بروكسل: يعقد وزراء الخزانة والمال لدول منطقة اليورو سلسلة من الاجتماعات غدا الاثنين في بروكسل لبحث آثار تراجع الدولار مقابل العملة الأوروبية وما نتج عنها من تراجع قوي ومؤثر للصادرات الأوروبية في الأسواق العالمية. وأكد رئيس وزراء لكسمبورغ جان كلود جونكر الذي يتولى أيضا منصب رئيس مجموعة اليورو عشية اجتماعات وزراء الخزانة والمال في بروكسل ان قوة اليورو في الوقت الحالي لا تثير قلقا كبيرا بعد لكنه أضاف أن القلق قد يساوره اذا واصلت العملة الموحدة ارتفاعها. وأوضح انه ليس قلقا بدرجة كبيرة من سعر الصرف الذي نلاحظه ولكن إذا استمر على النحو الذي بدأه منذ أسابيع فقد يساوره القلق عند مفترق معين. ولكنه لم يوضح أين يقع هذا المفترق بالضبط. وأعلن جان كلود جونكر وفقا لما ورد في وكالة الأنباء السعودية "واس" ان وزراء الخزانة والمال لدول التكتل الأوروبي السبع والعشرين سيعالجون إشكالية انهيار الدولار خلال لقائهم المقرر الاثنين القادم وتحديدا مع رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشي. وتمكنت بعض الدول الاوروبية وخاصة الأكبر ثقلا اقتصاديا مثل ألمانيا من الخروج نسبيا من تبعات الأزمة المالية والنقدية العالمية ولكنها باتت تتأثر سلبيا مجددا بسبب انعدام التوازن الواضح في المعاملات النقدية بين اليورو وسلة المعاملات الأخرى وفي مقدمتها الدولار الأمريكي. ويعيب العديد من مسئولي الهيئات الاقتصادية والاجتماعية الاوروبية على المصرف المركزي الأوروبي إدارته للشق الاقتصادي والنقدي فقط من معالجة أسعار العملة وعدم التركيز على البعد السياسي. ويقول المحللون النقديون إن الدول الاوروبية تواجه فخا فعليا في الواقع في تعاملها مع انهيار العملة الأمريكية لأن تراجع سعر الدولار يخدم بشكل واضح سياسة الرئيس الأمريكي بارك اوباما الذي تريد الدول الاوروبية تقديم مساعدة سياسية واقتصادية له ولكنه يحدث ضررا في نفس الوقت بأسس الاقتصاد الأوروبي ويمنع منطقة اليورو من النهوض. وإبان اندلاع الأزمة المالية والنقدية الاوروبية سجل سعر الدولار تحسنا ملحوظا في أسواق المال عام 2008 باعتباره عملة مرجع ولكنه بات يتراجع بشكل كبير حيث انهار بواقع 18% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وحدها. ويعود انهيار الدولار إلى مضاربات المتعاملين الماليين الذين يراهنون مستقبلا على فرص الاستثمار ويفضلون عملات أكثر مردودا في مجال أحجام الفائدة. كما ان مستقبل الاقتصاد الأمريكي نفسه بات محل تساؤلات جدية لدى العديد من المتعاملين الاقتصاديين. ويخشى المسئولون الأوروبيون بشكل خاص ان تعمد الإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة إلى التغافل عن إشكالية تراجع سعر صرف الدولار لأسباب مبيتة ومدروسة أي توظيف انهيار العملة لحفز نمو الاقتصاد الأمريكي واحتواء العجز العام وتشجيع الصادرات على حساب المنتجات والبضائع الاوروبية تحديدا. ويقول المحللون ان تراجع الدولار يخدم الصين بشكل غير مباشر لأنه يعني تراجع أسعار المواد الأولية لكنه يتسبب أيضا في انخفاض قيمة احتياطيها من النقد والمتمثل بشكل رئيسي في الدولار.