومضى بالقول :" انهم لا يريدون الارتباط بنشاطات ربما يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية" ، مضيفًا :" طهران تسعى لنشر نفوذها داخل العراق ليس فقط عن طريق دعمها للمليشيات، ولكن عبر المساعدات الاقتصادية المشروعة، ولاسيما عبر الجنوب الشيعي الغني بالنفط".