القاهرة: ظهرت العديد من الأنباء الإيجابية بشأن الاقتصاد المصري الذي تمكن بحسب تقرير حديث من تحقيق معدل نمو اقتصادي جيد العام الجاري في ضوء عدة عوامل توقعت خلالها مؤسسة دولية بارزة أن تكون مصر من أوائل الأسواق الناشئة التي تواصل النمو الاقتصادي السريع مع خروج الاقتصاد العالمي من حالة الركود الاقتصادي الراهن. أصدرت مؤسسة ميريل لينش المالية الدولية أمس تقريرا جديدا عن الاقتصاد المصري أشارت فيه إلي أن مصر كانت من الدول القليلة التي نجحت في تحقيق معدل نمو اقتصادي جيد في عام.2009 وعزت "ميريل لينش" هذا الأداء الاقتصادي الايجابي إلي أربعة عوامل رئيسية جعلت من الاقتصاد المصري ملاذا آمنا للمستثمرين خلال الأزمة المالية العالمية تمثلت في حجم السوق المحلية، وارتفاع الطلب في الداخل مما أسهم في استمرار النمو الاقتصادي, بالاضافة إلي سلامة القطاع المالي المصري والمركز المالي القوي للبنوك المصرية خاصة مع عدم توجيه استثماراتها للأدوات المالية مرتفعة المخاطر. وأشار التقرير الذي أوردته صحيفة الأهرام المصرية إلي أن العامل الثالث هو حزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة الأزمة المالية وفي مقدمتها ضخ 15 مليار جنيه لدعم مشروعات البنية الأساسية, إذ يشير التقرير إلي أن هذه المجموعة من الإجراءات التحفيزية ساعدت علي دفع معدل النمو الاقتصادي الحقيقي في البلاد, أما العامل الرابع فهو انخفاض أسعار السلع الرئيسية ومعدلات التضخم عالميا مما ساعد علي تخفيف العبء علي الموازنة العامة للدولة بشكل نسبي ومن ثم الإسهام في تنفيذ السياسات المحفزة للنمو الاقتصادي. وبشأن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر فقد أشار التقرير إلي أنها ساعدت علي زيادة كفاءة الانفاق الاستثماري ومن ثم زيادة معدل النمو الاقتصادي لاسيما بالمقارنة بالدول الأخري. وتوقع التقرير استمرار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلي مصر علي نحو تدريجي خاصة مع جاذبية الاقتصاد المصري باعتباره من أكبر اقتصادات المنطقة بالإضافة إلي ما يتمتع به الاقتصاد المصري من ميزة النفاذ إلي السوق الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج العربي, في ضوء هذه العوامل توقع التقرير أن تكون مصر من أوائل الأسواق الناشئة التي تواصل النمو الاقتصادي السريع مع خروج الاقتصاد العالمي من حالة الركود الاقتصادي الراهن. وعلي صعيد آخر توقع خبراء ومحللون اقتصاديون مصريون أن تشهد البورصة المصرية نشاطا قويا خلال الفترة المقبلة بدعم حالة التفاؤل الكبيرة التي تشهدها أسواق المال العالمية بعد المؤشرات الإيجابية التي سجلها الاقتصاد الأمريكي من خلال الهبوط المفاجئ في معدلات البطالة الأمريكية وذلك لأول مرة منذ أبريل 2008. وقال وسطاء بالسوق في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء السعودية "واس" أن االسوق المصرية تشهد في الأسابيع الثلاثة الأخيرة تدفقات نقدية جديدة ما انعكس إيجابيا على حجم السيولة بالسوق وأدى إلى زيادة القوى الشرائية وهو ما ظهر في كثير من الأسهم سواء القيادية والكبرى أو حتى أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأوضح الوسطاء أن البيانات الايجابية التي أظهرها الاقتصاد الأمريكي في نهاية الأسبوع الماضي ستشكل قوة دفع قوية لجميع أسواق المال والبورصات في العالم خلال تعاملات الفترة المقبلة خاصة أنها تعطي إشارات جادة على تعاف حقيقي للاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاديات العالم. وأضافوا أن الارتفاعات القوية التي سجلتها شهادات إيداع الشركات المصرية المتداولة ببورصة لندن ستساعد بشكل كبير في مواصلة البورصة المصرية لارتفاعاتها في الأسبوع المقبل خاصة على صعيد الأسهم الكبرى والقيادية. وافتتحت البورصة المصرية تعاملات اليوم علي ارتفاعات تجاوزت نسبتها 1.76%، مدعومة بعمليات شراء قوية من جانب المستثمرين الأجانب، وقد وصل مؤشر "egx 30" لمستوى 6643 نقطة. وتواصلت مبيعات المصريين والعرب، حيث بلغت صافي تعاملات العرب مبيعات بقيمة 4.3 مليون جنيه. وارتفع سهم أوراسكوم للانشاء بنسبة 2.86%، لمستوى 229.41 جنيهاً، وصعد سهم أوراسكوم تليكوم ما نسبته 2.46%، حيث وصل لمستوى 40 جنيهاً، وارتفع سهم طلعت مصطفى 1.38%.