أنقرة : دافع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عن الغارات التي شنتها الطائرات التركية على مواقع لحزب العمال الكردستاني شمال العراق قائلا ان هذا الغارات لا تستهدف سوى المتمردين الانفصاليين واضاف ان تركيا سوف تستمر في اللجوء الى العمليات الجوية والبرية في إطار السلطة التي يكفلها القانون الدولي. واعلن الجيش التركي اليوم الأربعاء أنه قتل العشرات من عناصر حزب العمال الكردستاني في عمليات قصف لأكثر من 200 هدف للحزب شمالي العراق خلال الأيام العشرة الماضية. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان صادر عن الجيش "إن غاراته على معاقل الحزب، الذي تتهمه أنقره بشن هجمات ضد تركيا انطلاقا من شمال العراق، أسفرت عن مقتل 175 مسلحًا في السادس عشر من الشهر الحالي لوحده". وأضاف أن القوات التركية نفذت عدة هجمات على المسلحين داخل الحدود العراقية أمس الثلاثاء ، ولكن لم يصدر أي رد فعل من جانب السلطات العراقية أو حزب العمال الكردستاني يؤكد أو ينفي صحة الأرقام التي أوردها الجانب التركي بخصوص هجمات قواته داخل العراق. وكان رئيس الوزراء التركي قد اجرى حديث هاتفي بالرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بحث الزعيمان خلاله النزاع المسلح الدائر في شمال العراق بين المسلحين الأكراد والقوات التركية. وناقش الطرفان أيضا أهمية تعزيز التعاون بين كل من الولات المتحدة وتركيا والعراق في مجابهة حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره الدول الثلاث منظمة إرهابية. وقال أردوجان ان هجمات الجيش التركي داخل اراضي العراق تتسم بالشرعية لكونها ردا على هجمات تستهدف وحدتها. وكانت حكومة إقليم كردستان العراق، الذي يتمتع بالحكم الذاتي، قد حذرت تركيا من استمرار غاراتها على الإقليم وأدانت الغارات التركية بشدة. قال بارزاني إن تركيا تستهدف تجربة إقليم كردستان العراق وقال رئيس الإقليم مسعود بارزاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس العراقي جلال طالباني في مدينة السليمانية يوم الاثنين "إن الطائرات التركية قصفت مناطق آمنه وسقط نتيجتها عدد من الأبرياء". وأضاف بارزاني: "لقد سقط العديد من الأبرياء بين قتيل وجريح. نحن أجرينا مشاورات مع الرئيس جلال طالباني وسنتشاور مع الأطراف الأخرى المعنية لوضع حد لهذا العدوان ووقف قصف القرى الكردية". ووصف بارزاني هذه الغارات بأنها عدوان على شعب كردستان خلال تفقده المناطق التي تعرضت لقصف الطائرات التركية على سفوح جبل قنديل قرب الحدود الإيرانية التركية العراقية. وقال بارزاني خلال اجتماعه مع القرويين، الذين أُجبروا على النزوح عن قراهم بسبب القصف التركي، إن تركيا تستهدف تجربة إقليم كردستان العراق، وإن الأكراد ليس لهم أعداء، لكن على من يقوم بالاعتداء عليهم ويقتلهم ويدمر قراهم أن يدرك أنهم لن ينجحوا في النيل من إرادة الشعب الكردي. من جانبه، أعرب طالباني عن إدانته لهذه الغارات وأضاف أن الحكومة العراقية قدمت احتجاجا لتركيا بعد استدعاء سفيرها في العراق إلى وزراة الخارجية. وكانت الطائرات التركية قد شنت ثلاث غارات جوية ضد معاقل حزب العمال داخل العراق، كان أولها في السادس عشر من الشهر الجاري، إضافة لعمليات قصف مدفعي لمعاقل المتمردين في الأراضي العراقية. وتشير التقديرات إلى أن الهجمات التركية قد أجبرت أكثر من 2000 شخص على النزوح عن قراهم في منطقة كردستان العراق.