برلين: أظهرت بيانات إحصائية حديثة أن الاقتصاد الأسباني قد تعرض خلال الربع الأول من العام الحالي لأسرع معدل انكماش منذ نحو 40 عاما في ظل الارتفاع الحاد في معدلات البطالة وحودث المزيد من التراجع في كل حركة الاستثمارات ومستويات الإنفاق الاستهلاكي. وأشار المعهد الوطني للإحصائيات في أسبانيا إلى أن الناتج المحلي قد شهد انكماشا خلال الفترة ما بين نهاية شهر ديسمبر ونهاية مارس ب 1.8 % وذلك بعد تراجعه بحوالي 1 % في الفترة ما بين الربع الثالث والربع الأخير من العام الماضي . وذكر تقرير أوردته صحيفة ال " فايناشيال تايمز " عبر موقعها الاليكتروني إلى أن تلك البيانات والتي تعتبر مؤقتة تتماشى مع التقديرات السابقة للبنك المركزي الأسباني كما أنها تمثل ثالث تراجع ربع سنوي للناتج الإجمالي في أسبانيا وذلك بعد أن سجل الاقتصاد الأسباني في الفترة ما بين يوليو وسبتمبر من العام الماضي تراجع ب 0.3 % . ووفقا للبيانات الجديدة فقد شهد الاقتصاد الأسباني انكماشا في الناتج المحلي ب 2.9 % خلال الربع الأول مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي . وأضاف التقرير أن الاقتصاد الأسباني الذي تفوق في الأداء عن العديد من اقتصاديات دول منطقة اليورو على مدى أكثر من عشر سنوات ، قد اعتبر من بين أوائل الاقتصاديات التي دخلت في مرحلة الركود حيث تأثر الاقتصاد المحلي في بادئ الأمر بالتدهور الحاد في حركة الإنشاءات . وتوقع التقرير أن يواجه الاقتصاد الأسباني تحدى أصعب من ذلك الذي تواجه اقتصاديات المنطقة للدخول في مرحلة التعافي واستعادة النمو خاصة وان معدل البطالة قد وصل إلى حوالي 17.4 % . وتشير توقعات المركزي الأسباني إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سيتراجع العام الحالي بنحو 3.3 % مقارنة بالعام السابق ، غير أن بعض التقديرات الصادرة عن المؤسسات الخاصة في أسبانيا أن يصل معدل الانكماش إلى 4 % .